قال الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، إن التحضيرات اكتملت على أفضل وجه، لاستضافة قمة مجموعة العشرين (G20)، التي ستنطلق بعد غدٍ الأحد، في مدينة أنطاليا، ومن المتوقع أن تتبنى قمة أنطاليا خارطة طريق المستقبل للقمم المقبلة.


نصر المجالي: أعرب الرئيس التركي عن ثقته بأن قمة أنطاليا ستكون قمة مختلفة للغاية، منوهًا بأنه يرغب في رؤية الوضع النهائي في المنطقة التي ستعقد فيها القمة، والتي أعلنت منطقة أمنية.

أضاف في لقاء مع وكالة (الأناضول): "يمكنني القول إننا مررنا بمرحلة تحضيرات مهمة بنجاح، وأنا واثق بأن الضيوف المشاركين، سيجدون قمة مختلفة للغاية عن سابقاتها، سواء من حيث أماكن الإقامة، واللقاءات"، مؤكدًا أن "المشاركين سيشهدون قمة لن يستطيعوا نسيانها في أنطاليا".

وأشار إردوغان إلى أن الاجتماع الأول لمجموعة العشرين عقد في واشنطن عام 2008، بينما كانت الأزمة العالمية في أوجّها، لافتًا إلى أنه شارك في كل قمم "العشرين" باستثناء القمة التي عقدت في مدينة بريزبن الأسترالية.

منتدى اللاعبين العالميين
وشدد الرئيس التركي، على أن قمة مجموعة العشرين، تعدّ منتدى يجمع اللاعبين الاقتصاديين العالميين، فضلًا عن توفيرها إمكانية مناقشة موضوعات مختلفة على الأجندة العالمية، خلال مأدبات العمل، حيث يعدّ ملف التغيّر المناخي، أحد الموضوعات التي ستتم مناقشتها، على سبيل المثال، خلال القمة المرتقبة، فضلًا عن موضوع الإرهاب الدولي، الذي يعدّ من بين الموضوعات المطروحة.

ولفت إردوغان إلى أن القمة ستحضرها 35 مجموعة، ومن ضمنها الأعضاء العشرون، مثل تركيا والاتحاد الأوروبي، فضلًا عن منظمات دولية. وأشار إلى أن تركيا ستجري لقاءات ثنائية، فضلًا عن لقاءات بين الوفود، باعتبارها تتولى الرئاسة الدورية، وتنسّق مع أستراليا، باعتبارها الرئيس السابق، والصين التي ستتولى الرئاسة الدورية بعد تركيا.

وذكر الرئيس التركي أنه سيتم بحث ما يمكن فعله حيال المستقبل خلال اللقاءات، مشيرًا إلى وجود ست مجموعات فرعية منبثقة من مجموعة العشرين.

سيدات العشرين
كما أشار إردوغان إلى تأسيس مجموعة "سيدات العشرين" خلال رئاسة تركيا الدورية، لتضاف إلى المجموعات الأخرى، مثل "شباب العشرين"، و"رجال الأعمال"، و"المنظمات المدنية" و"النقابات".

ولفت إلى أن المجموعات الست تعمل في مجالات مختلفة، بينها الزراعة والطاقة، حيث جرى عقد أكثر من 70 اجتماعًا حتى اليوم، مبينًا أن الاجتماعات لا تجري في تركيا وحسب، بل في بقية الدول الأخرى أيضًا، وفي مقدمتها الولايات المتحدة.

وأشار الرئيس التركي إلى أنه استضاف الوفود المعنية أخيرًا في المجمع الرئاسي في أنقرة، واطلع عن كثب على نتائج أعمالها، معربًا عن اعتقاده بأن القمة ستكون الأكثر حيوية وفائدة، بين القمم التي عقدتها مجموعة العشرين.

وتابع بأنه ستجري مناقشة موضوعات الطاقة، والمنشآت الصغيرة والمتوسطة، والأمن الغذائي، والتغيّر المناخي، معربًا عن اعتقاده بأن البيان الختامي لقمة أنطاليا سيكون حافلًا، وسيمثل خارطة طريق للمستقبل، بالنسبة إلى قمم العشرين اللاحقة.

المقاربة الشاملة
وذكر إردوغان أن كل قمة لها خصوصيتها، حيث تبنت تركيا شعارات "المقاربة الشاملة"، و"الاستثمار"، و"التطبيق" خلال رئاستها الدورية، مشيرًا إلى أن التركيز على دور الشباب، والنساء، والمنشآت الصغيرة والمتوسطة، يندرج في إطار المقاربة الشاملة.

ولفت إردوغان إلى أن المقاربة، تتضمن مفهوم النمو الشامل، والتعاون بين الدول المتقدمة، والصاعدة، والأقل نموًا، مشيرًا إلى أهمية الاستثمارات في البنى التحتية، وأن هناك هدفًا لتنفيذ استثمارات في هذا المجال، تتراوح قيمتها بين 80 و100 تريليون دولار، حتى عام 2030.

وشدد الرئيس التركي على أهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص، من أجل تنفيذ تلك الاستثمارات، منوهًا بأنه "لا يمكن تحقيق البنية الفوقية، بدون استثمارات البنية التحتية"، وأن تركيا تعدّ أحد أفضل النماذج للتعاون بين القطاعين، حيث نجحت في ذلك، في غضون الأعوام الـ 12 الأخيرة، وستستمر في ذلك.

الصيرفة الإسلامية
وأكد إردوغان أهمية الصيرفة الإسلامية، التي تعرف بـ "البنوك التشاركية" في تركيا، منوهًا في الوقت عينه بأنه لا يرحّب كثيرًا، بالعمل المصرفي (التقليدي) على الصعيد الشخصي.

وفي ما يتعلق بشعار "التطبيق"، ذكر إردوغان أنه بدون تحقيق التطبيق العملي، لا يوجد معنى للشعارات الأخرى، مؤكدًا أن على المسؤولين إبداء إرادة جادة من أجل الخروج بنتيجة.

بروتوكول كيوتو
وقال إردوغان إن إحدى مأدبات العمل في قمة العشرين، ستتمحور حول التغيّر المناخي، مبينًا أنه شارك عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، في اجتماع برئاسة الأمين العام للأمم المتحدة، بهذا الخصوص، حيث أدلى ببعض التصريحات، إلى جانب شخصيات، مثل المستشارة الألمانية، ورئيس البيرو، فضلًا عن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، الذي تستضيف بلاده مؤتمر باريس حول التغيّر المناخي، في 30 تشرين الثاني/نوفمبر الحالي، مؤكدًا أن قمة العشرين ستشكل فرصة لتناول الموضوع بشكل مفصل.

ولفت إلى أهمية "بروتوكول كيوتو"، وذكر أن هناك دولًا لم توقع عليه حتى اليوم، وأنه "ينبغي حل هذا الموضوع"، مشددًا على خطورة تصاعد مستوى انبعاث الغازات، في العالم.

وأشار الرئيس التركي إلى وجود دول تلتزم بالمعايير المتعلقة بالحد من الانبعاثات، وهناك دول لا تلتزم بذلك، مؤكدًا ضرورة أن توفر الدول المتقدمة دعمًا ماليًا للدول الصاعدة والنامية قليلاً أو تلك الأقل نموًا، من أجل إزالة الانبعاثات التي تهدد المناخ.

وذكر إردوغان أن قمة باريس حول التغير المناخي، تعد بمثابة اجتماع ختامي، معربًا عن اعتقاده بأن القرارات التي ستصدر منها، ستؤدي إلى التخلص من هذا الخطر الذي يهدد مستقبل العالم.

برنامج القمة
وحول برنامج لقاءاته خلال القمة، ذكر إردوغان أن البرنامج تبلور إلى حد كبير، وسينطلق اعتبارًا من اليوم الجمعة. وأوضح أردوغان أنه سيُجري لقاء ثنائيًا مع رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، فضلًا عن لقاء وفدي البلدين، اليوم، في أنطاليا، وسيقيم مأدبة عشاء على شرف الضيف الياباني، وسيعقد لقاءات ثنائية مع العديد من الزعماء السبت.

وذكر الرئيس التركي أن يوم غدٍ، لا يعدّ موعد الانطلاق الرسمي للقمة، لكنه سيلتقي القادة، الذين يأتون مبكرًا، وسيقيم مأدبة عشاء على شرف الزعماء وعقيلاتهم. وأردف أردوغان أنه سيستهل لقاءاته الثنائية في 15 تشرين الثاني (نوفمبر)، مع الرئيس الأميركي، باراك أوباما، تسبقه كلمة أمام رجال الأعمال، ومندوبي النقابات، صباح الأحد.
كما أشار إلى أنه قد يلتقي بعض ممثلي المنظمات الدولية أيضًا، مؤكدًا أنه سيسعى إلى لقاء القادة المشاركين كافة في القمة.

&