قدم نائب الرئيس الأميركي جو بايدن رواية مغايرة لروايته السابقة عن دوره في نقاش جرى بين جدران البيت الأبيض بشأن العملية التي استهدفت زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن عام 2011. وأكد في روايته الجديدة أنه أبلغ أوباما بأنه يؤيد بقوة إرسال مجموعة قوات خاصة للبحرية الأميركية إلى باكستان لتصفية بن لادن أو القبض عليه.
إعداد عبدالاله مجيد: قال بايدن، الذي كان يتحدث في ندوة نظمتها جامعة جورج واشنطن، "حين غادرنا الغرفة وصعدنا الى الطبقة العلوية، قلت لهم رأيي بأن يمضي قدما، ولكن عليه ان يساير حدسه".
تقاطع مع هيلاري
لكن نائب الرئيس الاميركي المعروف بحذره حين يتعلق الأمر بزج قوات أميركية، ناقض روايته السابقة عما يتذكره من مجريات الاجتماع الأخير، الذي عُقد قبل الغارة على منزل بن لادن. ويفكر بايدن في دخول حلبة السباق على البيت الأبيض، لذا جاءت روايته الجديدة على ما يبدو بهدف تأكيد مؤهلاته لتولي منصب القائد العام للقوات المسلحة في حال انتخابه رئيسا.&
ينضم بايدن بروايته الجديدة الى معسكر هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية السابقة ومنافسته الرئيسة، إذا قرر الترشيح، التي قالت انها كانت مع إرسال قوات خاصة لاقتحام منزل بن لادن في مدينة ابوت آباد الباكستانية.
وقالت صحيفة واشنطن بوست ان المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست امتنع عن التعليق على تغيير بايدن روايته، مكتفيا بالقول "سأترك تشريح تلك الأيام وتاريخها الشفهي الى من كانوا حاضرين فعلا". وأيّد الرئيس السابق لموظفي البيت الأبيض بيل ديلي أهم ما جاء في رواية بايدن الجديدة، رغم انه لم يكن حاضرا خلال حديث بايدن مع اوباما بعد الاجتماع.
تضارب روايات
وكان بايدن اشار خلال اجتماع مع اعضاء الكونغرس الديمقراطيين عام 2012 الى انه كان ضد تنفيذ الغارة، ما لم تتوافر معلومات استخباراتية أدق عن مكان وجود بن لادن.& وقال بايدن، بحسب تقرير بثته شبكة أي بي سي، "ان جميع الحاضرين في تلك الغرفة كانوا متحوطين في آرائهم باستثناء ليون بانيتا" مدير وكالة المخابرات المركزية وقتذاك، وانه اقترح على اوباما ألا يقرر تنفيذ العملية، قائلا "علينا ان نفعل أمرين آخرين، لنرى ما إذا كان [بن لادن] موجودا هناك".
وبعد أشهر على تصريحاته قدم بايدن رواية أخرى ضبابية بعض الشيء خلال مقابلة اجرتها معه شبكة ان بي سي، قائلا انه انتظر الى ان اختلى بالرئيس بعد الاجتماع، ونصحه بأن يساير حدسه، لأن حدس اوباما "كان صحيحا على الدوام تقريبا".
ذكريات أم تغيير أقوال
تتناقض ذكريات بايدن تناقضا مباشرًا مع رواية أخرى على الأقل عن النقاشات التي جرت قبل العملية. فوزير الدفاع آنذاك روبرت غيتس يكتب في مذكراته ان بايدن "كان معارضا بشدة لإرسال الكوماندو". ويقول غيتس في كتابه "ان بايدن كان ضد العملية وأنا مع [الجنرال جيمس] كارترايت أيدنا خيار ارسال طائرة بدون طيار. وكان بانيتا مع الغارة. واعترف جميع الآخرين بأن من الصعب اتخاذ قرار، ولكنهم ايدوا الغارة ايضا".
واشار اوباما في وقت سابق الى ان بايدن كان معارضا للغارة. وقال اوباما خلال المناظرة الرئاسية الثالثة في حينه ان منافسه الجمهوري ميت رومني ابدى شكوكا ضد الغارة... "وحتى البعض في طاقمي، بمن فيهم نائب الرئيس، ابدوا الانتقادات نفسها التي كانت لديه".
&
التعليقات