يعتبر اليمين المتطرف المستفيد الأكبر من هجمات باريس، التي تبعتها سلسلة إجراءات طالما طالبت بها زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبان.


جاءت اعتداءات باريس التي اوقعت 127 قتيلا ونحو 200 جريح في وقت تعيش فرنسا ركودا اقتصاديا ويعمل سياسيو اليمين المتطرف على تأجيج مشاعر العداء ضد المهاجرين والإسلام، لا سيما زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبان التي سخرت من الرئيس فرانسوا هولاند بوصفه رئيسا ضعيفا ولعبت ورقة القومية بتعهدها غلق الحدود الفرنسية. &ومع اقتراب موعد الانتخابات الاقليمية في 16 كانون الأول/ديسمبر يبدو من المؤكد أن يستمر صعود شعبية لوبان وجبهتها في الاستطلاعات.
&
وقالت سيدة الأعمال الفرنسية لورنس باغو إن من الطبيعي أن تستثمر لوبان الهجمات ولا سيما انها "اصلا تستخدم خطابية تتحدث عن غلق الحدود وتعزيز الأمن القومي، &وهذا ما يحدث الآن فعلاً". &
&
إذ تعهدت السلطات الفرنسية تشديد الرقابة على ما يُشتبه بأنها خلايا ارهابية نائمة وحماية البلد، فيما اعلن الرئيس هولاند حالة الطوارئ وغلق الحدود بتعليق عضوية فرنسا في اتفاقية شنغن. ولكن هذا لم يخفف من حدة الانتقادات التي توجه إلى الأجهزة الأمنية.
وقالت باغو إن الهجمات وقعت مع تراخي الأجهزة الأمنية بعد أشهر على هجمات شارلي ايبدو في مطلع العام. &
&
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن باغو قولها "اشعر اننا خلقنا وحشا حيث يعرف الارهابيون أفضل من قواتنا الأمنية كيف يناورون. &فهم سريعون، وشباب، وبلا أخلاق ولا يعرفون حدودًا".&
&
في ملعب باريس تحدث اشخاص حضروا لمشاهدة مباراة فرنسا والمانيا عن احساس بالرعب حين هزت الانفجارات ارجاء الملعب مقوضة في لحظات ما استعاده الفرنسيون من ثقة خلال الأشهر التي مرت منذ الهجوم على مكاتب مجلة شارلي ايبدو. &
&
وقال توني فاديل الذي كان في الملعب: "بالطبع أنا خائف من المستقبل. &ومع كل الضربات الجوية التي تُنفذ في سوريا لم نعد نشعر بالأمان".
&
واضاف فاديل "أن فرنسا كانت اصلا تعاني من صدمة شارلي ايبدو، بما في ذلك اطفالنا الذين ما زالوا يتحدثون عنها في المدرسة. &وان نرى شيئا كهذا يحدث بعد فترة قصيرة انما هو امر مخيف بشأن المستقبل". &
&
وقال كريم لارويل إن الانفجارات بدت وكأنها العاب نارية، ولم يعرف الموجودون في الملعب ما حدث إلا حين بدأوا يتلقون رسائل نصية من عائلاتهم تقول إن إطلاق النار يجري في كل مكان من باريس. &واضاف "ارادت عائلاتنا ان تعرف إن كنا سالمين". &
&
وكان هذا السؤال يتردد على كل لسان في مدينة النور التي خبت انوارها. &وقال ناجون من الهجوم على مسرح باتاكلان إن هتافات التكبير التي رددها المسلحون وهم يطلقون النار على الجمهور الذي حضر للاستماع الى الموسيقى، ستكون على الأرجح سلاحا بيد لوبان في حملتها قبل الانتخابات الاقليمية الشهر المقبل لاستغلال مشاعر الغضب وتوجيهها ضد الاسلام والمسلمين.&
&
وكان يوم الجمعة بدأ بداية مشؤومة بتحذيرات عن وجود قنبلة في فندق المنتخب الالماني واحدى محطات القطار في باريس. &وتسبب ذلك في تفتيش الفندق وايقاف القطارات القادمة الى المحطة أو تحويل وجهتها فيما كانت قوات الشرطة تفتش المبنى بحثا عن متفجرات. &
&
وأُعيد فتح المحطة بعد ان اتضح انه انذار كاذب يحدث في احيان كثيرة في باريس. &واستأنفت المدينة ايقاعها دون ان تعرف ما ينتظرها في المساء.&
&
&
&