صنعاء: قتل 37 شخصا واصيب عشرات آخرون بجروح في وقت مبكر الاربعاء في انفجار سيارة مفخخة امام كلية الشرطة في صنعاء بينما كان العشرات من الطلاب يتقدمون للانتساب الى الاكاديمية، بحسبما افادت مصادر امنية وشهود عيان.

وافادت حصيلة جديدة للشرطة نقلتها وكالة الانباء الرسمية ان عدد القتلى بلغ 37 شخصا والجرحى 66 بعضهم اصابتهم خطرة. وكانت حصيلة سابقة اشارت الى مقتل 33 شخصا واصابة 62 بجروح. واظهرت الصور مشاهد مروعة من الدماء والاشلاء المتناثرة والجثث المتفحمة امام الكلية الواقعة في وسط صنعاء.

وهرعت سيارات الاسعاف وقوات الامن الى المكان لاغاثة المصابين ونقل الجثث التي تكدست قرب جدار الكلية. وكان المئات من الشبان، لاسيما الجامعيين، وصلوا في ساعات الفجر الاولى الى المكان للوقوف في طابور بانتظار التسجيل للدخول الى كلية الشرطة.

وفي وقت سابق، قال امين العاصمة عبد القادرهلال للوكالة ان الهجوم "عملية ارهابية بتفجير سيارة مفخخة بالقرب من بوابة كلية الشرطة بصنعاء فجر" الاربعاء. وبحسب هلال، فان التفجير استهدف الطلاب الذي كانوا متجمعين امام الكلية للتقدم للتسجيل فيها. وذكرت مصادر امنية وشهود عيان، ان حافلة صغيرة مفخخة كانت متوقفة امام بوابة الكلية تم تفجيرها عن بعد.

واختلطت الدماء والاشلاء بالمحروقات المتسربة من السيارات، فيما ادى الانفجار الى احتراق العديد من السيارات التي كانت في محيط الكلية. وتحولت السيارة المنفجرة الى اجزاء صغيرة تبعثرت على مساحة واسعة فيما قامت قوات الامن بجمع قطع السيارة المفجرة. وشوهد المسعفون وهم يلتقطون اشلاء بشرية.

وقال احد شهود العيان لوكالة فرانس برس "انها مجزرة بكل معنى الكلمة". وانتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي صور لجثث مكدسة في مكان الانفجار ولاضرار فادحة في المباني. وتم نقل المصابين والجثث الى عدد من المستشفيات في صنعاء، فيما افادت مصادر طبية لوكالة فرانس برس ان الحصيلة قد تكون مرشحة للارتفاع.

ووجهت وزارة الصحة نداء عاجلا الى المواطنين للتبرع بالدم بسبب وجود حاجة ماسة الى الدم لدى المستشفيات التي تعالج المصابين. ويعتمد الشباب اليمني بشكل كبير على الانخراط في الاجهزة الامنية والجيش للحصول على وظيفة ودخل في هذا البلد الذي يعد افقر بلدان شبه الجزيرة العربية.

من جهتها، اعلنت وزارة الداخلية تعليق عمليات التسجيل في كلية الشرطة لمدة اسبوع. ولم يتضح ما اذا كان بين القتلى نسبة مرتفعة من المناصرين للمسلحين الحوثيين الشيعة الذين سيطروا على العاصمة اليمنية في 21 ايلول/سبتمبر، والذين يسعون بحسب مصادر محلية الى تعزيز حضور انصارهم في القوات الامنية والجيش.

واعلن مصدر امني اعتقال صومالي بحوزته متفجرات بينما كان يحاول الدخول الى مستشفى الجمهورية حيث ادخل الجرخى للعلاج. وقال احد قياديي اللجان الشعبية، وهو الاسم الذي يتخذه المسلحون المناصرون للحوثيين، ان من يقف خلف الهجوم هم "عناصر استخباراتية تكفيرية تابعة لتنظيم القاعدة".

واعتبر ان "التكفيريين يريدون اجهاض ثورة 21 سبتمبر" في اشارة الى سيطرة الحوثيين على صنعاء. ونددت الولايات المتحدة، حليف اليمن في مكافحة الارهاب، بـ"الجريمة العبثية (...) بحق مدنيين يمنيين"، وفق بيان لوزارة الخارجية.

كذلك، ندد الاتحاد الاوروبي الشريك المهم لليمن في بيان، بالهجوم "الارهابي الذي يهدف الى زعزعة عملية الانتقال السياسي في اليمن". واضاف ان "اعادة الامن وانجاز عملية الانتقال السياسي اهداف ضرورية من اجل ضمان الاستقرار والازدهار".

بدوره، طالب مجلس الامن الدولي في بيان صدر باجماع اعضائه باحالة منفذي الاعتداء امام القضاء. ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون "جميع اليمنيين الى التوحد للتصدي للارهاب وارساء الامن والاستقرار في اليمن". ووقع الهجوم بعد سلسلة من الهجمات التي شهدها اليمن في الاسابيع الاخيرة واستهدفت خصوصا تجمعات للميليشيات الشيعية الحوثية، وقد نسبت الى تنظيم القاعدة الذي توعد بحرب من دون هوادة على الحوثيين.

وقتل اربعة اشخاص على الاقل بينهم مراسل محطة تلفزيونية، الاحد في انفجار قنبلة اثناء تجمع للحوثيين في ذمار جنوب صنعاء. واعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب مسؤوليته عن تفجير القنبلة تلك في رسالة نشرت على مواقع جهادية. وقبل اسبوع، قتل 49 شخصا على الاقل في هجوم انتحاري استهدف انصار هذه الميليشيا اثناء احتفال ديني في اب في وسط اليمن، بحسب مصادر طبية.
&