لندن: أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الخميس عن وجود "احتمال كبير" ان يكون تحطم الطائرة الروسية في منطقة سيناء بمصر نتج عن اعتداء، مشيرا الى انه يعتزم الاتصال بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليبحث معه الامر.

وكانت واشنطن عبرت عن ترجيح مماثل. وجاء الموقف البريطاني في وقت يواصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي زيارته الى لندن التي تسعى الى تأمين اعادة مواطنيها الموجودين في شرم الشيخ المصرية، الى بلادهم.

وافاد كاميرون عن وجود "معلومات واستخبارات تلقيناها وبعثت لدينا مخاوف بانها على الارجح عملية تفجير ارهابية"، مبررا بذلك قرار لندن وقف الرحلات الى شرم الشيخ بدون انتظار نتائج التحقيق.

وشدد على انه "اذا كانت طائرة الركاب الروسية اسقطت بقنبلة ارهابية، فهذا لديه انعكاسات فعلية".

وعلقت لندن مساء الاربعاء "على سبيل الاحتياط" الرحلات بين شرم الشيخ وبريطانيا، على اثر حادث تحطم الطائرة الروسية الذي اسفر عن 224 قتيلا في صحراء سيناء.

واضاف كاميرون ان السلطات البريطانية تعمل مع المصريين على تدابير عاجلة تستهدف اعادة حوالى 20 الف سائح بريطانيا من شرم الشيخ التي ارسل اليها فريق من الجيش البريطاني.

وقال "اريد ان أطمئن الى ان (الرعايا البريطانيين) سيتمكنون من العودة الى بلادهم بأمان"، معربا عن امله في استئتاف الرحلات في نهاية المطاف.

وقد ترأس كاميرون قبيل ظهر اليوم، اجتماع ازمة حول هذا الموضوع.

في باريس، قال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية ستيفان لو فول الخميس ان الحكومة الفرنسية لا تستبعد اي فرضية وراء تحطم الطائرة الروسية في جزيرة سيناء وبينها "فرضية العمل الارهابي".

واضاف ان مجلس الدفاع برئاسة الرئيس فرنسوا هولاند ناقش هذه المسألة و"لا تزال كل الفرضيات مطروحة: الحادث، والعمل الارهابي"، مشيرا الى ان الامر يتعلق كذلك بتداعيات الامر "على سلامة النقل الجوي".

لكن المتحدث ذكر انه لا توجد رحلات جوية مباشرة حاليا بين فرنسا وشرم الشيخ سواء منتظمة او تشارتر.

وتميل واشنطن ايضا الى فرضية انفجار قنبلة في الطائرة. وقال مسؤول اميركي كبير طلب عدم الكشف عن هويته ان فرضية وجود قنبلة في الطائرة "محتمل جدا". وذكرت شبكتا سي.ان.ان وان.بي.سي ان مسؤولين في الاستخبارات الاميركية يميلون الى الفرضية نفسها.

في المقابل، وصف الكرملين اي فرضية حول اسباب التحطم بأنها "تكهنات"، مشيرا الى ان "المحققين لم يصدروا اي اعلان حتى الان".

وردد الرأي نفسه في القاهرة وزير الطيران المدني حسام كمال الذي اكد ان المحققين "لم يحصلوا بعد على دليل او معطيات تؤكد فرضية" وجود قنبلة.

وقال ان فرضية تفجير الطائرة الروسية لا تستند الى "شواهد او بيانات".

واكد ان مطار شرم الشيخ يطبق "المعايير الدولية على صعيد التدابير الامنية"، فيما ازدادت الانتقادات حول الاجراءات الامنية المطبقة في المطار منذ الحادث.

وقالت السائحة فيرنا ماكيش لوسائل الاعلام البريطانية "صدمني التهاون على صعيد التدابير الامنية"، مؤكدة ان "الشخص الذي كان مسؤولا عن السكانر (لدى مرورها في المطار) كان يلعب كاندي كراش على هاتفه النقال".

وبعد خمسة ايام على اسوأ كارثة جوية شهدتها موسكو، لم تعلن بصورة رسمية بعد اسباب تحطم طائرة الايرباص ايه321 التابعة لشركة متروجت الروسية بعيد اقلاعها من منتجع شرم الشيخ.

وتبنى تنظيم الدولة الاسلامية اسقاط الطائرة من دون ان يتحدث عن الآلية.

وفي القاهرة، استخرج المحققون المعلومات من احد الصندوقين الاسودين الذي يضم معلومات متعلقة بالرحلة. اما الصندوق الذي يحتوي على احاديث الطاقم والذي لحقت به اضرار، فسيتطلب كثيرا من العمل.

وعلى خطى البريطانيين، طلبت ايرلندا ايضا من شركات الطيران الايرلندية تعليق رحلاتها من والى شرم الشيخ التي يستقبل مطارها يوميا الاف السائحين الذين يمضون اجازات على شواطىء البحر الاحمر.

وارجئت رحلة لشركة جت اير الجوية كانت ستقلع الخميس من بروكسل الى شرم الشيخ، مدة 24 ساعة على الاقل. لكن شركات في اوروبا ابقت على رحلاتها.

وتحطمت الايرباص ايه321 تحطمت بعد 23 دقيقة على اقلاعها، فلقي ركابها ال224 مصرعهم، ومعظمهم من سان بطرسبورع (شمال غرب روسيا). وتتواصل عمليات البحث للعثور على آخر الجثث ودلائل في منطقة صحراوية مترامية.

وبدأت روسيا الخميس دفن اوائل الضحايا. وفي مدينة نوفغورود التي يبلغ عدد سكانها 200 الف نسمة وتبعد 200 كلم جنوب سان بطرسبورع (شمال غرب)، دفنت نينا لوشتشنكو (60 عاما) في حضور مئات الاشخاص.

وكان تحطم الطائرة على جدول اعمال اللقاء بين كاميرون والرئيس المصري.

وانتقدت المعارضة البريطانية زيارة السيسي، بسبب سجله على صعيد حقوق الانسان. وتوقفت عند مقتل اكثر من 1400 متظاهر كانوا يطالبون بعودة الرئيس السابق محمد مرسي، وسجن اكثر من 15 الفا من الاخوان المسلمين، والحكم على المئات بالاعدام في محاكمات جماعية سريعة.

وللمرة الثانية خلال يومين، شارك اكثر من 200 شخص قرب داونينغ ستريت في تظاهرة احتجاج ضد زيارة السيسي.