أظهرت دراسة، أعدها الباحث اللبناني في الشؤون الديمغرافية والاغترابية، بطرس لبكي، أن المسيحيين يشكلون نسبة 47% من سكان لبنان المقيمين.


أنهى اتفاق الطائف الذي تم توقيعه في المملكة العربية السعودية بين الأطراف السياسية اللبنانية، الحرب الأهلية، وكرس المناصفة بين المسيحيين والمسلمين.
&
في السنوات الأخيرة خرجت بعض الاصوات المطالبة بوقف العمل بهذا الاتفاق بحجة أن عدد المسيحيين في لبنان يتناقص بشكل كبير بفعل عدة عوامل ابرزها الهجرة الى الخارج، لكن الباحث في الشؤون الديمغرافية والاغترابية الدكتور لبكي، أعد دراسة حديثة تخالف هذه الأقاويل.
&
هجرة اسلامية كثيفة
&
لبكي يقول في هذا الإطار لـ لبنان 24: " المسيحيون ليسوا أقلية، ففي عام 1995 كانوا يشكّلون 44 في المئة من السّكان المقيمين، بينما كان المسلمون يشكلون 56 في المئة من اللبنانيين المقيمين مع حسبان الفلسطينيين في خارج المخيّمات والسوريين المقيمين، أمّا الآن فمع الهجرة الإسلامية الكثيفة والتقارب في نسب التوالد بين الطوائف، فمن المرجح أن تكون نسب السكّان اللبنانيين بين مسيحيين ومسلمين قد تقاربت أكثر: أي 47 في المئة للمسيحيين و53 في المئة للمسلمين". &
&
جداول إحصائية تدعم الدراسة
&
الباحث أعد جداول إحصائية أظهرت أنّ "هنالك تراجعاً في عدد المهاجرين المسيحيين منذ عام 2003، بل منذ عام 1999، بعكس ما يروّج له، وأكثريّة هذه الهجرة تتوجّه الى بلدان الخليج لأنّ أكثرية هذه البلدان لم تصب بأزمات إقتصاديّة متتالية، على عكس البلدان الأخرى التي يقصدها المهاجر اللبناني وخصوصا في أوروبا والأميركيّتين واستراليا، فالمهاجر الى الخليج يعود إجمالا الى لبنان".&
&
&لماذا تزداد هجرة المسلمين اللبنانيين، سؤال يجيب عليه لبكي قائلا: &إرتفاع مستوى التعليم لدى الطوائف الإسلاميّة، وإرتفاع نسبة معرفة اللغات الأجنبية، عوامل تشجع على السفر وفتح آفاق جديدة، بالاضافة الى وجود شبكة من الأهل والأقارب وأبناء القرى المسلمة في الإغتراب مما يشجع بقية أفراد العائلات على الإلتحاق بهم، تدهور الأوضاع الأمنية، والإقتصادية في المناطق الإسلامية في ثمانينينات وتسعينيات القرن الفائت ومطلع القرن الحادي والعشرين، خصوصا في مدن رئيسية مثل طرابلس وفي عكار وفي الجنوب الذي كان محتلا بين عامي (1978 و2000) مما زاد من نسب البطالة في هذه المناطق وشجّع أبناءها على الإغتراب.
&
مضيفا: "من اسباب التراجع ايضا، إنخفاض الولادات لدى المسلمين من 7 أولاد في خمسينيات القرن الفائت الى ولدين أو ولد واحد حالياً، ومن أسباب تدنّي نسبة الانجاب زيادة نسبة التعليم لدى المرأة في الطوائف الإسلامية، الهجرة الى المدن وترك الزراعة التي كانت أيضاً أحد حوافز إنجاب الأولاد بكثرة، ثم الإنتقال الى العمل المأجور في المدن حيث السّكن متعثّر والضغوط المعيشيّة أكثر بكثير".
&
المناصفة موجودة
&
لبكي وبناء على الدراسة التي أعدها، يخرج بخلاصة تشير الى أنّ "النتيجة الديموغرافية لهذه العوامل كلّها إذا استمرّت على حالها سوف تؤدي الى وجود مناصفة في أعداد المسلمين والمسيحيين اللبنانيين، وهذا ما يفسّر قبول القيادات المسلمة في لبنان أخيرا بعمليّة تصويت المهاجرين في السفارات والقنصليات لأن الهجرة الحديثة هي إسلامية الطابع".
&