فيما أعلنت القوات العراقية المشتركة اليوم عن بدء هجوم بري وجوي شامل لتحرير الرمادي، فقد تمكنت قوات البيشمركة الكردية من تحرير قضاء سنجار الشمالي الغربي بالكامل.. فيما قال محتجو التظاهرات ضد الفساد إنهم لن يتراجعوا عن حراكهم وسينظمون وقفة احتجاجية عند مبنى البرلمان الذي قالوا إن كتله مستميتة في حماية الفساد والمحاصصة التي قادت البلاد إلى الهاوية.

لندن: قالت قيادة القوات العراقية المشتركة إن قواتها بدأت اليوم هجومًا بريًا وجويًا واسعًا من ثلاث جبهات جنوبية وشمالية وجنوبية غربية لتحرير كامل مدينة الرمادي عاصمة محافظة الانبار الغربية، موضحة انها ستصدر بيانات لاحقة عن العملية.

وكان تنظيم "داعش قد سيطر على مدينة الرمادي عاصمة محافظة الانبار الغربية منتصف آيار (مايو) الماضي، ولا يزال يفرض سيطرته على مناطق عدة من المحافظة، بينها قضاء الفلوجة المهم الذي ستكون معركة استعادته قاسية نظرًا لاهميته بالنسبة لتنظيم "داعش" وتمترسه في احيائه ومناطق محيطة به منذ اكثر من عام.

ومن جهتها، أعلنت خلية الاعلام الحربي العراقية صباح الجمعة عن تحرير قوات البيشمركة لقضاء سنجار شمال غرب العراق الذي تسكنه الاقلية الايزيدية& بشكل كامل.. وأشارت إلى أنّ القوات تقوم حاليًا بتمشيط احياء القضاء داخل مركز القضاء خشية وجود جيوب لعناصر "داعش" هناك، ولإبطال مفعول العبوات الناسفة التي خلفها التنظيم في المدينة.

وكانت القيادة العامة لقوات البيشمركة الكردية العراقية قد أعلنت الليلة الماضية في ايجاز للعمليات العسكرية التي خاضتها خلال الساعات الاخيرة ضد مقاتلي "داعش" في منطقة سنجار عن تحرير 150 كيلومترًا مربعاً من الاراضي المحية بالقضاء.. مؤكدة ان التنظيم خلف وراءه في هذه المناطق 100 قتيل وعشرات العجلات المدمرة، مشددة على أن نتائج عمليات تحرير قضاء سنجار قد تكللت بالنجاح.&

وأشارت إلى أنّ عدد المشاركين في هذه العملية العسكرية يصل إلى 7500 مقاتل كردي، موضحة انها تهدف إلى اقامة منطقة عازلة لحماية سنجار وسكانها من القصف المدفعي.

وأضافت أن قوات البيشمركة مستمرة في تقدمها لتحرير بقية المناطق حول سنجار، كما تمكنت القوات من السيطرة على شارع 47 في سنجار الذي يعتبر خطًا إستراتيجيًا بين العراق وسوريا، فيما أحكمت سيطرتها على الطريق الرئيس بين مدينة سنجار وتلعفر فضلاً عن السيطرة على الطريق الرئيسي بين مدينتي سنجار والبعاج... وايضا استعادت السيطرة على معسكر دوميز جنوب سنجار بكيلومترين بعد فرار عناصر "داعش" منه تاركين كميات كبيرة من اسلحتهم وعتادهم في المعسكر.

ومن جهتها، قالت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" إن مستشاري التحالف الدولي يساعدون القوات التركية بشكل فعال في هجومها الواسع لقطع طريق الامداد الرئيسي لمسلحي التنظيم بين مدينتي الرقة السورية والموصل العراقية من خلال 36 غارة جوية نفذتها خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية بيتر كوك إن مستشاري قوات التحالف في جبل سنجار يلعبون دورًا فعالاً في تحديد أهداف الغارات الجوية.

وأوضح كوك أن هدف المستشارين الاميركيين والغارات الجوية هو قطع خط الإمداد الرئيسي بين الرقة والموصل وفي حال تحقيق هذا الهدف فسيكون له تأثير كبير على قوة وسيطرة التنظيم بشمال غرب العراق وخاصة في ما يتعلق بقدرته على إعادة إمداد قواته.&&

وقد استولى تنظيم "داعش" على سنجار في آب (اغسطس) عام 2014، وارتكب جرائم ضد الاقلية الايزيدية الدينية التي كانت تعيش في القضاء، فيما هرب آلاف الايزيديين إلى جبل سنجار الذي يطل على المدينة حيث واجهوا حصارًا من قبل مقاتلي التنظيم.

محتجو العراق يحاصرون البرلمان

وقال محتجو التظاهرات العراقية ضد الفساد انهم لن يتراجعوا عن حراكهم وسيتجمعون اليوم عند بوابة المنطقة الخضراء المحمية وسط العاصمة مقر الرئاسات الثلاث والسفارات الاجنبية، معلنين عن وقفة احتجاجية عند مبنى البرلمان الذي قالوا إن كتله مستميتة في حماية الفساد والمحاصصة التي قادت البلاد إلى الهاوية.

وقال المحتجون في بيان صحافي حصلت على نسخة منه "إيلاف"، سيلقى عند بوابة المنطقة الخضراء المحمية بوسط بغداد اليوم الجمعة لدى تجمع المتظاهرين المحتجين بساحة التحرير وسط العاصمة، "
&لا نتراجع عن المطالبة بحقوقنا المشروعة.. باقون في الميدان حتى تتحقق مطالبنا في الاصلاح وهذا هو شعارنا الذي لن نتراجع عنه بوصفنا مواطنين يدافعون عن حقهم في الحياة والعيش الكريم والحرية".

وأشاروا إلى أنّ هذه هي الجمعة السادسة عشرة، "وها هي الجموع التي راهن الفاسدون على انها ستتقهقر وتتراجع فمعركة الحرية معركة طويلة الامد يخسر فيها من يراهن على تعبنا ويأسنا وتراجعنا عن حقوقنا المشروعة". واضافوا ان العراقي الذي دفع ثمنًا غاليًا لحريته من دمه وماله وفرص التقدم، ليس بحاجة سوى الا الخروج محتجًا لمجابهة الظلم والارهاب الذي يغذيه الفساد، ولن يتراجع عن هذا ابدا، وهذا ما ستؤكده حشود المتظاهرين يوم الجمعة 13/11/2015".

واكدوا "لذا نقولها بصراحة إن من يقف بوجه الاصلاحات بالدرجة الاولى هو البرلمان الذي يعكس صورة حقيقية لصراعات القوى السياسية المتمثلة في هذا المجلس دفاعًا عن مصالح هذه القوى التي تتحكم بالقرار السياسي بحكم حجم تمثيلها في مجلس النواب واستماتتها في حماية الفساد والمحاصصة التي قادت البلاد إلى الهاوية، وعليه فاننا نعلن اننا سنلحق تظاهرة الجمعة هذه بوقفة احتجاجية عند ابواب هذه المؤسسة التي خالفت الغرض الذي اقيمت من اجله، واصبحت عائقًا امام تحقيق اهداف المواطن في الحرية والعيش الكريم، وستكون وقفتنا وصرختنا المدوية بوجه حيتان الفساد والمحاصصة يوم الثلاثاء القادم".

وكان ممثلون عن ناشطي الحراك المدني الاحتجاجي قد اجتمعوا امس الاول مع نائب رئيس بعثة الامم المتحدة في العراق& جورجي بوستن واوضحوا له الأبعاد الخطيرة للانتهاكات التي يتعرض لها بعض الناشطين من اعتقال واعتداء وتهديد والكثير من الممارسات العدوانية الاخرى التي تقوم بها عدة جهات للتضييق على العمل الاحتجاجي. كما اوضح الوفد لبعثة الامم المتحدة اهداف التظاهرات ومستقبلها في ظل الواقع السياسي الذي تمر به البلاد.

وقدم الوفد للمسؤول الاممي عددًا من صور الممارسات المخلة بالحق الدستوري للتظاهر والاحتجاج، حيث أبدى من جانبه كثيراً من التفهم والترحيب بالتظاهرات والاحتجاجات السلمية وعدها اهم ثمار نضوج تجربة العراق على الصعيد المدني، وطالب بحماية الناشطين والحفاظ على سلمية التظاهرات.

ويشهد العراق منذ حوالي ثلاثة اشهر تظاهرات احتجاج واسعة يطالب خلالها المحتجون بدعم من مرجعية السيستاني بمكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين وانهاء تسييس القضاء وتوفير الخدمات لا سيما المياه والكهرباء.