تجري السلطات المصرية إعادة تقييم لإجراءات التأمين في المطارات، على ضوء ما أثير بشأن احتمال تعرّض الطائرة الروسية للتفجير عبر وضع قنبلة في داخلها قبل الإقلاع من مطار شرم الشيخ.


صبري عبد الحفيظ من القاهرة: تعيد السلطات المصرية تقييم اجراءات تأمين المطارات، على ضوء ما أثارته الأجهزة الاستخباراتية في بريطانيا وأميركا، من احتمالية تعرض الطائرة الروسية للتفجير في سيناء عبر زرع قنبلة بداخلها قبل الإقلاع من مطار شرم الشيخ متجهة إلى مدينة سان بطرسبرغ.

رغم نفي الحكومة المصرية على المستوى الرسمي العلني ما تروجه حكومتا أميركا وبريطانيا حول اسقاط الطائرة الروسية بقنبلة، إلا أنها تتعامل بجدية مع هذه الفرضية.

وعلمت "إيلاف" أن السلطات الأمنية المصرية تجري حالياً مراجعة للإجراءات الأمنية، لا سيما عمليات فحص حقائب الركاب وأجهزة الكشف عن المفرقعات، وتعيد فحص جميع الأبنية والمدرجات وكل ما يتعلق بالطائرات.

ووفقاً للمعلومات التي حصلت عليها "إيلاف" فإن الاجهزة الأمنية المصرية تتعامل بجدية شديدة مع التصريحات البريطانية والأميركية بشأن إمكانية زرع قنبلة في الطائرة الروسية قبل إقلاعها من مطار شرم الشيخ.

وبدأت في اجراء تحريات جدية عن جميع العاملين في مطار شرم الشيخ، والذين دخلوا إليه أو سافروا قبيل إقلاع الطائرة، ولا سيما العاملين في مجال نقل الحقائب، أو العاملين في صيانة الطائرات أو تزويدها بالوقود.

وتجري السلطات الأمنية في مصر حصراً للعاملين في الفنادق أو المقار الحكومية أو الشركات سواء من المصريين أو الأجانب، ومنعت أي شخص من مغادرة مدينة شرم الشيخ إلا بعد الحصول على تصريح أمني، وتتخذ ما تراه مناسباً مع ما تروج وسائل إعلام غربية بشأن إمكاينة تورط أحد العاملين في نقل الحقائب في الحادث.

ونشر الجيش المصري قوات أمنية متخصصة في مكافحة الإرهاب في مدينة شرم الشيخ، وتقوم أعداد من القوات الخاصة بتأمين المطار، في ظل عمليات إجلاء السياح البريطانيين والروس من المدينة.

ومن جانبه، قال مصدر في مطار شرم الشيخ لـ"إيلاف" إن مراجعة عمليات التأمين تتم بشكل دوري، مشيراً إلى أن مصر تتبع اجراءات التفتيش والتأمين والسلامة المتعارف عليها في جميع دول العالم، ولفت إلى أن جميع العاملين في المطارات يخضعون لتحريات دقيقة، بمن فيهم عمال النظافة، لافتاً إلى أن عمال حمل الحقائب يعملون خارج المطارات، ولا يسمح لهم بالدخول إلى المطارات أو الوصول إلى الطائرات. معتبراً أن الترويج لسيناريو زرع قنبلة في الطائرة من خلال أحد عمال حمل الحقائب غير معقول بالمرة.

وقال الطيار حسام كمال وزير الطيران المدني إنّ جميع المطارات المصرية تطبق المعايير الدولية فى التأمين والسلامة وتخضع لمراجعات دورية من سلطة الطيران المدنى المصرى وهيئات التفتيش الدولية، كما تتعاون السلطات المصرية مع مفتشى هيئة الطيران الأميركية FAA والجانب البريطانى فى تطبيق أي إجراءات اضافية مطلوبة.

وأوضح الوزير فى تصريحات صحافية، أنه بخصوص ما تداول عن فرضية إسقاط الطائرة الروسية عن طريق تفجير داخلي، فإن لجنة التحقيق لم يظهر لديها حتى الآن أي شواهد أو بيانات تؤكد هذه الفرضية.

وأضاف أن مصر تحرص على دقة وسلامة التحقيق فى الحادث بما يضمن ظهور الحقائق للعالم حرصاً على سلامة وأمن الطيران بوجه عام.

وتعتقد الحكومة المصرية أن حادث الطائرة الروسية تم توظيفه سياسياً من أجل الإساءة لمصر وضرب الإقتصاد، وقال وزير الخارجية سامح شكري، اليوم السبت، إن مصر تقدر القلق الذي يراود عددا من الدول بعد حادث سقوط الطائرة الروسية في سيناء، مشيراً إلى أن الحكومة المصرية تسعى لطمأنة الجميع.

وأضاف، في مؤتمر صحافي مع نظيره المجري، بيتر سيارتو، الذي يزور مصر حالياً، أن علاقة الشراكة مع الدول الأجنبية تقتضي أن يتم اتخاذ الإجراءات لتطوير المصالح المشتركة، وليس المصلحة الذاتية.

واعتبر شكري أن التعامل الدولي مع حادث سقوط الطائرة الروسية تم تحميله تأويلات كثيرة.

وقال إنها حادثة ضمن حوادث كثيرة أخرى لم تخضع لتأويلات أو نظريات مثل تلك الحادثة، وتابع: "هناك علامات استفهام حول التعامل مع الأمر، إذ سقطت طائرات عدة في دول أخرى ولم تُعامل بهذ االشكل".

وأضاف أن عددًا من الدول سقطت فيها طائرات ولم يُتخذ ضدها إجراءات احترازية بهذا الشكل، أو سحبت الدول رعاياها منها.

وقالت بريطانيا إن الطائرة الروسية التي تحطمت في سيناء، بعدما أقلعت من منتجع شرم الشيخ، ربما تكون قد أسقطت جراء انفجار عبوة ناسفة.

وقال مكتب رئيس الوزراء ديفيد كاميرون في بيان: "بينما التحقيقات جارية، فإنه لا يمكننا القطع بالسبب وراء تحطم الطائرة الروسية.. ولكن مع تكشف المزيد من المعلومات، تنامى لدينا قلق من أن الطائرة ربما تكون قد أسقطت بعبوة ناسفة".

وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية "نود التأكيد على أن هذه خطوة احترازية، وأننا نعمل بشكل وثيق مع شركات الخطوط الجوية على هذا الأساس".

حين سئل وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند عما إذا كان مقاتلو الدولة الإسلامية وراء الكارثة قال "داعش-سيناء أعلن المسؤولية عن إسقاط الطائرة الروسية. فعل ذلك بعد التحطم مباشرة".وأضاف لقناة سكاي التلفزيونية "نظرنا في صورة المعلومات ككل بما فيها ذلك الزعم وبالطبع نظرنا في معلومات أخرى كثيرة وخلصنا إلى وجود احتمال كبير".