أدرك الروس أي مستنقع دخلوا، لذا كان قرارهم التنسيق مع الولايات المتحدة والسعودية وتركيا، لتسريع وتيرة الحل السلمي، خصوصًا بعد تلويح سعودي بالتدخل العسكري. لذا، يجتمع وزراء الخارجية الروسي والاميركي والسعودي والتركي في فيينا الجمعة.

الرياض: أعلنت الخارجية الروسية الاربعاء أن وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والاميركي جون كيري سيلتقيان نظيريهما السعودي عادل الجبير والتركي فريدون سنيرلي اوغلو في فيينا الجمعة، لبحث الوضع المشتعل في سوريا.

أضافت الوزارة في بيان أن الحديث عن الاستعدادات لهذا اللقاء بين وزراء الخارجية الروسي والاميركي والسعودي والتركي، والذي يعقد في 23 تشرين الاول (اكتوبر) الجاري في فيينا، بُحثت في اتصال هاتفي بين لافروف وكيري.

خيبة أمل

يأتي هذا اللقاء، الأول من نوعه على هذا المستوى، بعد ثلاثة أسابيع من التدخل الجوي الروسي في سوريا، وقصف المقاتلات الروسية المكثف لمواقع فصائل المعارضة السورية في مناطق إدلب وأرياف حمص وحلب، من دون أن يسفر هذا القصف عن اي تبدّل استراتيجي في المواقع الميدانية، بعد تقدم طفيف أحرزته قوات النظام السوري، بمؤازرة شديدة من مقاتلي الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني، بينما منعت المعارضة هذا الحلف من إحراز أي تقدم في حمص.

ورد مراقبون هذا اللقاء إلى ما يمكن تسميته "خيبة أمل" أصيب بها النظام السوري& وحلفاؤه من عجز ميداني، تحاول موسكو مداراته من طريقين: الأول استدعاء رئيس النظام السوري إلى روسيا ليطلب صراحةً تدخلًا بريًا روسيًا، والثاني الجلوس مع أطراف إقليميين فاعلين في الميدان السوري، لطرح حلول سلمية، خصوصًا بعد إشارات تركية بالقبول بالأسد ضمن معادلة الحل السلمي ستة اشهر موقتة، رغم اصطدام هذه المسألة بعقبة سعودية، مفادها أن لا دور للأسد في أي حل.

قتلى روس

من هذا المنطلق، استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء رئيس النظام السوري بشار الأسد في قصر الكرملين، في زيارة هي الأولى للأسد خارج دمشق منذ اندلاع الاحتجاجات في آذار (مارس) 2011.
إلا أن من المراقبين من يؤكد ميل روسيا إلى أن تمسك العصا من وسطها. فالدعوة المشتركة الروسية الأميركية إلى هذا الاجتماع في فيينا، على مستوى وزراء الخارجية، يأتي ايضًا بعد ورود تقارير أوكرانية نقلت عن مصادر الاستخبارات في أوكرانيا تأكيدها وصول جثث 26 جنديًا روسيا من سلاح البحرية سرًا إلى مدينة سيفاستوبول بشبه جزيرة القرم، قادمة من سورية.

وقال موقع أوبزيرفاتيل إن طائرة عسكرية روسية نقلت جثث الجنود الروس بعدما لقوا مصرعهم في سورية خلال الأيام الماضية، بينما قال موقع& unian خبر إن القوات الروسية لا تستطيع تأمين ظروف صحية آمنة لجنودها في سورية، وقد أصيب عدد منهم بأمراض مميتة.

ونقلت وكالة رويترز عن مصدر عسكري مقرب إلى نظام الأسد تأكيده مقتل 3 جنود روس وجرح آخرين جراء سقوط قذيفة على موقعهم في اللاذقية الاثنين، وأن هنالك 20 روسيًا يرابطون في الموقع المستهدف في قمة النبي يونس.

تدخل سعودي مطروح

إلى ذلك، يبدو أن الثنائي القوي الروسي-الأميركي يخشى فعليًا تحول الميدان السوري إلى ساحة كباش أممية، بعد تلويح سعودي بالتدخل، وبعد تصريح وزير الخارجية القطري خالد العطية أن بلاده لا تستبعد تدخلًا عسكريًا في سورية إذا عرضت السعودية وتركيا ذلك، مشيرًا إلى أن بلاده ليس لها مصالح جيوسياسية أو أجندات في سوريا.

وقال العطية لشبكة "سي أن أن": "نحن مع أي أمر يمكنه أن يؤدي إلى حماية الشعب السوري وحماية سوريا من التقسيم، ولن نستبعد أي عرض مع إخوتنا في السعودية وتركيا في سبيل تحقيق ذلك، وإذا كان الخيار العسكري لحماية الشعب السوري من وحشية النظام عندها نعم وبكل ما للكلمة من معنى".

وعن شكل التدخل، قال: "لا يمكنني القول كيف سيكون ذلك، فهناك العديد من الطرق، الشعب السوري يقاتل على جبهتين، يقاتلون النظام ويقاتلون الجماعات الإرهابية في الوقت ذاته ومستمرون منذ سنتين، وعليه فهناك العديد من الطرق لدعم جهودهم لاسترجاع بلدهم، ولدينا خياران هنا في المنطقة، لدينا صراعات نحاول تجنبها دومًا أو الخيار الثاني المتمثل بالحوار الجاد لمشاكلنا، ولكن وفي الوقت ذاته نحن لا نخشى المواجهة، ولهذا عندما ندعو للحوار فنحن ندعو له من منطلق قوي لأننا نؤمن بالسلام ونعلم أن الطريق الأقصر للسلام هو بالحوار المباشر".

ورأى العطية أن مجلس الأمن لا يقدم الكفاية لحماية الشعب السوري، لذلك لعبت قطر هذا الدور مع أصدقاء سورية. أضاف: "إذا تتبعت موقف قطر من اليوم الأول، ستري أننا طرقنا كل الأبواب للتوصل لحل سلمي في سورية، وعندما رأينا سيل الدماء إتخذنا موقفنا إلى جانب الشعب السوري".