وافقت وزارة الدفاع الأميركية على توريد صواريخ من طراز "هيل فاير 2" إلى مصر، في مؤشر جديد على تنامي العلاقات العسكرية بين البلدين، بعد فترة من الجمود في أعقاب أحداث 30 يونيو/ حزيران 2013، التي تدخل فيها الجيش للإطاحة بنظام حكم الرئيس السابق محمد مرسي.

منحت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" شركة "لوكهيد مارتن" المتخصصة في تصنيع وتجارة الأسلحة ترخيصاً ببيع صواريخ من طراز "هيل فاير 2" إلى مصر، ضمن صفقة جديدة قيمتها 375 مليون دولار، ينتهي تسليم آخر قطعة منها بحلول سبتمبر/ أيلول 2017.
&
ووفقاً لما نشره موقع " ديفينس" المتخصص في الشؤون العسكرية، فإن وزارة الخارجية الأميركية قدمت إلتماساً إلى الكونغرس للموافقة على "احتمال بيع صواريخ "هيل فاير 2" لمصر مع حاوياتها وقطع الغيار والتصليح، فضلاً عن توفير الدعم الفني للمعدات، وتدريب الموظفين عليها، وتشمل الصفقة الأوراق والوثائق التقنية اللازمة للتعامل مع الصواريخ، وتوفير الدعم الهندسي البشري، والدعم الفني واللوجيستي وغيرها من عناصر الدعم والبرامج بتكلفة تقدر بـ 375 مليون دولار".
وحسب المعلومات القادمة من أميركا، فإن وزارة الخارجية الأميركية قالت "إن مصر ستستخدم هذا التعزيز العسكرى لتطوير قدراتها لردع التهديدات الإقليمية، وتعزيز قدراتها الدفاعية للدفاع عن أراضيها، مشيرة إلى أن مصر تمتلك صاروخين من هذا الطراز.
&
وفي السياق ذاته، إلتقى وزير الدفاع المصري، الفريق أول صدقي صبحي الفريق أول / لويد أوستن قائد القيادة المركزية الأميركية والوفد المرافق له الذي يزور مصر حالياً.
تناول اللقاء بحث عدد من الملفات والموضوعات المتعلقة بمجالات الشراكة والتعاون العسكري والأمني بين القوات المسلحة لكلا البلدين في ضوء تنامي العلاقات العسكرية المصرية الأميركية، كذلك الجهود والمواقف الإقليمية والدولية تجاه الحرب على الإرهاب، وتطورات الأوضاع التي تشهدها المنطقة.
&
وأعرب الفريق أول / أوستن عن تقديره لمصر ودورها المحوري في الحفاظ على الأمن والإستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، بما تمثله من ثقل إستراتيجي في المنطقة، مؤكداً دعم بلاده لمصر في حربها ضد الإرهاب وتطلعها نحو البناء والإستقرار والتنمية.
ومن جانبه، أكد وزير الدفاع المصري اعتزازه بعمق العلاقات العسكرية المصرية الأميركية التى تمتد عبر عقود من التعاون المشترك في العديد من المجالات، وتفهمها الجيد لما تقوم به مصر لإرساء دعائم الأمن والسلم في منطقة الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن مصر حريصة على تعزيز هذه العلاقات وتنميتها بما يحقق المصالح المشتركة للدولتين والشعبين الصديقين.
&
وزار الفريق شارلز براون قائد القوات الجوية التابعة للقيادة المركزية في أوائل شهر سبتمبر الماضي مصر، وهذه هي الزيارة الأولى له منذ توليه قيادة القوات الجوية في يونيو 2015.&
التقى الفريق براون قائد القوات الجوية المصرية الفريق يونس المصري، وذلك للتأكيد على الشراكة طويلة الأمد بين الولايات المتحدة ومصر، وحرص الولايات المتحدة على مستقبل مصر واستقرار المنطقة. كما ناقش كل من الفريق براون والفريق المصري دور مصر الحيوي كقوة فاعلة في استقرار المنطقة، وأهمية الازدهار والاستقرار والديمقراطية في مصر كونها حصنا ضد الإرهاب.
&
وقال الفريق براون : "نحن نقدر العلاقات الثنائية بين البلدين، كما أن التعاون العسكري- العسكري يمثل جزءا هاما في الشراكة واسعة النطاق التي نتمتع بها. وكون هذه أول زيارة لي إلى مصر بصفتي قائد القوات الجوية التابعة للقيادة المركزية، أود التأكيد على دعم الولايات المتحدة القوي لمصر في حربها ضد الإرهاب في سيناء وفي جميع أنحاء البلاد".
&
ووفقاً للخبراء العسكريين، فإن الصفقات العسكرية الأميركية الجديدة تعتبر رد فعل أميركيًا على استعادة مصر مكانتها الإقليمية والدولية، وقال اللواء فؤاد حسين، الخبير العسكري، لـ"إيلاف" إن أميركا والعالم كله لا يحترمون إلا الأقوياء، مشيراً إلى أن أميركا استأنفت المساعدات العسكرية لمصر وعقدت صفقات جديدة معها، بعد أن ثبت لها أن التعاون العسكري مع مصر يصب في مصلحتها أيضاً، كما ثبت لها أن مصر يمكنها أن تطور مؤسستها العسكرية عبر التعاون مع دول أخرى ومنها فرنسا وروسيا. ولفت إلى أن أميركا اضطرت للرضوخ إلى الإرادة المصرية، وأدركت أن التعاون مع جماعة الإخوان يضر بالأمن القومي الأميركي، وأن مصلحتها مساعدة مصر في حربها ضد الجماعات الإرهابية.
وتأتي الصفقة العسكرية الجديدة في اطار سعي مصر بعد تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى تعزيز قدرات بلاده العسكرية، عبر عقد العديد من الصفقات مع دول كبرى منها: أميركا وفرنسا وروسيا، حصل بموجبها على 24 طائرة من طراز "رافال" الفرنسية، بالإضافة إلى فرقاطة بحرية "فريم"، كما يجري مفاوضات لشراء حاملتي طائرات "ميسترال" من فرنسا أيضاً. بالإضافة إلى عقد صفقة بقيمة 3.1 مليارات دولار مع روسيا لشراء طائرات وصواريخ ودبابات، وحصلت مصر مؤخراً على ثماني طائرات من طراز "أف 16" من أميركا.
&
وتزيد الصفقة الجديدة من مؤشرات عودة العلاقات المصرية الأميركية إلى فعالياتها السابقة، لا سيما بعد أن شهدت فترة من الجمود في أعقاب أحداث 30 يونيو/ حزيران 2013، التي تدخل فيها الجيش للإطاحة بنظام حكم الإخوان بقيادة الرئيس السابق محمد مرسي، وتشهد الفترة الراهنة تبادلاً للزيارات العسكرية أيضاً، لا سيما أن أميركا تعتبر مصر أكبر شريك لها في الحرب ضد الإرهاب.
&