مع بدء أعمال تشييد أول قاعدة عسكرية لها منذ انسحابها من منطقة الخليج في العام 1971، أكدت بريطانيا عزمها على العمل مع البحرين للحفاظ على الأمن والاستقرار في الخليج.


نصر المجالي: شارك وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند ونظيره الكويتي الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وعسكريون من قطاع البحرية في مراسم تدشين العمل على بناء قاعدة (إتش إم إس الجُفير) في ميناء سلمان.

وأعلنت بريطانيا أنه سيكون لميناء سلمان دور محوري في قدرة البحرية الملكية البريطانية على العمل في المنطقة، وقالت إن القاعدة الجديدة ستحقق للمملكة المتحدة تواجدًا معززًا ودائمًا في المنطقة، ما يتيح نشر قواتنا البحرية لفترات أطول في الخليج.

وكانت بريطانيا أعلنت في كانون الثاني (يناير) الماضي عن اتفاق عسكري مع البحرين لإقامة قاعدة بحرية لها في الدولة الخليجية، هي الأولى منذ انسحاب بريطانيا من المنطقة عام 1971.

قاعدة متطورة
يأتي المشروع بهدف دعم انتشار قوات البحرية الملكية في الخليج من خلال إنشاء قاعدة دائمة ومتطورة. وخلال احتفال، يوم السبت، قال وزير الخارجية البريطانية هاموند إن القاعدة تُظهر التزام بريطانيا تجاه الشرق الأوسط. وأضاف "وجود البحرية الملكية في البحرين مضمون في المستقبل، بما يضمن وجود بريطانيا المستمر في شرق السويس".

ومضى قائلًا "المنشأة الجديدة ستُمكّن بريطانيا من العمل مع حلفائنا لتعزيز الاستقرار في الخليج وما وراءه".

لحظة تحوّل
وأضاف هاموند أن بدء أعمال التشييد في ميناء سلمان يمثل لحظة تحول بالتزام المملكة المتحدة تجاه المنطقة. فوجود البحرية الملكية البريطانية في البحرين مضمون حتى المستقبل، ما يكفل استمرار تواجد بريطانيا في شرق السويس. وسوف تتيح هذه القاعدة الجديدة لبريطانيا إمكانية العمل مع حلفائنا لتعزيز الاستقرار في منطقة الخليج وخارجها.

وتعرّضت البحرين لانتقادات بسبب اتهامات بارتكاب سلسلة من المخالفات في مجال حقوق الإنسان، غير أن هاموند قال إن بريطانيا تساعد الدولة الخليجية على التغيير.

تعاون وتواصل
من جهته، قال قائد القوات المشتركة، الجنرال سير ريتشارد بارونز: إن تدشين القاعدة يعكس استمرار التعاون والتواصل بين القوات البحرينية والقوات البريطانية المسلحة. ونحن نرحّب باستمرار الدعم من البحرين الذي يتيح للبحرية الملكية البريطانية إمكانية العمل في المنطقة.

وأوضح الجنرال بارونز قائلًا "البحرين ليست مثالية بأية حال، لكنها على دراية بما ينبغي عليها فعله، وتتخذ خطوات باتجاه هذا". واستطرد يقول إن سلطات البحرين أحيانًا "تطلب دعمنا لمساعدتهم على الإصلاح، على سبيل المثال (في مجالات) قوة الشرطة الخاصة بهم، ونظامهم القضائي، وخدمة سجونهم، وذلك من أجل تحسين المعايير تدريجيًا وجعلها قريبة مما نتوقع أن نراه".

يشار إلى أن مملكة البحرين، التي هي كذلك مقر الأسطول الخامس الأميركي، دفعت معظم تكاليف إنشاء القاعدة، البالغة 23 مليون دولار، فيما يدفع البريطانيون التكاليف الجارية.

وذكرت وزارة الدفاع البريطانية، في بيان نشر على موقعها الإلكتروني، أنه بموجب هذه الاتفاقية سيتم تحسين المنشآت الموجودة في ميناء سلمان في البحرين، حيث توجد أربع سفن حربية بريطانية صائدة للألغام بشكل دائم".
&