لم يفقد& الشيوعي الوحيد المنتخب إلى منصب عام في بريطانيا بأكملها ويلي كلارك الأمل بقيام ثورة شيوعية في بريطانيا ولكن هدفه السياسي هذه الأيام أقرب إلى الواقع، وهو استقلال اسكتلندا.


إعداد عبد الاله مجيد: يُسمى ويلي كلارك الشيوعي الأخير في بريطانيا. وهي تسمية ليست دقيقة لأن الحزب الشيوعي البريطاني خاض الانتخابات البرلمانية الأخيرة بستة مرشحين ولكنها أيضا تسمية ليست بعيدة عن الحقيقة.

الشيوعي الوحيد

&فان كلارك هو الشيوعي الوحيد المنتخب إلى منصب عام في بريطانيا بأكملها من خلال عضويته على امتداد أكثر من 40 عامًا في المجلس البلدي لمدينة بالينغري التي كان غالبية سكانها من عمال المناجم وسط اسكتلندا. وظل كلارك ابن السبعينات من العمر شيوعياً بعد سقوط جدار برلين وانهيار الاتحاد السوفيتي وفقدان أذنه اليسرى بسبب السرطان. وقال عامل المناجم السابق لصحيفة الغارديان "انا ما زلت شيوعياً وأفكاري لم تتغير".

وكانت منطقة ويست فايف وسط اسكتلندا حيث عمل كلارك مركز أكبر شركة لاستخراج الفحم في بريطانيا. وطيلة عقود من الزمان كان الخطر الرئيسي لشعبية حزب العمال بين الناخبين في هذه المنطقة لا يأتي من القوميين الاسكتلنديين بل من الشيوعيين.

وفي دائرة ويست فايف انتُخب آخر نائب شيوعي الى مجلس العموم هو ويلي كالاكر خلال ألفترة الواقعة بين 1935 و1950. وكان في المنطقة شارع باسم غاغارين، أول رائد فضاء سوفيتي، ويُطلق عليها اسم "موسكو الصغرى".

وسرعان ما بدأ الحزب الشيوعي البريطاني ينمكش بعد أن كان لديه 50 ألف عضو وأكثر من 200 شيوعي في المجالس البلدية خلال السنوات التي أعقبت الحرب العالمي الثانية مباشرة.

متمرد

وبدأ كلارك عمله في المناجم حين كان صبيا في الرابعة عشرة. وكانت مهمته فصل الحجارة عن الفحم مقابل 40 بنسًا عن كل نوبة عمل. وانتمى الى الحزب الشيوعي في وقت مبكر. وقال كلارك إنه كان متمردا من البداية يسأل لماذا يحدث هذا ولماذا لا يحدث ذاك. واستحوذ الحزب الشيوعي على مخيلته لأنه كان حزبا راديكاليا يريد التغيير وكان الشيوعيون لا يقبلون بالوضع القائم، كما يتذكر.

وما زال كلارك يتحدث بشغف عن الأسابيع التي قضاها في موسكو في ذروة الحرب الباردة. وهو يرى أن حملات الغرب على الاتحاد السوفيتي كانت مدفوعة بالعداء للشيوعية وليس لتسليط الضوء على القمع الذي يمارسه النظام الشمولي. وقال كلارك لصحيفة الغارديان "كنا نعتبر الاتحاد السوفيتي طليعة الطبقة العاملة في العالم".

ولكن كلارك يكسب اصوات الناخبين اليوم ليس لايمانه ببناء نظام اشتراكي جديد وانما بسبب عمله الذي لا يكل في خدمة سكان المنطقة التي يسكنها ويمثل مصالح أهلها.

لم يفقد الأمل

لم يفقد كلارك الأمل بقيام ثورة شيوعية في بريطانيا ولكن هدفه السياسي الرئيسي هذه الأيام أقرب الى الواقع، وهو استقلال اسكتلندا. وفي الأشهر التي سبقت الاستفتاء على الانفصال في أيلول (سبتمبر) الماضي عمل كلارك بكل ما لديه من طاقة لتنظيم الاجتماعات والندوات وتوزيع المنشورات وزيارة الناخبين في بيوتهم لاقناعهم بالتصويت لصالح الاستقلال.

يقول كلارك "ان الاستقلال آت، سواء الآن أو بعد 20 عامًا. فهو كالمد الذي لا يمكن وقفه... وسيتعين على المواطنين ان ينظروا إلى ما سيحقق لهم مجتمعًا أكثر عدالة وهو بكل تأكيد ليس النظام الرأسمالي".