وجّه&العاهل السعودي&الملك سلمان بن عبدالعزيز دعوة للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، إلى حضور القمة الرابعة للدول العربية ودول أميركا الجنوبية، المقرر عقدها في الرياض خلال شهر تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. فيما تتركز مباحثات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير خلال زيارته للقاهرة حول الأزمة السورية.

القاهرة: قالت السفارة السعودية في مصر، إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وجه إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، لحضور القمة الرابعة للدول العربية ودول أميركا الجنوبية، المقرر عقدها في الرياض في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

زيارة الجبير
وسلم سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مصر ومندوب المملكة العربية السعودية الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير أحمد بن عبدالعزيز قطان الدعوة إلى السيسي. كما بعث الملك سلمان رسالة إلى السيسي، سلمها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، الذي يزور القاهرة، لبحث عدد من الملفات، على رأسها الأزمة السورية. ونقل الجبير إشادة خادم الحرمين الشريفين بالعلاقات التاريخية الوثيقة بين البلدين.

وكان الرئيس السيسي استقبل الجبير، وذلك بحضور سامح شكري، وزير الخارجية المصري، وعصام بن سعيد وزير الدولة في المملكة العربية السعودية، والسفير السعودي في القاهرة أحمد القطان.

وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف إن الرئيس السيسي أكد على ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق المشترك في مختلف المجالات، وخاصة مكافحة الإرهاب. وأضاف أن وزير الخارجية السعودي نقل إلى الرئيس تحيات خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، وكذا تحيات كل من سمو الأمير محمد بن نايف ولي عهد المملكة العربية السعودية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع.

تنسيق أمني

وأكد وزير الخارجية السعودي على علاقات الشراكة الاستراتيجية، التي تجمع بين البلدين، مشددًا على قوتها ومتانتها، وأهمية تعزيز التعاون بينهما في مختلف المجالات، والذي يكتسب أهمية مضاعفة في المرحلة الراهنة بالنظر إلى التحديات المختلفة.

وأضاف يوسف أن الرئيس المصري طلب نقل تحياته إلى خادم الحرمين الشريفين وإلى سمو ولي العهد وولي ولي العهد، مشيدًا بالعلاقات التاريخية الوثيقة التي تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين. ونوّه الرئيس السيسي بضرورة تعزيز التعاون والتنسيق المشترك بين البلدين في مواجهة التحديات المختلفة، وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب وإرساء الأمن والاستقرار. وأكد حرص مصر على أمن المملكة العربية السعودية وعدم قبولها أي مساس به.

وأضاف السيسي أنه يتعيّن تعزيز التكاتف العربي في المرحلة الراهنة، وذلك للبناء والتعمير وتحقيق المصلحة العربية المشتركة. ونوّه الرئيس بأن دعم التضامن العربي من شأنه حماية الدول العربية من الأخطار التي تهددها، والتصدي لأية محاولات للتدخل في شؤونها الداخلية، إضافة إلى العمل على استعادة الدول التي تعاني من ويلات الإرهاب والمواجهات المسلحة.

كما تسلم الرئيس من الوزير السعودي رسالتين من خادم الحرمين الشريفين، تضمنت إحداهما الدعوة الموجّهة للرئيس إلى حضور القمة الرابعة للدول العربية ودول أميركا اللاتينية، التي تستضيفها الرياض خلال تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. أما الرسالة الأخرى فتتضمن إنشاء مجلس تنسيق مصري - سعودي للتعاون المشترك والارتقاء بمختلف أوجه التنسيق بين البلدين في المجالات كافة. كما اتفق الجانبان على تكثيف المشاورات السياسية بين البلدين، لتنعقد بشكل ربع سنوي، بدلاً من عقدها كل عام، فضلًا عن إمكانية تكثيف وتيرة انعقادها، كلما دعت الحاجة إلى ذلك.

تباين وجهات النظر

وتسعى السعودية إلى بناء تحالف عربي ودولي جديد لحل الأزمة السورية، لاسيما في ظل التحالف، الذي يشكله كل من روسيا وإيران والعراق ونظام بشار الأسد. وقال الدكتور محمد صلاح، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، لـ"إيلاف"، إن هناك اختلافات في وجهات النظر بين السعودية ومصر في ما يخص الملف السوري، مشيرًا إلى أن مصر تريد الحفاظ على المؤسسة العسكرية والأمنية في سوريا، ولا مشكلة لديها في بقاء بشار الأسد في المرحلة الإنتقالية، فيما تبدي السعودية ملاحظات حول وجهة النظر المصرية، لاسيما في تأييدها للتدخل الروسي العسكري في سوريا دعمًا للنظام.

وأضاف أن السعودية تحاول بناء تحالف عربي دولي جديد مؤيد للثورة السورية، في مواجهة التحالف الروسي الإيراني والعراقي المؤيد لنظام بشار الأسد، منوهًا بأن السعودية تعوّل كثيرًا على الدور المصري في بناء ذلك التحالف، لاسيما في ظل العلاقات المتميزة بين البلدين.

وتناولت مباحثات وزير الخارجية السعودي في القاهرة، الأوضاع الأقليمية، لاسيما في ما يتعلق بالأزمة السورية. وقال في تصريحات له: "أعتقد أن المواقف أصبحت أقرب بشأن بحث حل للأزمة السورية، لكن لا أستطيع القول إننا توصلنا إلى اتفاق". وشدد الوزير السعودي على أن ثمة حاجة إلى إجراء المزيد من المشاورات كي يتسنى التوصل إلى اتفاق. وأكد على موقف السعودية الرافض لأي دور للأسد في مستقبل سوريا.&