في خطوة ستكون لها ردود فعل سلبية في بغداد، فقد أعلن رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني عن ضم قضاء سنجار، الذي حررته قواته اليوم من سيطرة تنظيم "داعش"، إلى الإقليم، رافضًا رفع أي علم على المدينة المحررة مركز أبناء الأقلية الأيزيدية غير علم الإقليم.


أسامة مهدي: مضى البارزاني بالقول "لن يرفع اي علم اخر غير علم اقليم كردستان في سنجار، والسكان العرب الذين لم تتلطخ ايديهم بدماء الكرد الايزيديين هم اخوتنا"، واعدًا "سنبذل كل ما نستطيع من اجل تحرير جميع المختطفين والمختطفات من داعش".

واضاف بارزاني القائد العام للقوات المسلحة الكردية ان قوات البيشمركة حققت نصرًا عظيما باستعادة قضاء سنجار من سيطرة مسلحي "داعش"، قائلا "نقدم هذا الانتصار الى جميع الشعب الكردي، وخاصة الكرد الايزيديين، واحيّي من هنا الارواح الطاهرة لقوات البيشمركة الباسلة". وتابع "لقد وعدنا ونفذنا ما وعدنا به، واليوم تحررت سنجار".

وشدد بارزاني على ان لتحرير سنجار اهمية كبيرة، وسيؤثر كثيرا في عملية تحرير الموصل، ولا شك في ان تحقيق الانتصار في اي مكان له تأثير في المناطق الاخرى. موضحا ان البيشمركة انتقمت ببطولة من داعش، ولم تسبق اي جهة البيشمركة في تحرير سنجار. واضاف انه سيتم العمل مع الحكومة المركزية من اجل تحويل سنجار الى محافظة.. داعيا جميع الاطراف والمجتمع الدولي إلى اعادة اعمار سنجار. وشدد على ان الاكراد الايزيديين سكان سنجار جزء اساسي من الشعب الكردي، وتحرير مدينتهم درس لمن يحاول الاعتداء على الشعب الكردي، حيث ان البيشمركة قد انتقمت لما ارتكبه مسلحو داعش من جرائم ضد الاكراد الايزيديين.

وشدد بارزاني بالقول لن يتم رفع اي علم اخر غير علم اقليم كردستان في سنجار "والسكان العرب الذين لم تتلطخ ايديهم بدماء الاكراد الايزيديين هم اخوتنا" في اشارة الى الاحتفاظ بالمدينة، وضمها الى اراضي اقليم كردستان، الذي يحكمه الاكراد منذ عام 1991، حيث انها كانت تتبع قبل استيلاء التنظيم عليها في العام الماضي الى محافظة نينوى الشمالية. واكد قائلا "سنجار تحررت بدماء البشمركة، واصبحت جزءا من كردستان".
&&
وثمّن بارزاني دور الولايات المتحدة والتحالف الدولي في دعم قوات البيشمركة لدى تحريرها سنجار، قائلا "ان الحرب ضد داعش ليست حربنا وحدنا، بل هي حرب الجميع، لذا فان الكل بحاجة الى التعاون والدعم".

وتقع سنجار على خط اساسي لإمدادات تنظيم الدولة الاسلامية يربط بين الموصل معقله في العراق وسوريا، حيث يسيطر على مناطق واسعة، وسيشكل قطع هذا المحور ضربة كبرى للجهاديين في مجال نقل المقاتلين والمعدات بين شمال العراق وسوريا.

وفي وقت سابق اليوم اعلنت القوات العراقية المشتركة عن بدء هجوم بري وجوي شامل لتحرير الرمادي، في وقت تمكنت قوات البيشمركة الكردية من تحرير قضاء سنجار الشمالي الغربي بالكامل. وقالت قيادة القوات العراقية المشتركة ان قواتها بدأت اليوم هجوما بريا وجويا واسعا من ثلاث جبهات جنوبية وشمالية وجنوبية غربية لتحرير كامل مدينة الرمادي عاصمة محافظة الانبار الغربية، موضحة انها ستصدر بيانات لاحقة عن العملية.

وكان تنظيم "داعش قد سيطر على مدينة الرمادي عاصمة محافظة الانبار الغربية في منتصف ايار (مايو الماضي) ولا يزال يفرض سيطرته على مناطق عدة من المحافظة بينها قضاء الفلوجة المهم، الذي ستكون معركة استعادته قاسية نظرًا إلى اهميته بالنسبة إلى تنظيم "داعش" وتمترسه في احيائه ومناطق محيطة به منذ اكثر من عام.

من جهتها، اعلنت خلية الإعلام الحربي العراقية صباح الجمعة عن تحرير قوات البيشمركة لقضاء سنجار في شمال غرب العراق الذي تسكنه الاقلية الايزيدية بشكل كامل.. واشارت الى ان القوات تقوم حاليا بتمشيط احياء القضاء داخل مركز القضاء خشية وجود جيوب لعناصر "داعش" هناك، ولابطال مفعول العبوات الناسفة التي خلفها التنظيم في المدينة. واشارت الى ان عدد المشاركين في هذه العملية العسكرية يصل الى 7500 مقاتل كردي، موضحة انها تهدف الى اقامة منطقة عازلة لحماية سنجار وسكانها من القصف المدفعي.

من جانبها قالت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" إن مستشاري التحالف الدولي يساعدون القوات التركية بشكل فعال على هجومها الواسع لقطع طريق الامداد الرئيس لمسلحي التنظيم بين مدينتي الرقة السورية والموصل العراقية من خلال 36 غارة جوية نفذتها خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية بيتر كوك ان مستشاري قوات التحالف في جبل سنجار يلعبون دورا فعالا في تحديد أهداف الغارات الجوية.

واوضح كوك أن هدف المستشارين الاميركيين والغارات الجوية هو قطع خط الإمداد الرئيس بين الرقة والموصل، وفي حال تحقيق هذا الهدف فسيكون له تأثير كبير على قوة وسيطرة التنظيم في شمال غرب العراق، وخاصة في ما يتعلق بقدرته على إعادة إمداد قواته.
&&
وقد استولى تنظيم "داعش" على سنجار في آب (اغسطس) عام 2014 وارتكب جرائم ضد الاقلية الايزيدية الدينية التي كانت تعيش في القضاء، فيما هرب الاف الايزيديين الى جبل سنجار الذي يطل على المدينة، حيث واجهوا حصارا من قبل مقاتلي التنظيم.

&

&