الرباط: طالب العاهل المغربي الملك محمد السادس، اليوم الخميس، الدول الإسلامية، التي تواجه أخطر التحديات البيئية و"تعاني من الآثار السلبية للاحتراز المناخي على اقتصادياتها"، بـ "دعم المسلسل التفاوضي متعدد الأطراف، الرامي إلى اقرار نظام دولي جديد للمناخ، يعتمد أساسا على مبادئ الاتفاقية الأممية بشأن التغير المناخي".
كما طالب الملك محمد السادس، في رسالة وجهها إلى المؤتمر الإسلامي السادس لوزراء البيئة، الذي انطلقت أعماله تحت رعايته اليوم في مقر منظمة الإيسيسكو في الرباط، بأن يعتمد النظام الجديد "مبدأ العدالة وإعطاء الحق للدول النامية في الاستجابة لاحتياجاتها التنموية الحالية والمستقبلية" والأخذ بعين الاعتبار بـ"قدرات كل بلد".
وأكد العاهل المغربي أن "الهوة بين الشمال والجنوب ليست قدرًا محتومًا، ومواجهة التغيرات المناخية هي معركة مشتركة، اذا اعتمدت على مبادئ التضامن بالعمل الجماعي".
وقال في الرسالة الملكية التي تلتها حكيمة الحيطي، الوزيرة المنتدبة لدى وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة، المكلفة بالبيئة في المغرب، إن الدول الإسلامية مطالبة اليوم "بالانخراط في العمل من اجل تحقيق التنمية المستدامة المنشودة، من خلال اتخاذ كل ما يلزم من تدابير لتحقيق الاهداف الأممية".
وقال إن الدول الإسلامية تبقى اليوم أمام "مفترق الطرق. فهناك تحديات تنموية وأمنية وتطلعات شعبية ملحّة إلى المزيد من الحقوق والحريات والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية، ولا سبيل للإستجابة لها إلا عبر التكامل وتقاسم التجارب الناجحة في مختلف المجالات، بما في ذلك الحفاظ على البيئة وارساء اسس التنمية المستدامة".
وقال الملك محمد السادس إن الدين الإسلامي حث "على حسن تدبير الموارد بدون تبذير أو اسراف، لأنها من حق الجميع". وذكّر في رسالته المؤتمر "بجدوى انشاء الأكاديمية الإسلامية للبيئة والتنمية المستدامة وجعلها في خدمة اهداف التنمية المستدامة في العالم الإسلامي"، مشيرا إلى انه تم "وضع تصور جديد لما يجب أن تكون عليه هذه المؤسسة" .
يشار إلى أن المؤتمر تعقده المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) والرئاسةُ العامة للأرصاد وحماية البيئة في المملكة العربية السعودية، بالتنسيق مع الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي تحت شعار: (التغيرات المناخية: تحديات المستقبل من أجل تنمية مستدامة)، وترأست الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الأميرة للا حسناء، رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة والتنمية المستدامة.
وفي كلمته أمام الجلسة الافتتاحية، قال الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للإيسيسكو، إن المؤتمر الإسلامي لوزراء البيئة أصبح أداة فعالة لتعزيز الحضور الإسلامي في المحافل الدولية المعنية بقضايا البيئة والتغيرات المناخية، ومنها مشاركته بوثيقة (الإعلان الإسلامي حول التنمية المستدامة في قمة ريو 20).
وأكد التويجري أن مشاركة الإيسيسكو في مؤتمر الأمم المتحدة حول تغير المناخ (COP 21)، الذي سيعقد في شهر كانون الأول/ديسمبر المقبل في باريس، ستكون إضافة متميزة ذات بُعد حضاري لجهود المجتمع الدولي في إنضاج المشروعات العلمية المخصصة لمعالجة التغيرات المناخية. ودعا إلى "تضافر الجهود للتغلب على الصعاب التي تعترض الطريق نحو بناء النهضة الحضارية الشاملة، والرفع من مستويات حياة شعوب الدول الأعضاء، والدفع بالعالم الإسلامي في اتجاه صناعة المستقبل".
وأضاف أن المؤتمر يتناقش "مشاريعَ تتكامل مع الوثائق المعتمدة في الدورات الخمس السابقة، وهي (حوكمة البيئة من أجل استدامة بيئية في العالم الإسلامي)، والصيغة المحيّـنة لـِ (استراتيجية التدبير المتكامل للموارد المائية في العالم الإسلامي)، وتقرير عن التقدم المحرز بشأن إنشاء (الأكاديمية الإسلامية للبيئة والتنمية المستدامة)، و(الإعلان الإسلامي حول حماية البيئة والتنمية المستدامة)، و(الإطار العام لبرنامج العمل الإسلامي حول التنمية المستدامة) في نسخته المعدلة.
بدوره أطلق الدكتور عبد العزيز بن عمر الجاسر، الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة في المملكة العربية السعودية مشروع "جائزة المملكة العربية السعودية للادارة البيئية في العالم الإسلامي" التي اعتمدها المؤتمر لرفع مستوى العمل البيئي في عالمنا الإسلامي.
وأوضح أن الجائزة تدعم "المبادرات والأبحاث التي تهدف إلى مواجهة المعوقات وبعض أوجه القصور في الادارة البيئية التي تعاني منها الدول الأعضاء". ودعا إلى الأخذ بعين الاعتبار الدروس المستفادة من الأهداف الإنمائية للألفية، والدعوة إلى تحقيق المزيد من التوازن لكل المجالات التنموية عن طريق الشراكات الدولية التي من شأنها أن تسهم في نقل التقنيات البيئية الحديثة الى عالمنا الإسلامي بتطوير الادارة في مجال حماية البيئة لمعالجة القضايا البيئية.
كما كشف أن المؤتمر الإسلامي السادس لوزراء البيئة سيقدم إلى مؤتمر الأمم المتحدة حول التغيرات المناخية خلال شهر ديسمبر المقبل في باريس "الإعلان الإسلامي حول حماية البيئة والتنمية المستدامة".
التعليقات