ارتفعت في المغرب وفرنسا، عقب مجزرة "شارلي ايبدو"، أصوات تطالب بإيجاد حل للأزمة الدبلوماسية التي كانت وراء إغلاق جميع قنوات تبادل المعلومات الاستخباراتية والمعطيات بين الرباط وباريس.


أيمن بن التهامي من الرباط: عاد ملف العلاقات المغربية ـ الفرنسية ليطرح على طاولة النقاش والتحليل، بعد مجزرة "شارلي إيبدو"، الأربعاء، التي راح ضحيتها 12 شخصًا.

وجاء هذا النقاش بعد أن كشفت المجزرة أنّ الإرهاب كان المستفيد الأول من الأزمة الدبلوماسية بين البلدين، التي أدت إلى توقيف التعاون في مختلف المجالات، منذ ما يقارب العشرة أشهر.

حل الأزمة

ارتفعت في المغرب وفرنسا الأصوات المطالبة بإيجاد حل للأزمة الدبلوماسية التي كانت وراء إغلاق جميع قنوات تبادل المعلومات الاستخباراتية والمعطيات.

وتقدم وزير الداخلية الفرنسي السابق، شارل باسكوا، المطالبين بعودة هذا التعاون، مبديًا في حوار مع "لوفيغارو"، أسفه على قطع العلاقات مع المغرب، وكأنه يلمح إلى أن هذا كان أحد أسباب المجزرة.

وتزامن هذا مع دعوات أطلقت في المغرب لتجاوز "سوء الفهم الكبير" بين البلدين.

وقال عبد الرحمان مكاوي، الخبير في الدراسات العسكرية والاستراتيجية: "مباشرة بعد وقوع المجزرة الدموية دعوت إلى ضرورة الإسراع إلى عودة التعاون القضائي والأمني المغربي ـ الفرنسي، طالما أن الدولتين أساسيتان في مواجهة الإرهاب بين الضفتين".

أضاف: "هذا التعاون أثمر نتائج مهمة على مستوى تفكيك بعض الخلايا الإرهابية وبعض الثعالب الشاردة أو المنفردة، ينبغي عودته لأنه يخدم مصلحة البلدين في إطار الثقة والصراحة وسيادة البلدين".

وأكد عبد الرحمان مكاوي، في تصريح لـ"إيلاف"، أن "هناك ساسة فرنسيين، من بينهم شارل باسكوا، تأسفوا على قطاع التعاون بين البلدين... أدعو الحكومة المغربية إلى ضرورة عودة هذا التعاون القضائي والأمني ووضع إمكانيات الدولة المغربية وخبراتها رهن إشارة الشعب الفرنسي في هذه المحنة التي أًصابته وأصابت الجالية المسلمة المغربية في هذا البلد، الذي تربطنا معه علاقات تاريخية في عدة معارك ضد التطرف والإرهاب، وحتى نقطع الطريق أمام بعض اللوبيات التي حاولت تخريب هذه العلاقات التاريخية".

تضامن مع فرنسا

اعتبر الخبير المغربي أن فاجعة "شارلي إيبدو" عمل إرهابي احترافي منظم، ضحيته بالدرجة الأولى الإسلام والمسلمون.

وأضاف مكاوي: "علينا أن نتضامن مع الأسرة الإعلامية الفرنسية والشعب الفرنسي في هذه المجزرة البشعة التي قام بها الجناة، كيفما كانت انتماءاتهم ومن وراءهم"، مشيرًا إلى أن "هذه العملية صدمت مشاعر المغاربة والمسلمين بجميع ألوانهم".

وكان عدد من الصحافيين أعلنوا عن تنظيم وقفة رمزية، الجمعة، أمام مقر وكالة "فرانس برس" في الرباط، للتعبير عن التضامن مع ضحايا الاعتداء الإرهابي الذي استهدف الصحيفة الساخرة "شارلي إيبدو".

أصل التوتر

يشار إلى أن المغرب كان قرر، منذ شهر فبراير (شباط) الماضي، تعليق جميع اتفاقيات التعاون القضائي بين البلدين، كرد فعل على استدعاء السلطات القضائية الفرنسية لمدير المخابرات عبد اللطيف الحموشي، للتحقيق معه حول مزاعم بشأن التعذيب.

وتحرك القضاء الفرنسي بناء على طلب لجمعية "العمل المسيحي من أجل إلغاء التعذيب"، التي دعت السلطات القضائية الفرنسية إلى اغتنام فرصة وجود مدير الاستخبارات المغربية في باريس للاستماع إليه.