نقلت مصادر صحفية عن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند قوله إنه "بإمكان الرئيس السوري بشار الأسد البقاء في السلطة طيلة المدة المطلوبة لانتهاء الصراع".


نصر المجالي: وفقاً لتقرير صحفي نشر يوم الإثنين، قال هاموند إن "بريطانيا يمكنها القبول ببقاء الأسد لثلاثة أشهر أو أكثر اذا كان ذلك يعني إنهاء الصراع، على أن يتعهد الرئيس السوري بعدم الترشح للرئاسة من جديد".

وأكد هاموند: "ممكن أن نقبل أن الأسد سيظل رئيسًا فخريًا للدولة لفترة من الزمن، لا يهمني إذا كان حقا هذا هو ثلاثة أيام، ثلاثة أسابيع وثلاثة أشهر أو حتى لفترة أطول؟".

وقال هاموند أيضا أن أي اتفاق بشأن انتقال سياسي يجب أن يضمن تخلي الأسد عن السلطة والتخلي عن السيطرة على الأجهزة الأمنية السورية.

مليون ميل

وفي مقابلة مع (رويترز) مضى وزير الخارجية يقول إن بريطانيا في حاجة الى "شفافية مطلقة" بألا يكون الاسد جزءًا من سوريا في المستقبل كما انها نحت جانبًا مقترحات طرحتها روسيا وايران باجراء انتخابات بوصفها سبيلاً لانهاء الصراع.

وقال هاموند إن سوريا يفصلها "مليون ميل" عن القدرة على اجراء انتخابات حرة ونزيهة "وفي بلد قُتل فيه 250 ألف شخص ونزح عنه 12 مليون شخص -نصفهم خارج البلاد- كيف يتسنى لك الحديث عن الانتخابات الحرة النزيهة؟".

وقال إن الحل في سوريا هو التوجه نحو انتقال سلمي على أنه لا يوجد اتفاق مع موسكو وطهران بشأن مثل هذا الانتقال، وأضاف "المفتاح هو أنه ينبغي أن يكون هناك انتقال.. في الوقت الراهن لا يوجد اتفاق مع الروس والإيرانيين حتى على وجوب أن يكون هناك انتقال."

وتابع هاموند أيضا أن الروس يشكلون تهديدًا للنظام الدولي الذي يعتمد عليه أمن بريطانيا. وقال إن ذلك يظهر أن روسيا لا تحترم الأعراف الدبلوماسية.

إدانة كاميرون

وإلى ذلك، فإن تصريحات هاموند جاءت&بعد يوم من إدانة رئيس الحكومة ديفيد كاميرون روسيا لـ "دعم جزار الأسد ومساعدته وحقًا جعل الوضع أسوأ".

وأدان كاميرون&الغارات الجوية الروسية في سوريا، ووصفها بأنها خطأ فظيع، وأنها مساعدة للرئيس السوري. ووصف قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتدخل العسكري في سوريا لدعم الرئيس بشار الأسد بأنه "خطأ فادح".

وقال كاميرون لهيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، خلال اليوم الأول للمؤتمر السنوي لحزب المحافظين الذي يتزعمه في مدينة مانشستر الشمالية، "إنهم يساندون السفاح الأسد وهو خطأ فادح بالنسبة لهم وبالنسبة للعالم.

واضاف: "سيزيد ذلك من عدم الاستقرار في المنطقة ويؤدي لمزيد من التشدد والإرهاب. أقول لهم غيروا اتجاهكم وانضموا لنا في مهاجمة تنظيم الدولة الإسلامية."

وقال كاميرون إن "معظم الضربات الجوية الروسية كما يمكننا أن نرى حتى الآن استهدفت أجزاء من سوريا لا تخضع لسيطرة الدولة الاسلامية لكن تخضع لمعارضين آخرين للنظام."

ضربات بريطانية

ويحرص كاميرون على أن تبدأ بريطانيا ضرباتها الجوية في سوريا لتنضم الى أعضاء التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم المتشدد. ولم تستهدف الضربات الجوية البريطانية في إطار جهود التحالف حتى الآن سوى متشددي الدولة الإسلامية في العراق.

وذكرت صحيفة (ديلي تلغراف) في عددها الصادر يوم الأحد أن كاميرون أشار الى أنه سيمضي في خطط لإجراء تصويت بالبرلمان للموافقة على العمل العسكري ضد الدولة الإسلامية في سوريا.

ونقل عن كاميرون قوله إن ضربات عسكرية بريطانية في سوريا "قد تصبح ممكنة." وكان كاميرون صرح في وقت سابق بأنه يرى أسبابًا وجيهة ليتسع نطاق الضربات الجوية البريطانية لتشمل سوريا إضافة الى العراق.

وبعد أن أسفر اقتراع برلماني عن رفض استخدام القوة ضد الأسد في سوريا العام 2013، قال كاميرون إنه يريد دعم النواب المعارضين قبل طرح الأمر للتصويت.

ويواجه حزب العمال المعارض، الذي انتخب الشهر الماضي الناشط المناهض للحرب جيريمي كوربين زعيمًا له، انقسامات إزاء هذه القضية.