يزور رئيس الحزب الإشتراكي النائب اللبناني وليد جنبلاط السعودية، لمناقشة التدخل الروسي وأبعاده في سوريا مع المملكة، حاملًا معه ملفات لبنانية، رغم أن الأولوية الإقليمية اليوم هي لملفات سوريا والعراق واليمن.


ريما زهار من بيروت: تكتسب زيارة رئيس الحزب الإشتراكي النائب وليد جنبلاط إلى الرياض أهمية كبيرة. وكانت مصادر مطلعة على الظروف، التي رافقت زيارة جنبلاط إلى الرياض، قد ذكرت أنّه سبق لجنبلاط أن طلب موعدًا للقاء المسؤولين السعوديين قبل فترة طويلة، لكنّ انشغالات القيادة السعودية بملف اليمن وأحداث الأزمة السورية لم تسمح بمثل هذه الزيارة.

وأوضحت المصادر أنّ اللقاءات شملت كبار المسؤولين السعوديين، العائدين في الساعات الماضية من موسكو وباريس إلى المملكة، والذين ناقشوا مع جنبلاط مختلف التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، ولا سيّما الأزمة السورية وتداعياتها على دول الجوار السوري، ولبنان واحد من هذه الدول.

التدخل الروسي
عن أهمية تلك الزيارة، يقول النائب السابق مصطفى هاشم لـ"إيلاف" إن جنبلاط يهدف من تلك الزيارة إلى أن يطلع من السعودية على موقفها من التدخل الروسي في سوريا، والوضع السوري هو أهم نقاط التباحث بالنسبة إلى جنبلاط في السعودية، إضافة إلى ملفات لبنانية داخلية، لأن جنبلاط في النهاية هو مسؤول لبناني، يحمل هموم القضايا اللبنانية الداخلية. رغم أن موقف السعودية واضح منذ البداية، وهو عدم التدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية.

جنبلاط والحريري
عن اللقاء في السعودية بين جنبلاط ورئيس كتلة المستقبل سعد الحريري، يقول هاشم إن اللقاء هو عادي، مع استمرار التشاور الدائم بين جنبلاط والحريري، حيث إن اللقاءات مستمرة بين الطرفين، ولم تنقطع يومًا، والتفاهم بينهما على مستوى مجمل الموضوعات، والتشاور خصوصًا بالنسبة إلى الملف الرئاسي اللبناني، والحراك المدني الحاصل، ومجمل القضايا التي تهمّ المواطن اللبناني، ويضعها على جدول أولوياته.

دور السعودية
ولدى سؤاله: "كيف تساهم السعودية اليوم في حلحلة الملفات العالقة في لبنان؟"، يجيب هاشم أن للسعودية الدور الكبير والإيجابي جدًا في هذا الخصوص، والمملكة تدعم لبنان كدولة، ولا تدعم أطرافًا دون أطراف آخرين، وموقفها معروف ومشرّف، سواء في الهبة التي قدمتها إلى الجيش اللبناني، وكل الموضوعات التي تساهم فيها للدولة اللبنانية، وليس لفئات، أو فرقاء دون آخرين، والسعودية اليوم تبقى على مسافة واحدة من جميع المواطنين على اختلاف انتماءاتهم، ويهمّها أن يكون لبنان مستقرًا أمنيًا وسياسيًا، وأن ينعم بالهدوء واستتباب الأمن.

رئاسة الجمهورية
هل يشهد ملف رئاسة الجمهورية في لبنان حلاً بعد اللقاءات الأخيرة في الرياض؟، يلفت هاشم إلى أن "كتلة المستقبل في هذا الصدد تقوم بواجباتها دوريًا من خلال التوجه إلى مجلس النواب باستمرار لانتخاب رئيس للجمهورية، ونحن نلبّي كل الدعوات في مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية، ومن يقاطع هما التيار الوطني الحر وحزب الله، وهما من يجب أن يدعما أيضًا كل الدعوات إلى انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان".

أي دور للعامل الإقليمي والعربي في حلحلة الملفات العالقة في لبنان؟، يرى هاشم أن العامل الإقليمي له التأثير الكبير، رغم أن الأولوية اليوم إقليميًا هي للملف السوري والإيراني والعراقي والبحرين واليمن، ولسنا اليوم في لبنان ساحة ملتهبة كي يهتم بها العالم، وبالتالي لسنا أولوية، ونأمل من خلال طاولة الحوار أن يتم الاتفاق على كل الأمور التي شكلت وتشكل خلافات جذرية بين الأطراف.
&