رأى المعارض السوري والدكتور في التنمية البشرية، ياسر عبدالفتاح، أنه لابد من حل سريع للحرب السورية، وشدد على أهمية اتفاق دولي شامل ينهي الأزمة سريعًا.
&
بهية مارديني: قال المعارض السوري، ياسر عبد الفتاح، لـ"إيلاف"، مما نراه ضمن المشهد السياسي الحالي أن الدول الغربية أعطت تفويضًا للروس لحل الأزمة عسكريًا لصالح النظام، بما يخدم مصالح جميع الدول، ولكنه أشار الى أنه "لابد من حل سوري"، مشددًا على" أهمية وجود حل وطني&حقيقي".
وأضاف "تجاوزت الحرب حدود الوطن، وواشنطن تكتفي بالمراقبة ولكن سيكون لها نصيب في أي حل في سوريا" .
واعتبر أن الحل بسيط جدًا إن كنا نريد حلاً وطنيًا، موضحًا انه لا بد من إبقاء الحكومة الحالية في دمشق ضمن أية منظومة قادمة.
وبيّن أن"الحل البسيط إن كنا نريد حلًا سوريًا يقوم على ثلاثة محاور، فلا بد أن نقتنع أن النظام فشل في الحفاظ على البلد، وان المعارضة فشلت في قيادة الثورة وأنه لابد من البحث عن بديل يقود المرحلة القادمة برعاية دولية" .
وأضاف ان البديل موجود، والحكومة الحالية الموجودة في دمشق اليوم هي ادرى بالملفات الحالية وأعرف بمشاكل السوريين،&وشدد ان علينا التفريق بين النظام والحكومة والنظام يختلف عن الوزراء الذين لا حول لهم ولا قوة ولم تتلطخ أيديهم بالدم وبتعديل بسيط على وزارتي الدفاع والداخلية، وتسليم زمامهما لنائبي الوزراء يمكن ان تستلم الحكومة ادارة ملفات البلاد مع الحفاظ على المستندات والوثائق.
وقال عبد الفتاح "الحكومة ستكون أداة خدماتية، وبعد سنتين الى اربع سنوات يمكن اجراء انتخابات برلمانية لسوريا الجديدة".
&
مسؤول سابق في الحر يحذّر الروس
الى ذلك حذّر لؤي المقداد، مسؤول سابق في الجيش الحر، موسكو، وقال على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك": "يدفع الروس ثمن تذكرة تعارفهم مع الجيش السوري الحر ما يفوق توقعاتهم بكثير لكن في الايام القليلة سيدفعون ما لا طاقة لهم به، "ثم أضاف باللغة العامية الدارجة ساخرًا " يعني بتصور يهربوا من الحفلة قبل ما يكملوا قهوة اهلا وسهلا" في اشارة الى تطورات عسكرية قادمة لن تكون في صالحهم.
ضحايا التدخل الروسي: الحل السياسي&
من جانبه، اعتبر اعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي التدخل &الروسي "غزواً جديداً للأرض السورية، يضاف إلى الغزو الإيراني، وسيكون أكثر فتكاً وتدميراً واستقطاباً بسبب إمكاناتهم العسكرية، قياساً بما فعلته وقدمته إيران، وسوف يزيد الحالة تعقيداً ويطيل من أمد الصراع، ويخلف تداعيات تطرح جدياً الشك في قدرتهم على تحملها".
وقال الإعلان في بيان لأمانته العامة، تلقت "إيلاف" نسخة منه، "إن الانخراط الروسي المباشر في الصراع الدائر في سوريا، سيضعهم في حالة عداء مع غالبية العالمين العربي والإسلامي عاجلاً أم آجلاً، وهم لم يتخلصوا بعد من عقدة أفغانستان، كما أن تورط الروس في أوكرانيا مازال قائماً، ووضعهم الاقتصادي صعب وينوء تحت ضغط العقوبات الغربية وتدهور أسعار النفط"، متسائلاً "فهل هي مغامرة؟ لقد أقدم الروس على مغامرة محسوبة تكتيكيًا لكنها غير محسوبة استراتيجيا في منطقة حساسة لا تتحمل المغامرات خاصة من الدول الكبرى. فهل استطاع الغرب بتردده وسياساته الغامضة والمقصودة تجاه القضية السورية، أن يجر الدب الروسي إلى المستنقع السوري لإرغامه على التنازل في المساومات الإستراتيجية على مستوى العالم؟".
وأشار البيان الى أنه "يبدو واضحاً من التدخل الروسي حتى الآن أنه جاء إنقاذاً للنظام السوري الذي انهارت قواته في الأشهر الأخيرة وعانت الهزيمة تلو الأخرى. والتردي في معنويات مواليه..وبعدما فشلت إيران وميليشياتها الطائفية من انقاذه. فهل حماية المصالح الروسية في سوريا وهي على كل متواضعة، أو حتى إخلاص روسيا للنظام السوري حليفها التاريخي توازي التكلفة العالية المتوقعة لهذا التدخل؟".
روسيا فقدت دورها
وأوضح البيان "تدعي روسيا في تبرير غزوها للأراضي السورية أنها جاءت لمحاربة داعش، وهي بذلك تمارس كذباً صفيقاً. فهي تستهدف كل قوى المعارضة المسلحة خاصة في النطاق المجاور "لدولة الأسد المفيدة" في محاولة لإنهاكها أو إبعادها، وهي لم تستهدف داعش وليست من أولوياتها، ثم أن هناك حلفاً دولياً يضم ستين دولة لهذه الغاية، وروسيا ليست واحدة منه" .
وأكد أنه "بهذا التدخل فقدت روسيا دورها كوسيط، وهو الدور الذي كانت تروج له في سعيها لحل سياسي، ومن أجله دعت أطياف متنوعة من المعارضة السورية، وعقدت مؤتمرات موسكو 1 وموسكو2 وكانت تستعد لموسكو3 وجنيف3. لقد أصبحت روسيا طرفاً في الصراع معادياً للشعب السوري وجيش احتلال من الواجب الوطني مقاومته ". واعتبر أن "أول ضحايا التدخل الروسي هو الحل السياسي الذي كان عنواناً لكل الحراك السياسي دولياً وإقليمياً وللمجتمع الدولي. فهذا التدخل رمى مبادرة ديمستورا خلفه، ولم يعد هناك من مناخ للعصف الفكري الذي أراده ديمستورا ولجانه، ما دامت سماء سوريا تزدحم بالطيران وأرضها تلتحف الدمار."
ولفت الى أن "التدخل الروسي يشكل إخلالاً خطيراً بالتوازنات الدولية القائمة في منطقة الشرق الأوسط منذ الحرب العالمية الثانية، وسوف تكون له تداعيات خطيرة ومفاجآت يصعب تحديدها، لأن ردود الفعل للدول صاحبة النفوذ والدول الإقليمية المعنية لم تعلن بعد، وكل ما صدر عن هذه الدول حتى الآن لا يعدو كونه تحذيرات ونصائح مبهمة، لا تعبر بالضرورة عن مدى حضور إرادة الدفاع الجدي عن المصالح الحيوية لتلك الدول.
ولأن الغزو الروسي سيقتل مزيداً من المدنيين العزل لتعمده استهدافهم، طالب البيان "من قوى الثورة العسكرية، أن تتجه لتوحيد صفوفها&وتنسيق عملياتها ميدانيًا، وأن تجترح أساليب مواجهة نوعية وجديدة، تواكب تطورات الصراع وأدواته، وعلى قوى المعارضة السياسية وفي مقدمتها ائتلاف قوى الثورة والمعارضة أن تطور من أدائها بما يمليه الواجب الوطني الملقى على عاتقها في خدمة الثورة، وأن تلاقي قوى الثورة العسكرية بما يؤمن الفاعلية والتناغم بين الجهود السياسية والعسكرية في مواجهة الغزاة"، وشدد &البيان على أنه "من المهم أيضا التوجه نحو المجتمعات الغربية، وحثها على الضغط على حكوماتها من أجل دعم الشعب السوري الذي يواجه القتل والتهجير" .
& & & & &
&
التعليقات