أوسلو: تمنح لجنة نوبل للسلام الجمعة جائزتها التي ظهر بين مرشحيها في اللحظة الاخيرة ناجون من القصف النووي الاميركي لمدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين الى جانب المستشارة الالمانية انغيلا ميركل والبابا فرنسيس وطبيب كونغولي.

وتشكل جائزة نوبل للسلام وهي الوحيدة التي تمنح في النروج بينما تمنح الجوائز الباقية في السويد، موضوع تكهنات قد تتحقق بالصدفة اذ ان لائحة المرشحين التي تضم اسماء 273 شخصية هذه السنة- تبقى طي الكتمان كما هو الامر منذ خمسين عاما.

وقبل ساعات من الاعلان الرسمي للفائز بالجازة الذي سيجري عند الساعة 11,00 (9,00 تغ)، دفعت هيئة نوبليانا المؤلفة من مجموعة من المؤرخين المتخصصين في جائزة نوبل باثنين من الناجين في اول قصف نووي في التاريخ سيتسوكو ثورلو وسوميتيرو تانيغوشي الى الواجهة.

وقالت هذه الهيئة "مرة جديدة يجب تذكير العالم بالنتائج الفتاكة للاسلحة الذرية". والرجلان الثمانينيان اللذان اصبحا من المدافعين عن ازالة اسلحة الدمار الشامل هذه، يمكن ان يتقاسما الجائزة مع الحملة الدولية لازالة الاسلحة النووية، كما قالت هيئة نوبليانا.

وعادة تمنح نوبل الجائزة لمكافأة الجهود ضد الاستخدام العسكري للذرة عندما يتم احياء ذكرى مرور عقود على هذا القصف الذي جرى في 1945 واسفر عن مقتل 214 الف شخص. وفي هذا الاطار قد تذهب الجائزة الى كبار صانعي الاتفاق النووي بين ايران والقوى الكبرى اي وزيري الخارجية الاميركي جون كيري والايراني محمد جواد ظريف، لكن خيارا من هذا النوع يمكن ان يطرح مشكلة في ضوء الوضع في الشرق الاوسط.

لكن الوضع الراهن قد يفرض نفسه اذ ان لجنة نوبل ناقشت قضية اللاجئين التي تهز وتقسم اوروبا التي تواجه اخطر ازمة للهجرة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية. وفي هذه الحالة يذكر الخبراء او المراهنون ميركل التي يلقى دورها في الازمة الاوكرانية ايضا ترحيبا، والمفوضية العليا للاجئين او الكاهن الاريتري موسى زراعي ورئيسة بلدية لامبيدوزا الايطالية جوزي نيكوليني.

وقال رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر ان "ميركل تستحق على كل الحال الجائزة اكثر من باراك اوباما" الذي منح نوبل للسلام في 2009 في ما شكل مفاجأة كبرى. وتطرح اسماء شخصيات عدة برزت في قضايا من ازمة الهجرة وصولا الى الجهود في مجال وقف التسلح النووي لنيل جائزة نوبل للسلام التي تمنح الجمعة في اوسلو وفي مقدمها المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ووزير الخارجية الاميركي جون كيري.

لكن عددا كبيرا من الخبراء يعتبر ان من الضروري تسليط الاضواء على ازمة الهجرة التي شهدت منذ بداية السنة فرار اكثر من 630 الف شخص من النزاعات والبؤس في الشرق الاوسط وافريقيا واللجوء في اوروبا، ليختبروا بذلك سخاءها.

وقال مدير مؤسسة بحوث السلام في اوسلو كريستيان بيرغ هاربفيكن، ان اسم المستشارة الالمانية يفرض نفسه. واكد ان "انغيلا ميركل هي التي حصدت فعلا الزعامة المعنوية". وفي هذا الاطار ايضا، المفوضية العليا للاجئين التي حصلت على الجائزة في 1954 وفي 1981، والكاهن الكاثوليكي الاريتري موسي زيراي الذي يساهم في انقاذ المهاجرين الساعين الى اجتياز البحر المتوسط.

وبالاضافة الى اعمال العنف والمآسي في سوريا والعراق او في افريقيا ايضا، تميزت السنة المنصرمة ببعض المساعي المدوية من اجل السلام. فعلى صعيد ايران توصلت القوى العظمى وطهران الى اتفاق اساسي في تموز/يوليو يتيح الحؤول دون حيازة هذا البلد قنبلة نووية مقابل رفع تدريجي للعقوبات المفروضة عليه.

وكان وزير الخارجية السويدي السابق كارل بيلت قال في تغريدة على التويتر "اعتقد ان عمل لجنة نوبل (...) اصبح فجأة اسهل" من السابق. ومن الترشيحات الاخرى، اسماء معروفة مثل البابا فرنسيس لالتزامه على صعيد العدالة الاجتماعية والبيئية، والطبيب دينيس موكويجي الذي يعنى بالنساء اللواتي يتعرضن للاغتصاب في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية.

ويتضمن كل موسم من مواسم نوبل مجموعة من الشخصيات والمنظمات الروسية التي تثير استقلاليتها عن فلاديمير بوتين الاعجاب كالناشطتين سفيتلاما غانوشكينا وليودميلا اليكسيفا ومنظمتا ميموريال واغورا غير الحكوميتين وصحيفة نوفايا غازيتا ايضا... واعتبر هاربفيكن ان "عدم اعطاء روسيا اي جائزة بدأ يشبه خطيئة عن غير قصد".

وفي اطار حرية التعبير ايضا التي استهدفت من باريس (هجوم على صحيفة شارلي ايبدو في 7 كانون الثاني/يناير) الى كوبنهاغن (اعتداء على مركز ثقافي في اذار/مارس)، يتنافس الدنماركي فليميمنغ روس الذي نشر الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد في صحيفة يلاندس بوستن في 2005، والمدون السعودي رائف بدوي الذي حكم عليه بالسجن وتعرض للجلد وادوارد سنودن الذي كشف برامج التجسس الالكتروني الاميركية.