يومورتاليك: غطى الغبار وجوههم واحمرت عيونهم من جراء التعب والارهاق، وباتوا حفنة. فبعد اربعة ايام من نزوح جماعي، بدأ تدفق اكراد سوريا يتضاءل على مركز يومورتاليك آخر نقطة عبور الى تركيا ما زالت مفتوحة.
وبوتيرة بطيئة، يتقدم اللاجئون في مجموعات صغيرة تضم الواحدة منها عشرة اشخاص، في الحقل المترامي القريب من الحدود، مذعورين من رجال الشرطة الذين يرمقونهم بازدراء، ويقومون بعمليات تفتيش سريعة للتأكد من انهم لا يحملون اسلحة، ويسجلون اسماءهم واسماء عائلاتهم ثم يدخلون تركيا ضيوفا.
وقال مصدر طلب عدم الكشف عن هويته الاربعاء ان الف لاجىء فقط سجلوا الثلاثاء على معبر يومورتاليك (جنوب). واضاف "لا ننتظر مزيدا اليوم الاربعاء. وقد تراجعت الوتيرة كثيرا".
وذكر مراسل وكالة فرانس برس ان مئات من السوريين معظمهم من النساء والاطفال والمسنين جاءوا الى الحدود ظهر الاربعاء.
ومنذ بدء حركة النزوح هذه، سجلت السلطات التركية حوالى 140 الف لاجىء كردي، كما قال المصدر.
واوضح هذا المصدر التركي انه ليس على علم بحركة نزوح جديدة للسكان من الجانب السوري من جراء بدء الغارات الجوية التي تشنها الولايات المتحدة والبلدان الحليفة على تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا.&
وقد اعرب محمد مستو الذي غادر عين العرب (كوباني باللغة الكردية) قبل خمسة ايام هربا من تقدم عناصر تنظيم الدولة الاسلامية، عن اطمئنانه.
ووسط الاكياس التي وضع فيها على عجل بعض الالبسة، تحدث، على غرار جميع الذين غادروا المدينة، عن تجاوزات الدولة الاسلامية التي رآها بأم العين، كما قال.
وقال محمد مستو انهم "ذبحوا وقطعوا الرؤوس باسم الله، قائلين ان الاكراد كافرون"، وان "احد اشقائي قتل في المعارك، والآخر ذبح. وعلى مرأى مني، لم يتوانوا حتى عن ذبح عجوز".
وتتالت الشهادات امام وسائل الاعلام. وقد تضمنت تفاصيل مرعبة واخبارا جديدة من الجبهة حيث تمكن المقاتلون الاكراد السوريون الذين يؤازرهم اشقاؤهم الاتون من تركيا، من صد تقدم متطرفي الدولة الاسلامية.
وقد غادر احمد غيلو قريته يدي قوي قبل ايام لكنه ما زال يتسقط الاخبار عن الوضع العسكري من اقرباء تحدوا الخوف الذي يبثه الجهاديون.
واكد الرجل العجوز "قبل ثلاثة ايام، سقطت قرية مينازي الصغيرة التي تبعد ثمانية كلم غرب كوباني في ايدي تنظيم الدولة الاسلامية. ومساء امس حررتها القوات الكردية". واضاف "اعرف ايضا ان داعش قد ابعدت 15 الى 20 كلم عن كوباني".
وفي خيمة منصوبة في مكان خلفي، يأخذ صندوق الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) يونيسف على عاتقه الاطفال الذين يعانون من امراض صعبة.
وقالت الطبية فيلهلما فان دوفيل من وكالة الامم المتحدة، ان "معظمهم وصل وهم يعانون من التجفاف". واضاف "لقد تشققت شفاههم ويعانون من نقص حاد في الماء، لكنهم يعودون بعد تناول الماء والبسكوت".
وبالنسبة الى عدد كبير من اللاجئين السوريين، يشكل الوصول الى تركيا مصدر قلق ايضا. فثمة مصير العائلة التي بقيت في سوريا، وايضا المستقبل الآني، خصوصا لمن ليس لديهم عائلات لاستضافتهم شمال الحدود.
وقالت عديلة شيخ بكير "غادرنا القرية منذ خمسة ايام وننتظر المرور منذ ثلاثة ايام". واضافت هذه المرأة الشابة "منذ ذلك الحين نعيش بما تمكنا من نقله معنا، لكننا لا نتلقى مساعدة من احد من اجل البقاء على قيد الحياة، سنحاول العمل في حقول القطن مع ابناء قريتنا. لكني افضل العودة الى منزلي".
ويزداد عدد اللاجئين الذين يشاطرونها هذا الرأي. وقد سمحت السلطات التركية امس الثلاثاء للمرة الاولى لمئات منهم باجتياز الحدود نحو سوريا شرط ان يكون في حوزتهم جواز سفر ويسكنون منطقة عين عرب.
وقال رجل قبل اجتياز الاسلاك الشائكة "نحن خائفون في عين العرب لكن الجهاديين ما زالوا بعيدين، نفضل العودة الى منازلنا لان مكاننا ليس هنا".
&
التعليقات