دانت دول الخليج العربي ودول عربية عدة الاعتداءات التي استهدفت باريس مساء الجمعة، مؤكدة تضامنها مع الشعب الفرنسي، ورفضها الأعمال الوحشية ووقوفها إلى جانب فرنسا في مكافحة الإرهاب، داعين المجتمع الدولي إلى تعبئة الموارد لوقف هذه الظاهرة المتفشية.
إيلاف - متابعة: ندد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير السبت باعتداءات باريس، وعاتبرها "انتهاكًا لجميع الديانات"، داعيًا الى& تكثيف الجهود ضد الارهاب.
وقال الجبير للصحافيين في فيينا، حيث يشارك في محادثات حول سوريا: "أود أن اقدم تعازينا لحكومة فرنسا وشعبها بعد الهجمات الارهابية الشائنة التي وقعت امس، والتي تنتهك وتنافي جميع المعتقدات والمواثيق والديانات، والمملكة العربية السعودية طالما دعت الى تكثيف الجهود الدولية لمكافحة آفة الارهاب بجميع اشكاله وصوره".
وكان الجبير غرد عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي تويتر قائلًا إن الرياض ستعمل كل ما في وسعها، بالتعاون مع شركائها الدوليين، لمكافحة الإرهاب الذي ينبذه الإسلام وكافة الديانات والمعتقدات والمواثيق الدولية.
وعبر مصدر مسؤول بوزارة الخارجية عن إدانة المملكة العربية السعودية واستنكارها الشديدين للأعمال والتفجيرات الإرهابية التي شهدتها باريس، وأسفرت عن سقوط العديد من الضحايا والمصابين.
وقدم المصدر "تعازي السعودية، حكومة وشعباً، إلى أسر الضحايا، وحكومة وشعب جمهورية فرنسا الصديقة، والتمنيات الخالصة للمصابين بالشفاء العاجل"، بحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
وأكدت السعودية على ما سبق وأن أعربت عنه من ضرورة تكاتف المجتمع الدولي ومضاعفته لجهوده لاجتثاث هذه الآفة الخطيرة والهدامة التي تستهدف الأمن والاستقرار في أرجاء المعمورة كافة، "والتي لا تقرها الأديان السماوية ولا الأعراف والمواثيق الدولية، وبما يكفل تطوير آليات فعالة للعمل المشترك على المستوى الدولي لمحاربة كل من يسعى إلى الهدم والتخريب والإفساد في الأرض تحت أي ذريعة كانت".
تضامن خليجي
في الخليج، أعربت الكويت عن استنكارها للهجمات "الإرهابية" التي استهدفت العاصمة الفرنسية. وقالت وكالة الانباء الكويتية (كونا) إن امير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أبرق إلى الرئيس الفرنسي معزيًا، ومؤكدًا أن هذا العمل الإجرامي يتنافى مع كل الشرائع السماوية والقيم الإنسانية.
كما اكد وقوف دولة الكويت مع الجمهورية الفرنسية وشعبها الصديق وتأييدها ودعمها لكل الإجراءات التي تتخذها للحفاظ على أمنها واستقرارها وللتصدي لهذه الأعمال الإرهابية.
وأكدت وزارة الخارجية القطرية في بيان لها أن "الأعمال التي تستهدف زعزعة الأمن تتنافى مع المبادئ والقيم الأخلاقية والإنسانية كافة". وجدد البيان موقف قطر الثابت من نبذ العنف بصوره وأشكاله كافة، وأيًا كانت مسبباته.
ودانت الإمارات العربية المتحدة الاعتداءات. وبحسب وكالة انباء الامارات، أعرب الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، في برقية للرئيس الفرنسي، عن إدانة بلاده واستنكارها الشديد لهذا العمل الإرهابي. وأبدى تضامن الإمارات الكامل مع فرنسا في هذه الظروف الصعبة، ودعمها لكل ما يتطلبه الوضع لمواجهة الإرهاب والقضاء عليه.
السيسي يعزّي
في القاهرة، اعلن علاء يوسف، المتحدث باسم الرئاسة المصرية، أن "مصر تعرب عن ثقتها الكاملة في أن مثل هذه الأحداث الإرهابية لن تضعف عزيمة الدول والشعوب المحبة للسلام، بل ستزيدها إصرارًا على مكافحة الإرهاب ودحره". واشار إلى أن المطلوب هو تكاتف جهود المجتمع الدولي في مواجهة آفة الإرهاب، "الذي يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في مختلف أنحاء العالم من دون تفريق".
اضاف: "الرئيس عبد الفتاح السيسي كلف السفير المصري في باريس نقل خالص التعازي والمواساة إلى القيادة السياسية الفرنسية وحكومة وشعب الجمهورية الفرنسية في ضحايا هذه الحوادث الإرهابية الغاشمة، والتأكيد على تضامن مصر مع فرنسا، ومساندتها للجهود الدولية المبذولة لمكافحة الإرهاب، الذي لا يعرف حدودًا ولا دينًا".
الأردن: لقطع التمويل
وفي عمّان، قال وزير الدولة لشؤون الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني إن بلاده تقف مع الشعب الفرنسي في مواجهة هذه الاعتداءات الدامية والغاشمة والتي روّعت المدنيين والأبرياء.
اضاف في بيان أن الحكومة الأردنية دائمة التواصل مع الحكومة الفرنسية في مواجهة الإرهاب والتطرف أياً كان مصدره، مجددا وقوف بلاده بكل قوة وحزم ضد التنظيمات الإرهابية، "التي باتت أعمالها الإجرامية تستشري في كل مكان، وتستبيح الأرواح والممتلكات، ولا تراعي حرمة الدين والإنسانية والقيم والأخلاق".
كما دعا المومني المجتمع الدولي إلى الوقوف والتعاون وتعبئة الموارد لمواجهة ظاهرة الإرهاب، وقطع التمويل عن التنظيمات الإرهابية.
دعم مغربي كامل
أعربت المغرب عن إدانتها الشديد لتلك الهجمات، معلنة عن تضامنها ودعمها لفرنسا.
وقال العاهل المغربي محمد السادس في برقية إلى الوزير الأول الفرنسي مانويل فالس، نشرتها وكالة المغرب الرسمية: "تلقيت بتأثر عميق النبأ المحزن للهجمات الارهابية الجبانة التي استهدفت بشكل متزامن، أمس الجمعة، أحياء بباريس ومحيط ملعب فرنسا، وإذ نندد بشدة بهذه الهجمات المروعة، أؤكد لكم باسمي وباسم الشعب المغربي، تضامننا التام ودعمنا الكامل".
أضاف: "إني لعلى يقين أن قوات الأمن الفرنسية ستتمكن من القضاء على مرتكبي هذه الأعمال الاجرامية المقيتة، وأنه بفضل تعبئة وعزم الشعب الفرنسي على الدفاع عن قيمه النبيلة، سيتمكن بلدكم الصديق من اجتياز هذه المحنة العصيبة".
كما بعث العاهل المغربي ببرقية تعزية للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند على إثر الهجمات الإرهابية التي استهدفت مساء أمس الجمعة عدة أحياء في العاصمة باريس.
عباس يتعاطف
دان الرئيس الفلسطيني محمود عباس السبت الاعتداءات التي وقعت في باريس الجمعة وتسببت بمقتل حوالى 130 شخصا في تفجيرات انتحارية وعمليات اطلاق نار.
وقال بيان صادر عن الرئاسة الفلسطينية إن عباس يدين بشدة& العمليات اﻻرهابية التي وقعت في باريس، "وهو عبر عن تضامنه وتعاطفه مع فرنسا حكومة وشعبًا في مواجهة الارهاب".
وشدد عباس على ضرورة وقوف المجتمع الدولي بأسره في مواجهة هذه الاعمال الارهابية الخطيرة التي تؤدي إلى توتير الاجواء في كل مكان.
ووجه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان تعازيه الحارة إلى الرئيس الفرنسي، مطالبًا بـإجماع للمجتمع الدولي ضد الإرهاب.
مروعة ومشينة
دعت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل إلى عقد اجتماع ازمة وزاري السبت إثر الاعتداءات التي شهدتها باريس، متعهدة ببذل كل ما في وسعها لمساعدة فرنسا في "المعركة ضد هؤلاء الارهابيين". وقالت ميركل: "ساعقد اجتماعًا خلال النهار مع الوزراء المعنيين لبحث تطورات الوضع في فرنسا وكل المسائل المرتبطة به".
كذلك اعرب وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتنماير عن شعوره بالرعب إذ كان موجودًا في استاد فرنسا الدولي لحظة وقوع الهجمات.
إلى ذلك، دعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لجنة الطوارئ في حكومته الى اجتماع السبت اثر الهجمات الارهابية "المروعة" في باريس. وقال كاميرون على تويتر: "سأترأس اجتماعًا للجنة كوبرا هذا الصباح في اعقاب الاعتداءات الارهابية المروعة والمشينة في باريس".
كذلك أدان حلف الناتو بأشد العبارات العمليات الإرهابية. وأكد في بيان وقوفه إلى جانب فرنسا وجميع الدول التي تواجه الإرهاب.
ونددت روسيا بـالاعتداءات التي وصفتها بالشنيعة، وعرضت على السلطات الفرنسية مساعدتها في التحقيق. وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قدم تعازيه إلى نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند وإلى الشعب الفرنسي.
إدانة أممية
وأدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "الهجمات الإرهابية الدنيئة في مواقع مختلفة من باريس وحولها"، مؤكدًا أن السلطات الفرنسية ستبذل كل ما في وسعها لتقديم الجناة إلى العدالة على وجه السرعة.
وشدد الأمين العام في بيان أصدره المتحدث الرسمي باسمه على وقوفه إلى جانب حكومة وشعب فرنسا، معربًا عن خالص تعازيه لأسر الضحايا وأمنياته بالشفاء العاجل للمصابين.
وفي سياق متصل، أدان مجلس الأمن الدولي بأشد العبارات "الهجمات الإرهابية الوحشية والجبانة التي وقعت في عدة أماكن في باريس الجمعة، وتسببت في سقوط العديد من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين".
وأعرب المجلس في بيان عن "التعاطف العميق"، وقدم أعضاء المجلس تعازيهم& لأسر الضحايا، وكذلك لحكومة فرنسا.
أمة عظيمة
وأعلن الاتحاد الأوروبي عن تضامنه الكامل مع فرنسا لمواجهة الاعتداءات الإرهابية. وذكر دونالد توسك، رئيس المجلس الأوروبي، في تغريدة له على تويتر: "لقد أصابتني الصدمة لما سمعت بتلك الاعتداءات، وأتابع الأمر عن كثب، وأعلن تضامني ومشاطرتي الأحزان مع الشعب الفرنسي وحكومته".
وفي رسالة أخرى، بعث بها باسم الاتحاد الأوروبي إلى الرئيس الفرنسي، قال توسك إن الهجمات إهانة لفرنسا ولأوروبا بأكملها. ففرنسا اليوم على خط المواجهة في المعركة ضد الإرهاب، و لكنها ليست بمفردها، هذه المعركة هي معركة كل الأوروبيين، وجميع شعوب العالم الحر.
أضاف: "فرنسا أمة عظيمة وقوية ومرنة، وسوف تتغلب على هذه المأساة، وسيساعدها في ذلك ويقف إلى جانبها الاتحاد الأوروبي الذي سيعمل على إفشال مخطط الإرهاب في نشر الخوف وتقويض الحرية والمساواة والإخاء، والقيم التي تجعل فرنسا أمة عظيمة". وأوضح أنه سيطلب من قادة العالم في اجتماع مجموعة العشرين في أنطاليا التركية الإجابة على التهديدات الإرهابية والتطرف.
تضامن أوروبي
وأعرب جان كلود يانرك، رئيس المفوضية الأوروبية، عن حزنه الشديد لوقوع تلك الهجمات، في تدوينة له على تويتر، مؤكدًا تضامنه الكامل مع فرنسا حكومة وشعبًا.
أما مارتن شولتز، رئيس البرلمان الأوروبي، فغرد مدينًا الهجمات، وقال متضامنًا مع الحكومة الفرنسية: "أتضامن مع المسؤولين الفرنسيين، ومع أهالي الضحايا، إنها أنباء مفزعة".
وفي السياق ذاته، أدانت فيدريكا موغريني، الممثل الأعلى للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، الهجمات الإرهابية، معربة عن تضامنها مع الفرنسيين.
وأدان رئيس الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي مايكل تورنر الهجمات، وقال: "إن أفكارنا وصلواتنا مع أسر ضحايا الهجمات الارهابية في هذه الليلة المأساوية في باريس".
التعليقات