زار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مملكة البحرين، اليوم، وأجرى جلسة مباحثات مع الملك حمد بن عيسى آل خليفة، تناولت مختلف الملفات والقضايا ذات الإهتمام المشترك، ولاسيما مكافحة الإرهاب. وأكد السيسي على إلتزام مصر بأمن منطقة الخليج، وخاصة البحرين، في مواجهة التهديدات الخارجية.


صبري عبد الحفيظ من القاهرة: يزور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مملكة البحرين، حاليًا. وكان استقبله في مطار المنامة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البحرين، والأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، والأمير سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس الوزراء. وتوجّه الرئيس المصري بصحبة الملك حمد إلى قصر القضيبية، حيث أقيمت مراسم الاستقبال.

افتتاح حوار المنامة
تأتي زيارة السيسي للمشاركة كمتحدث رئيس في الجلسة الافتتاحية لحوار المنامة، الذي يُعدّ من أهم المنتديات على المستوى الدولي، التي تناقش القضايا الأمنية وأهم التحديات التي تواجه منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط.

ترافق السيسي في زيارته للبحرين مجموعة من وزراء المجموعة الإقتصادية والمسؤولين الإستخباراتيين والأمنيين، للتنسيق مع نظرائهم البحرينيين في مكافحة الإرهاب، لاسيما أن البحرين تعاني منذ نحو خمس سنوات من استهداف الجماعات والعناصر الإرهابية لأراضيها ومواطنيها، بدعم خارجي من دول إقليمية.

وقال السفير محمد يوسف، مساعد وزير الخارجية السابق، إن زيارة السيسي للبحرين تكتسب أهمية خاصة، لاسيما في ظل التهديدات الخارجية والداخلية التي تواجهها المنامة. وأوضح لـ"إيلاف" أن البحرين "تعاني من الإرهاب المدعوم من جهات ودول خارجية، تستهدف زعزعة استقرار الدولة، وتغيير طبيعتها، نظامها السياسي، وتكرار النموذجين العراقي والسوري فيها".

وأضاف أن المؤامرات الخارجية ضد البحرين تعزف على وتر المذهبية بين السنة والشيعة، وينتهي الأمر بالقضاء على الدولة نهائيًا، ومحاصرة السعودية بالفوضى من جميع الجهات.

نقل خبرات
ولفت إلى أن زيارة السيسي للبحرين تشكل دعمًا سياسيًا وأمنيًا قويين لها في مواجهة تلك التحديات، وأشار إلى أن الزيارة ستكون لها نتائج ملموسة في التنسيق الأمني والاستخباراتي، ونقل الخبرات المصرية في مكافحة الإرهاب إلى البحرين.

من جانبه، قال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس السيسي عقد جلسة مباحثات مع الملك حمد بن عيسى آل خليفة، رحّب خلالها ملك البحرين بالرئيس المصري، وعبّر عن سعادته بزيارته، التي تعكس عمق العلاقات الأخوية التي تربط البلدين.

كما أكد الملك حمد بن عيسى آل خليفة على قوة ومتانة وأهمية العلاقات مع مصر، مشيرًا إلى حرص المملكة على تعزيز العلاقات الثنائية مع مصر على المستويات كافة في هذه المرحلة المهمة من تاريخ المنطقة.

وذكر يوسف أن السيسي عبّر من جانبه عن تقديره لحفاوة الاستقبال وسعادته بزيارة مملكة البحرين، مشيدًا بالمواقف المشرّفة التي تتخذها المملكة لدعم إرادة الشعب المصري ومساندة القضايا العربية المختلفة، متمنيًا لحكومة وشعب البحرين الشقيق دوام الاستقرار والمزيد من التقدم والتطور.

أمن واحد
وشدد السيسي على التزام مصر تجاه أمن واستقرار مملكة البحرين ودول الخليج العربية، والوقوف معها ضد مختلف التحديات، مشيرًا إلى أن أمن البحرين واستقرارها هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري. كما أكد السيسي على أهمية مواصلة العمل على توحيد الصف العربي وتضامنه لمواجهة كل التحديات الإقليمية، التي تواجه المنطقة العربية، والعمل على صون مقدراتها، ومحاربة التطرف والعنف والتصدي للتنظيمات الإرهابية والجماعات المتطرفة، التي تهدف إلى تقويض ركائز أمن واستقرار الدول ومؤسساتها الوطنية.

ووفقًا للمتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصري، فإن لقاء السيسي وآل خليفة، تطرق إلى أهمية متابعة الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب وتدارك الأوضاع الأمنية في عدد من الدول العربية. وبحث الجانبان أيضًا عددًا من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، ولاسيما في ما يتعلق بالتطورات الجارية في اليمن وسوريا وليبيا، وسبل التعامل مع تداعياتها على الأمن العربي الجماعي.

أضاف يوسف إن "رؤى الجانبين تطابقت بشأن تلك القضايا"، مشيرًا إلى أن "السيسي وآل خليفة أكدا على ضرورة تعزيز التضامن العربي، ومد جسور التواصل والتعاون والحوار مع المجتمع الدولي، لإيجاد حلول مشتركة لمختلف القضايا والتحديات الإقليمية والدولية".

جولة هندية
ويزور السيسي البحرين ضمن جولة خارجية آسيوية، زار خلالها الإمارات، ثم الهند. وشارك في الهند في "القمة الثالثة لمنتدى الهند - أفريقيا". وقال المتحدث الرئاسي السفير علاء يوسف إن السيسي عقد اجتماعًا مع رئيس الهند برناب موخيرجي، الذي& اعتبر أن مشاركة السيسي فى القمة الثالثة لمنتدى الهند - أفريقيا أسهمت في نجاحها وفي التوصل إلى نتائج تُحقق نقلة نوعية في علاقات التعاون القائمة بين بلاده والقارة الأفريقية.

كما استعرض موخيرجي التاريخ الطويل الذي يجمع مصر بالهند، واشتراك البلدين في صياغة مواقف الدول النامية، عقب التحرر من الاستعمار. وأشار إلى أنه يتابع باهتمام التطورات التي تشهدها مصر، حيث أشاد في هذا الشأن بنجاح القيادة المصرية في إعادة الاستقرار السياسي ودفع جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية. كما أشاد الرئيس الهندي بالمشروعات الكبرى التي تُنفذها مصر حاليًا، ولاسيما مشروع قناة السويس الجديدة، الذي تم تنفيذه خلال عام واحد، مؤكدًا حرص بلاده على تكثيف التعاون مع مصر خلال الفترة المقبلة على المستويات كافة وزيادة الاستثمارات الهندية.

وذكر يوسف أن السيسي أكد من جانبه على اهتمام مصر بتعزيز العلاقات التاريخية الوثيقة التي تربط البلدين، واستشراف آفاق جديدة للعلاقات، تضمن تكثيف التعاون بين مصر والهند في المجالات كافة، بما يُحقق المصالح المشتركة للشعبين، ويساعد على الارتقاء بالعلاقات بين الدولتين إلى مستويات تتناسب مع تاريخهما المشترك.

ورحّب الرئيس المصري بزيادة التبادل التجاري بين البلدين خلال الفترة الأخيرة، إضافة إلى نشاط الشركات الهندية في مصر، معربًا عن تطلعه إلى زيادة الاستثمارات الهندية في ضوء الفرص الواعدة التي تتيحها المشروعات الجاري تنفيذها، والتعديلات التي تم إدخالها على البنية التشريعية الخاصة بالاستثمار، بما يوفر مناخًا جاذبًا للاستثمارات، فضلًا عن الاستفادة من التكنولوجيا الهندية المتقدمة في العديد من المجالات.

ووجّه السيسي الدعوة للرئيس الهندي إلى زيارة مصر، وهو ما رحّب به الرئيس موخيرجي، مشيرًا إلى احتفاظه بذكريات طيبة عقب زيارة قام بها إلى مصر منذ سنوات، لمس خلالها المشاعر الطيبة للشعب المصري وكرم ضيافته.


&