اعتبر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن تبني فرع تنظيم الدولة الإسلامية في مصر إسقاط الطائرة الروسية فوق شبه جزيرة سيناء "محض دعاية تهدف إلى الإضرار بسمعة مصر"، وذلك في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي). هذا وبدأ المحققون في مصر الثلاثاء تحليل الصندوقين الاسودين للطائرة من دون ان يتضح بعد ما اذا كانت الكارثة نتجت من مجرد حادث ام من اعتداء.


إيلاف - متابعة: جاءت تعليقات السيسي بعد تصريحات لمدير الاستخبارات الوطنية الأميركية، اعتبر فيها أنه "من غير المرجح" ان يكون تنظيم الدولة الاسلامية ضالعًا في تحطم الطائرة، التي سقطت في منطقة شمال سيناء، ما ادى الى مقتل 224 شخصًا كانوا على متنها.

واضاف السيسي ان "الموقف في سيناء، والمنطقة التي وقع فيها الحادث على وجه التحديد، تحت سيطرتنا الكلية". وتابع "جميع الأطراف التي تبدي اهتمامًا بهذه القضية يمكنها المشاركة في التحقيق". ويقول الخبراء إن انتشار حطام الطائرة والجثامين على مساحة واسعة تشير الى ان الطائرة انشطرت في الجو. الا انه قال ان كشف غموض هذا الحادث "سيأخذ وقتا"، مضيفا "لا يمكننا القفز الى استنتاجات سريعة".

تفريغ الصندوقين الاسودين

قال مسؤول كبير في وزارة الطيران المدني المصرية ان المحقيين في كارثة الطائرة الروسية في مصر بدأوا تفريغ بيانات الصندوقين الاسودين للطائرة التي لم تعرف بعد اسباب تحطمها فجر السبت في سيناء ومقتل 224 شخصا على متنها.

واكد المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، لوكالة الصحافة الفرنسية ان "المحققين بدأوا تفريغ الصندوقين الاسودين" اللذين يحوي احدهما البيانات الفنية للرحلة، بينما يحتوي الآخر على تسجيل المحادثات التي تمت في قمرة القيادة خلال الرحلة القصيرة للطائرة التي كانت متجهة من شرم الشيخ الى سان بطرسبورغ، وتحطمت بعد اكثر من عشرين دقيقة على اقلاعها.

وتجري عملية التفريع في مقر وزارة الطيران المدني في القاهرة.

وفي موقع الحادث في منطقة وادي الظلمات بقلب الصحراء بشمال سيناء، بدأ قرابة عشرة محققين فرنسيين من ايرباص ومن مكتب التحقيق والتحليل لسلامة الطيران المدني التابع للحكومة الفرنسية عملهم الى جانب عدد من المحققين الالمان، تطبيقا للاجراءات الدولية التي تقضي بمشاركة البلدين اللذين يمتلكان النصيب الاكبر في الكونسورسيوم المصنع لطائرات ايرباص، في التحقيق في اي حوادث تتعرض لها هذه الطائرات.

&

القنبلة احتمالًا

وكانت شركة متروجيت الروسية للطيران اعتبرت أن الاحتمال الوحيد هو أن يكون "عمل خارجي" تسبب بتحطم الطائرة. وانتقد الكسندر نيراجكو رئيس سلطة الطيران الروسية تعليقات الشركة، مؤكدًا انها "سابقة لأوانها، وليست مبنية على أية حقائق".

واستبعد محللون أن تكون الطائرة أسقطت بصاروخ، اطلقه جهاديو تنظيم الدولة الاسلامية، لعدم امتلاكهم اسلحة قادرة على الوصول الى طائرة تحلق على ارتفاع 30 الف قدم، ولكنهم قالوا ان احتمال إصابتها بقنبلة يمكن ان يكون واردًا.

آخر لحظات الطائرة

إلى ذلك كشفت شركة "كوغاليم آفيا" صاحبة الطائرة المنكوبة في سيناء عن تفاصيل آخر لحظات التحليق، في الوقت الذي شدد فيه الكرملين على عدم جواز استبعاد أية فرضية بما في ذلك فرضية العمل "الإرهابي".

وقالت قناة روسيا اليوم، إن الشركة الروسية قدمت خلال مؤتمر صحافي عقدته الاثنين استنتاجاتها حول آخر لحظات تحليق طائرة الرحلة 9268 من شرم الشيخ إلى سان بطرسبورغ يوم 31 تشرين الأول/أكتوبر، لكنها امتنعت عن التعليق على طبيعة السبب الذي أدى إلى تفكك الطائرة في الجو، معتبرة أنه يرتبط بتأثير خارجي.

وكشفت الشركة أن الطائرة في آخر لحظاتها سارعت باتجاه الأرض، غير خاضعة لأية سيطرة من الطاقم، وذلك بسبب إلحاق "أضرار كبيرة بهيكل الطائرة". وقال نائب مدير عام كوغاليم آفيا، ألكسندر سميرنوف، المعني بالتحقيقات، إن الشركة ترجح تعرّض الطائرة لتأثير خارجي، باعتباره التفسير الواقعي الوحيد لما أعلنه المحققون عن تفكك الطائرة وهي في الجو قبل سقوطها على الأرض.

توفوا في الجو

وأوضحت الشركة أنه بعد حصول الحالة الطارئة، تراجعت سرعة الطائرة في غضون أقل من دقيقة بـ300 كيلومتر في الساعة، بالتزامن مع انخفاضها بـ1.5 كيلومتر. واستبعد نائب مدير كوغاليم آفيا ألكسندر سميرنوف، وقوع عطل فني في أجهزة الطائرة، كان من شأنه أن يؤدي إلى تفككها في الجو. ورجح سميرنوف مصرع جميع ركاب الطائرة وأفراد الطاقم قبل سقوطها على الأرض، مشددًا على أن طاقم الطائرة فقد قدرته على إدارة الطائرة مع حدوث الحالة الطارئة التي تعجز الشركة عن تحديد طبيعتها.

ووصف المسؤول الحالة الفنية للطائرة لدى إقلاعها من مطار شرم الشيخ، بأنها كانت "ممتازة"، نافيًا ورود أية شكاوى بهذا الشأن من الطاقم خلال الرحلات الخمس الماضية التي نفذتها. وأكد سميرنوف أن المراقبين الجويين لم يتلقوا أية اتصالات طارئة من طاقم الطائرة خلال التحليق. بدورها، قالت الوكالة الروسية للنقل الجوي: استنتاجات شركة "كوغاليم آفيا" حول تعرض الطائرة لتأثير خارجي عديمة الأساس وسابقة لأوانها.
&