بينما تسير الأمور مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر ومختلف دول العالم، من سيئ إلى أسوأ، منذ الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي من الحكم، بتاريخ 3 يوليو/ تموز 2013، بدأت الجماعة في الترويج لمزاعم حول وجود نوايا لدى بعض الدول التي تحظر أنشطتها، في إلغاء هذا الحظر، لكن قراء "إيلاف" لم يصدقوا هذه الشائعات.

رغم عدم وجود أية مؤشرات على قرب انفراج أزمة جماعة الإخوان المسلمين في مصر، أو غيرها من الدول التي تحظر أنشتطها، إلا أنها بدأت حملة لترويج أنباء تزعم أن هناك دولاً تتجه إلى إلغاء حظر أنشطتها، وذهب البعض منهم، إلى القول إن السعودية ومصر تنويان إعادة الجماعة إلى الساحة السياسية.

ومن جانبهم، يستبعد قراء "إيلاف" أن تصدق روايات الإخوان، وذلك في سياق الرد على سؤال الاستفتاء الإسبوعي: "هل تصدق مزاعم الإخوان المسلمين بأن دولاً حظرتهم تنوي مراجعة مواقفها؟

شارك 2130 قارئاً في الاجابة على السؤال، ورفضت الأغلبية منهم ادعاءات الإخوان، وعددها 1178 قارئاً، بنسبة 55%، بينما تذهب الأقلية إلى تصديق المزاعم، وعددها 952 قارئاً، بنسبة 45% من اجمالي المشاركين في الاستفتاء.

في أعقاب الإنقلاب الحوثي على الرئيس الشرعي في اليمن، وقيادة السعودية تحالفًا دوليًا لإستعادة الشرعية، يضم مصر والامارات ودولاً غربية وإسلامية، بدأت الجماعة في الترويج لصفقة مزعومة بين مصر والسعودية، تقول إن الرياض سوف تمارس ضغوطاً على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لإلغاء حظر الإخوان وإعادتهم للعمل السياسي، لاسيما أنهم جزء أساسي من المعادلة السياسية في اليمن، وحتى يضمن التحالف ولاءهم في الحرب ضد الحوثيين، إلا أن الجهات الرسمية في البلدين نفت تلك المزاعم لاحقاً.

وعادت الجماعة لترويج مزاعم جديدة تقول إن دولاً تحظر أنشطتها تنوي إلغاء هذا الحظر، رغم عدم وجود أية مؤشرات، وقال القيادي السابق بالجماعة، كمال الهلباوي، لـ"إيلاف" إن الجماعة ما زالت تعيش في عالم من الأوهام، مشيراً إلى أن القيادات الحالية أوقعت بالجماعة في مأزق خطير، وتسببت في إراقة دماء المصريين. ولفت إلى أن العالم يسير في طريق التشدد مع الجماعات الإسلامية، وليس فك الحظر عنها. وأوضح أن قيادات الجماعة مطالبة بالإعتراف بالواقع والتخلي عن الأوهام، لتجنب إراقة المزيد من الدماء، وعدم تشويه الإسلام.

العالم بات أكثر إدراكاً من أي وقت مضى، أن الإخوان هم أصل الإرهاب والعنف، وقال نبيل زكي، القيادي بحزب التجمع، لـ"إيلاف" إن موجة الإرهاب التي تضرب المنطقة والعالم، ولاسيما مصر، تسببت فيها جماعة الاخوان "الارهابية"، مشيراً إلى أن من يدعمون الجماعة الآن لديهم رغبة في تدمير مصر، ولاسيما أميركا وتركيا وقطر. ولفت إلى تعرض مصر إلى ضغوط من أميركا لإعادة دمج الإخوان في الحياة السياسية، منوهاً بأن مصر استطاعت التصدي لهذه الضغوط بقوة، وحافظت على استقلالها السياسي.

بعد الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي، واسقاط نظام حكم الجماعة في مصر بتاريخ 3 يوليو/ تموز 2013، واجهت الجماعة أصعب أزماتها منذ انشائها، لاسيما بعد مقتل المئات من أنصارها، وإعتقال عشرات الآلاف، منهم مرسي والمرشد وأغلب القيادات، واتجهت الجماعة إلى العنف، ووقعت عدة تفجيرات في مناطق عدة بالقاهرة، وقررت الحكومة المصرية بقيادة حازم الببلاوي، المفكر اليساري، حظر أنشطة الجماعة بتاريخ 26 ديسمبر/ كانون الأول 2013، على خلفية تفجير وقع بالقرب من مديرية أمن الدقهلية. وقال وزير التضامن الاجتماعي أحمد البرعي، وقتها، إن "أنشطة الإخوان بما فيها التظاهر أصبحت محظورة".

وفي 7 مارس/آذار 2014، حظرت المملكة العربية السعودية أنشطة جماعة الإخوان المسلمين وثمانية تنظيمات أخرى، من بينها حزب الله اللبناني، و"داعش" و"جبهة النصرة"، ووضعتها على قائمة "الجماعات الإرهابية"، واتخذت دولة الإمارات العربية المتحدة خطوة مماثلة بإدراجها 83 منظمة وحركة وحزبًا، من بينها جماعة الإخوان المسلمين ضمن قائمة "الإرهاب"، كما ضمت اللائحة الاماراتية "أنصار الشريعة" في ليبيا وتونس، وتنظيم "القاعدة" و"جماعة أنصار بيت المقدس" المصرية، و"جماعة الحوثيين" باليمن و"حزب الله في دول مجلس التعاون الخليجي" و"حزب الله السعودي في الحجاز" و"منظمة بدر" و"عصائب أهل الحق" في العراق، و"لواء أبو فضل العباس" في سوريا.