كُشف في بغداد اليوم عن ترحيل صحافيين عراقيين إلى خارج البلاد خوفًا على حياتهم، اثر تلقيهم تهديدات بالقتل لكشفهم عن ملفات فساد وضلوع نافذين في عمليات فساد، وحيث يعمل&الصحافيون في بيئة غير آمنة مليئة بالمخاطر.&

لندن: بدأت في بغداد اليوم جلسة حوار نقاشي حول تعزيز اجراءات التحقيق في الجرائم ضد الصحافيين في العراق تنظمها نقابة الصحافيين العراقيين بالتعاون مع منظمة اليونسكو في العراق ومشاركة الامانة العامة لمجلس الوزراء وعدد من الوزارات واللجان النيابية والجهات ذات الصلة لمناقشة أوضاع الصحافيين في العراق والجرائم التي تطالهم ودور القضاء العراقي بمنع إفلات المجرمين من العقاب.

بيئة مليئة بالمخاطر

وقال نقيب الصحافيين العراقيين مؤيد اللامي في كلمة خلال جلسة افتتاح الحوار، وتابعتها "إيلاف"، إن "الصحافيين العراقيين يعملون في بيئة غير آمنة وما زالت مليئة بالمخاطر قد تنطلق من مسؤول محسوب على المسؤولية لان الصحافي يريد ان يحارب ويكافح الفساد"... واصفًا هؤلاء الصحافيين بأنهم "آخر عنقود الديمقراطية".

وأكد ان تهديدات بالقتل قد وصلت مؤخرا إلى عشرات الصحافيين، الامر الذي اضطر النقابة إلى ارسالهم إلى خارج العراق للحفاظ على حياتهم وعوائلهم فيما تم نقل عدد من الصحافيين من مدنهم إلى مدن أخرى داخل البلاد لايجاد ملاذات آمنة لهم.

وأوضح أن النقابة عملت على مساعدة عدد من الصحافيين بالسفر خارج العراق أو إيجاد ملاذات آمنة لهم خارج محافظاتهم للمحافظة على حياتهم من التهديدات التي يواجهونها. وأضاف أن نحو 400 صحافي قتلوا منذ عام 2003 وما زال الجناة بعيدين عن يد العدالة.

ودعا الحكومة والبرلمان إلى عدم التدخل في شؤون وعمل الهيئات الاعلامية المستقلة التي قال انها يجب ان تكون للمستقلين الاعلاميين، "ولن نقبل أو نسمح بغير ذلك ونحن جادون بهذا لان مستقبل العراق أكبر من مسؤول يحاول ان يستحوذ على هيئة مستقلة هنا أو هناك".

وطالب المسؤولين والسياسيين إلى ترك الاعلام مستقلاً، لان العراق يخوض معركة ضد الارهاب يتقدم فيها الاعلام الصفوف ايضًا. وشدد على ضرورة اتخاذ الاجهزة الامنية لاجراءات جدية تكفل محاسبة قتلة الصحافيين ومحاكمتهم.

وأوضح أنه بعد اعتداء الارهاب على مدن الموصل وتكريت والرمادي وديإلى ومناطق اخرى، توجه مئات الصحافيين الشباب لدعم المقاتلين لأنهم شعروا أن الوطن في خطر "فسقوا بدمائهم الطاهرة وباقلامهم وكاميراتهم وبكل ما يملكون أرض العراق من أجل صورة وطنية ناصعة، وقد فقدنا شباباً أعزاء من مؤسساتنا الاعلامية استشهدوا مع اشقاء لهم في جبهات القتال يقاتلون اعتى منظمات ارهابية لم يعرف التاريخ لها مثيلاً في الاجرام تقتل وتحرق وتقطع رؤوس الناس وارادت ان تستولي على بلد عمره الاف السنين بحضارته وفكره وعلمائه وأدبائه وسياسييه".

وأكد اللامي الاهتمام بأسر شهداء الصحافة وعدم نسيانهم برغم انه لم يُقدم لهم ما يستحقون.&&

وأوضح أن لجاناً عدة&قد تم تشكيلها بمشاركة القضاء لجلب الذين يستهدفون ويهددون ويعتدون على الصحافيين سواء اكانوا من المسؤولين، كباراً او صغاراً، ومهما كانت خلفيتهم الحزبية والسياسية" مشددًا بالقول "ليس هناك ما يخيفنا".

وأكد الوقوف بوجه السياسيين وحمايتهم أو اقاربهم، ومنعهم من القيام بأي اعتداء ضد الصحافيين والاعلاميين، وانما زج من يهدد الصحافيين خلف القضبان.

القرارات الدولية لحماية الصحافيين

ومن جهتها، أشارت عضو مجلس المفوضين في المفوضية الوطنية لحقوق الإنسان اثمار الشطري إلى أن المفوضية قدمت مقترحات من اجل تنفيذ قانون حماية الصحافيين من الانتهاكات وإيجاد بيئة أمنة للعمل الصحافي.

أما مدير مكتب اليونسكو في بغداد فقد أوضح أن العراق لم يوقع حتى اليوم على القرارات الدولية التي تدعو لتوفير حماية أفضل للصحافيين.

وأواخر الشهر الماضي، قالت منظمتان دولية وعراقية للدفاع عن حقوق الاعلاميين إن مدينة الموصل العراقية تحولت منذ ان سيطر عليها تنظيم "داعش" إلى مقبرة للصحافيين العاملين فيها، بعد أن استولى على جميع المؤسسات الاعلامية وحصل على قوائم كاملة باسماء وعناوين العاملين فيها، ليبدأ بحملة ملاحقة أمنية كبيرة ضدهم بـقرار من محكمته الشرعية التي وجهت اتهامات لهم بمخالفة التعليمات وتسريب معلومات من داخل المدينة لوسائل إعلام محلية واجنبية لاخافتهم، ومنعهم من أداء عملهم وجعلهم يصارعون مخاوفهم بعيداً عن الأضواء.

وكانت نقابة الصحافيين العراقيين& قد شكلت لجاناً عدة&متخصصة لبيان اهمية مؤتمر اليوم، وما تشكله جرائم استهداف الصحافيين من شرخ في المشهد السياسي والمجتمعي والتأكيد على وجوب ملاحقة مرتكبي هذه الجرائم وانزال القصاص العادل بهم ليكون هناك رادع لمن يدفع باتجاه ارتكاب الجرائم ضد الصحافيين.

وكانت الجمعية العامة للامم المتحدة اعلنت الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر) من كل عام يومًا عالميًا لانهاء الافلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحافيين. وتبنت قرارًا يحث الدول الاعضاء على تنفيذ تدابير لمواجهة ثقافة الافلات من العقاب.. فيما تم اختيار تاريخ ذكرى اغتيال اثنين من الصحافيين الفرنسيين في مالي في الثاني من تشرين الثاني عام 2013 ليكون مناسبة لهذا الاحتفال السنوي.