&مع إقتراب موعد إنطلاق مؤتمر الرياض، الهادف لجمع أطياف المعارضة السورية، تكبر الآمال بإمكانية الوصول إلى نقاط مشتركة، لا سيّما في ظل ثقة الجميع بالدور الذي تلعبه السعودية في سبيل تقريب وجهات النظر، والخروج بنتائج إيجابية.

&
بهية مارديني: اعتبر أحمد الجربا، الرئيس السابق للائتلاف الوطني السوري المعارض، أن وسائل الاعلام تناولت موضوع مؤتمر الرياض لتوحيد المعارضة السورية وغايته والأطراف والشخصيات المدعوة له، بكثير من اللغط، وبالتقارير الصحفية غير الموّثقة.
&
وأوضح على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن "المملكة العربية السعودية قبلت استضافة المؤتمر على أراضيها وتأمين الدعم اللوجستي له والغاية أن تجتمع غالبية أطراف الثورة السورية بشقيها العسكري والسياسي للتوصل الى رؤية مشتركة حول آليات الحل السياسي ومرحلة الحكم الانتقالي، وأن يعكس المؤتمر أوسع تمثيل ممكن لأطياف الشعب السوري من تنظيمات سياسية معارضة وشخصيات سياسية مستقلة، وعلماء الدين ورجال الأعمال ونساء وقيادات المجتمع المدني، وكفاءات تكنوقراط، مؤمنة بحتمية الانتقال السياسي، وإن كانت تختلف حول سبل تحقيق ذلك، وأن يكون المؤتمر سوريًا - سوريًا، دون أي وجود أجنبي".&
&
رؤية موحدة
&
وأعلن أن "الفصائل العسكرية الثورية والاسلامية ذات الثقل، والتي تؤمن بامكانية الحل السياسي، ستشارك في المؤتمر ومن معظم الجبهات، وبالتالي يعتبر هذا المؤتمر لقاءً متكاملًا بين العسكريين والسياسيين".&
&
واعتبر أن الهدف يتمثل بخروج "المؤتمر برؤية موحدة ووفد تفاوضي موحد يمثل تطلعات الشعب السوري الثائر، وان انجاز هذا العمل يزيل ذرائع بعض الدول والقوى العالمية حول تشرزم أطراف المعارضة وعدم وجود رؤية مشتركة".
&
وقال الجربا "إن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية شكّل قائمته الموحدة لممثليه في المؤتمر، كما أنهت هيئته السياسية أوراقها التحضيرية لهذا المؤتمر، والتي انطلقت من ثوابت الثورة والالتزام بأهدافها وتطلعات الشعب السوري وجميع هذه الوثائق معلنة ونشرت سابقاً، وكانت في محور لقاءات الائتلاف مع القوى السياسية الأخرى في باريس وبروكسل".&
&
وأضاف: "لا توجد أية ضغوط دولية لفرض أي أجندات أو مواقف مسبقة ولن يكون هناك أي حضور من مجموعة أصدقاء الشعب السوري".&
&
وتابع: "لا يهدف المؤتمر للخروج بأجسام سياسية جديدة، تلغي أي تنظيم قائم، والسوريون أمام استحقاق وطني ومسؤولية كبيرة، وعليهم طي صفحة الماضي، ومخرجات المؤتمر من الممكن أن تشكل نقلة نوعية في الثورة وتقصر من مسافة الطريق نحو النصر، وتقلل من حجم التضحيات اللازمة لتحقيق ذلك".&
&
وشدد "أن وقف القتل والتدمير واطلاق سراح المعتقلين ومعرفة مصير المغيبين هي من أهم الأولويات التي يجب أن تنطلق منها العملية السياسية".
&
مسؤولية سعودية
&
من جانبه، اعتبر المهندس فهد الرداوي، رئيس مكتب العلاقات الخارجية لتيار التغيير الوطني السوري، في تصريح لـ"إيلاف"، أن مؤتمر الرياض يأتي بمبادرة سعودية من مبادئها الإنسانية والأخوية تجاه الشعب السوري.
&
وقال: "كانت فكرته قديمة، إذ أنه تأجل لأكثر من مرّة"، وأشار الى أن المملكة العربية السعودية، ومنذ انطلاق الثورة السورية "تتعامل مع الشعب السوري وثورته بمسؤولية مُطلقة وأهمية كبيرة، فقد كانت المملكة هي الشقيقة الصادقة والجسد الذي تألم لحال الشعب السوري، وإذ أنَّ الحاجة لعقد هذا المؤتمر اليوم أصبحت ضرورية جداً أكثر من أي وقت مضى".
&
&وأضاف: "لقد ناقشنا، نحن تيار التغيير الوطني السوري، مع المسؤولين السعوديين لمراتٍ كثيرة وعلى مرِّ الأعوام السابقة سُبل الخلاص من آلة القتل والدمار التي تفتك بالشعب السوري في كل يوم بل وفي كل لحظة، ولمسنا الإيجابية والجدية والاهتمام الكبير من الأخوة السعوديين".
&
وتابع: "تعمل المملكة العربية جاهدةً ومنذ سنوات على توحيد صفوف المعارضة السورية بكافة أطيافها وفصائلها السياسية منها والعسكرية، لتقطع بذلك الطريق على بعض دول الغرب غير المتعاون ولا آبه بما يجري في سوريا، بل وزادت هذه الدول في تخليها عن واجبها الإنساني لتصف المعارضة السورية في أكثر من موقف بالمتفرقة التي لا تملك قراراً واحداً أو رأياً واحداً أو حتى رؤية واحدة، لتكون بذلك قد أوجدت لنفسها شماعة الهروب من المسؤولية".
&
توحيد الصفوف
&
وقال: "يهدف مؤتمر الرياض المزمع عقده في التاسع والعاشر من هذا الشهر إلى توحيد كلمة الصف ورأب الصدع وتقريب وجهات النظر بين كافة أطياف المعارضة السورية والخروج برؤية واحدة ومن ثم تشكيل وفد توافقي يمثل الثورة السورية وتطلعاتها وأهدافها وسيكون هذا الوفد نواة التفاوض الذي ترعاه الأمم المتحدة لتطبيق قرارات جنيف1 "، وأشار الى أن "تيار التغيير الوطني السوري لم يطلب من الخارجية السعودية زيادةً لمقاعد تمثيله على غرار ما فعله الكثير من أطياف المعارضة، وذلك لإيماننا المُطلق بالجودة وليس الكمية ولثقتنا الكبيرة بإختيارات المملكة العربية السعودية".
&
وأكد أنَّ تيار التغيير الوطني السوري سيكون حاضراً في مؤتمر الرياض الذي "نعمل مع الأخوة السعوديين وباقي أطياف المعارضة السورية على انجاحه"، معبرًا عن أمله بعمل "الجميع على تحقيق هذا الهدف وعدم السعي لمجرد المشاركة فقط أو زيادة مقاعد التمثيل".
&