&دعت متظمات تمثّل مسلمي فرنسا الى "التحلي بالهدوء"، عشية صدور أول عدد من مجلة شارلي ايبدو بعد الاعتداء على هيئة تحريرها، فيما قال الرئيس هولاند في حفل تكريم للقتلى اليهود إن بلاده لا ترضخ أبدًا للإرهاب.


باريس: أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الثلاثاء اثناء حفل تكريم رسمي للشرطيين الثلاثة الذين قتلوا في اعتداءات باريس، التي اوقعت 17 قتيلاً في المجموع، أن "فرنسا لا ترضخ ابدًا ولا تنحني ابدًا، انها تواجه" المحن.

وقال الرئيس إن "بلادنا الكبيرة والجميلة فرنسا لا تنكسر ابدًا ولا ترضخ ابداً ولا تنحني ابداً، إنها تواجه، إنها منتصبة" امام "الخطر الذي ما زال قائمًا" من "الخارج" و"الداخل".

روايال: لا مكان لمعاداة السامية

اكدت وزيرة البيئة الفرنسية سيغولين روايال الثلاثاء في القدس ان معاداة السامية "لا مكان لها في فرنسا" معبرة عن تصميم الحكومة الفرنسية "الحازم" على مكافحة الاعمال التي تستهدف اليهود.

وقالت روايال التي تمثل بلادها خلال مراسم تشييع اليهود الاربعة الذين قتلوا في هجوم الجمعة على متجر يهودي في باريس ان "معاداة السامية لا مكان لها فرنسا" واضافت "اود ان اؤكد لكم هنا تصميم الحكومة الفرنسية الحازم على مكافحة كل اشكال الاعمال المعادية للسامية".

وتطرقت روايال الى "العلاقة الثابتة" بين يهود فرنسا والجمهورية. وكررت ما قاله رئيس الحكومة الفرنسية مانويل فالس وهو ان "فرنسا بدون يهودها ليست فرنسا".

وكان فالس يرد على نظيره الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي اثار استياء باريس السبت حين بدا وكأنه يحرض يهود فرنسا على الهجرة الى اسرائيل معتبرا انها "موطنهم".

الرئيس الاسرائيلي: من غير المقبول أن يعيش اليهود بخوف

إلى ذلك، اعتبر الرئيس الاسرائيلي رؤوفين ريفلين الثلاثاء انه من غير المقبول أن يشعر اليهود بالخوف حين يسيرون في شوارع اوروبا، وهم يضعون اشارات تدل على انتمائهم الديني.

وقال الرئيس الاسرائيلي خلال مراسم تشييع اليهود الاربعة، الذين قتلوا الجمعة في باريس خلال هجوم على متجر يهودي، "لا يمكننا السماح في العام 2015 وبعد 70 عاماً على انتهاء الحرب العالمية الثانية، أن يخاف اليهود من السير في&الشارع في اوروبا وهم يضعون القلنسوة".

من جانب آخر، اكد أن يهود فرنسا مرحب بهم في اسرائيل لكن يجب الا يكون ذلك بدافع الخوف من الهجمات.

وقال الرئيس الاسرائيلي: "اشقائي وشقيقاتي الاعزاء، المواطنون اليهود في فرنسا، انتم موضع ترحيب"، مضيفًا "لكن لا يمكنكم العودة الى ارض اجدادكم بدافع اليأس أو بسبب الدمار أو ويلات الارهاب والخوف".

وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنامين نتانياهو الذي شارك في المسيرة الضخمة الاحد في باريس ضد الارهاب، وزار موقع الهجوم على المتجر اليهودي الاثنين، اثار استياء باريس حين اعلن أن اسرائيل هي "موطن" يهود فرنسا.

واستفاد نتانياهو من وجوده في باريس لكي يطرح نفسه ضامنًا لأمن الاسرائيليين قبيل بدء حملة الانتخابات الاسرائيلية المرتقبة في 17 اذار/مارس.

وباتت فرنسا في 2014، وللمرة الاولى منذ اعلان قيام دولة اسرائيل في 1948، المصدر الاول للهجرة اليهودية من العالم الى اسرائيل، اذ غادرها اكثر من 6600 يهودي للاستقرار في الدولة العبرية مقابل 3400 عام 2013.

منظمات مسلمي فرنسا تدعو الى "الهدوء"

من جهة أخرى، دعت اكبر منظمتين لمسلمي فرنسا، المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية واتحاد المنظمات الاسلامية في فرنسا، الثلاثاء المسلمين الى "التحلي بالهدوء" و"احترام حرية الرأي" عشية عشية صدور اول عدد من مجلة شارلي ايبدو بعد الاعتداء على الصحيفة الساخرة.

ودعا اتحاد المنظمات الاسلامية في فرنسا المقرب من الاخوان المسلمين "مسلمي فرنسا الى التحلي بالهدوء وتفادي الردود العاطفية وغير المناسبة وغير المتوافقة مع كرامتهم وتحفظهم واحترام حرية الرأي".

وتعد فرنسا ما بين 3,5 الى خمسة ملايين مسلم حسب التقديرات.

وتنشر الصحيفة التي تصدر الاربعاء على صفحتها الاولى رسما كاريكاتوريا للنبي محمد يذرف دمعة حاملا لافتة كتب عليها "انا شارلي" على غرار الملايين الذين تظاهروا الاحد دفاعا عن حرية التعبير، وكتب على اعلى الرسم بالعنوان العريض "كل شيء مغفور" في عبارة تهدف الى التهدئة وتتناقض مع اسلوب الصحيفة الهزلي.

وقال رئيس المرصد الوطني لمكافحة معاداة الاسلام عبد الله زكري في اتصال هاتفي مع فرانس برس "احتراما لذكرى ضحايا شارلي ايبدو لن نعلق على ذلك الاستفزاز، لقد استمروا على النهج المعتاد".

ونشرت شارلي ايبدو مرارا خلال السنوات الماضية رسوما كاريكاتورية للنبي اعتبرها المسلمون مهينة.