يسيطر داعش والنصرة على جرود عرسال كاملة، وهي تشكل 4 بالمئة من مساحة لبنان، حيث يتجه داعش لإعلان دولته الاسلامية، فارضًا قوانينه الشرعية، والخوات على أصحاب المقاله والمصانع هناك.

بيروت: كثر الكلام في الآونة الأخيرة عن نية المتطرفين في جبهة النصرة وتنظيم الدولة الاسلامية (داعش) التمدد نحو الأراضي اللبنانية، وبناء قواعد لهم وإمارات فيها.

وفي هذا الاطار، نقلت صحيفة الشرق الأوسط عن مصادر ميدانية لبنانية قولها إن هذين التنظيمين باتا يسيطران على كل جرود عرسال، وصولًا حتى جرود رأس بعلبك، وإن الأراضي اللبنانية التي يتحكم بها التنظيمان ويفرضان قوانينهما على سكانها تبلغ مساحتها نحو 4 بالمئة من مساحة لبنان، فمساحة عرسال وجرودها تبلغ 5 بالمئة من مجمل مساحة لبنان.

دولة وادي حميد

وتقول هذه المصادر إن داعش يقترب كثيرًا من إعلان قيام دولته في جرود عرسال، بعدما انتزع السطيرة على هذه المنطقة من الجيش السوري الحر، الذي ما عاد موجودًا في عرسال ولا في جرودها.

فقد قال صاحب أحد المقالع في منطقة وادي حميد إن داعش أبلغوا أصحاب المعامل قبل 3 أيام وقوع المنطقة كاملة تحت حكم التنظيم، وعلى القاطنين هناك فيها تطبيق قوانينه. واضاف للشرق الأوسط أن عناصر داعش عمموا قوانينهم التي تقول بوقف العمل في أوقات الصلاة، وبمنع التدخين، وبدفع خوّة من دون تحديد قيمتها، "وبالمقابل سيعملون على حفظ الأمن والأملاك في المنطقة".

ويعمل معظم أهالي عرسال في قطاع صقل الحجر ويمتلكون مقالع وكسارات في منطقة وادي حميد الملاصقة لبلدة عرسال، وقد ارتفعت أصواتهم في الآونة الأخيرة بعيد القرارات الأخيرة التي فرضها عليهم الجيش اللبناني لجهة وجوب الاستحصال على إذن للتوجه من عرسال إلى الجرد.

صراعات داخلية

إلا أن الأهالي هناك أكثر ما يخافونه هو الصراع الدائم بين التنظيمات الاسلامية، خصوصًا بين النصرة وداعش. فليل الجمعة الماضي، استهدف تفجير ضخم مكتبًا لداعش في عرسال، وقبله اندلعت اشتباكات مساء الخميس الماضي في حي الشفق بعرسال بين عناصر داعش وعناصر من جيش الاسلام تابعة لزهران علوش، بعد خطف داعش لأشخاص سوريين بقوة السلاح.

ونقلت الشرق الأوسط عن ماهر سلطان، مالك أحد المحال التجارية وسط البلدة، قوله إن الاشتباكات وقعت على خلفية عمليات سرقة، ولم يشارك فيها عناصر داعش، "لكن ستشهد المرحلة المقبلة تصعيدًا نظرًا لكم التناقضات والاحتقان الحاصل بين التنظيمات المسلحة، بعد تمدد كبير لتنظيم داعش في الجرود، والجيش يطوّق عرسال بالكامل، وبالتالي فإن المسلحين الذين يريدون زيارة عائلاتهم التي تعيش في مخيمات بقلب البلدة ما عادوا يستطيعون ذلك، وقد تصدى الجيش للكثير منهم في الآونة الأخيرة ووقعوا بين قتيل وجريح".

محاكم شرعية

وكان الانفجار الذي استهدف مكتب داعش كشف عن وجود محاكم شرعية للتنظيم في لبنان. ويقول أهالي عرسال إن جبهة النصرة شكلت هيئة شرعية ومكتب شكاوى في وادي عطا بعرسال، وإن داعش شكل محكمته الشرعية في الجرود.

وقال أحدهم إن مكتب جبهة النصرة يأخذ على عاتقه مهمة حل الخلافات التي تقع بين اللاجئين السوريين، الذين تخطى عددهم 80 ألفًا، ينتشرون في نحو 90 مخيمًا، ما بين منظم وغير منظم. وما زالت اسباب الانفجار الذي استهدف مكتب داعش في عرسال غامضًا.