وضع النائب الأردني محمد الضلاعين قيام تنظيم داعش بنشر شريط مصور يظهر فيه نجله قبل تنفيذ عمليته الإنتحارية، في خانة "الثأر مني، ومن مواقفي السياسية في محاربة التطرف والإرهاب".
جواد الصايغ: بعد مرور شهرين على تنفيذ محمد الضلاعين، نجل أحد النواب الأردنيين، عملية انتحارية في العراق لمصلحلة تنظيم داعش، نشر الأخير شريطًا مصورًا للإنتحاري، وجّه من خلاله رسالة إلى السياسيين الأردنيين. وأغضب نشر الشريط المصور، مازن الضلاعين، والد الإنتحاري، الذي اعتبر أن تنظيم داعش يناكفه، بسبب تبنيه مواقف تحارب الفكر المتطرف.
&
ولاء وبراء
نفذ الضلاعين عمليته الإنتحارية بوساطة مجنزرة في مدينة الرمادي العراقية، علمًا بأنه التحق بتنظيم داعش، بعدما ترك دراسة الطب في أوكرانيا، متوجهًا إلى تركيا، من أجل الإنضمام إلى صفوف التنظيم.
&
وحمل الشريط المصور، الذي أصدره التنظيم عنوان "ولاء وبراء"، وتم فيه استعراض بعض صور نجل النائب، الذي يحمل اسم "أبو البراء الأردني". وقال متحدث في الإصدار إن "أبا البراء ترك رغد العيش ودراسة الطب، وجاء طبيبًا يداوي أعداء الله"، في إشارة إلى تفجير نفسه في تجمع للجيش العراقي.
&
تهديد إلى "طواغيت الأردن"
ظهر "أبو البراء" في مقاطع مصورة عدة، يوجّه رسالة تهديد إلى من أسماهم بـ"طواغيت الأردن"، قائلًا: "لقد جئناكم بالذبح"، فيما برر التنظيم التحاق أبي البراء به ردًا على مشاركة الأردن في عمليات قصف التنظيم الإرهابي في سوريا، مذكّرًا بحادثة الطيار الأردني، معاذ الكساسبة.
&
تنظيم داعش إدّعى أن "أبا البراء كان شابًا عاديًا إلى حين مشاهدته إصدار قتل الطيار معاذ الكساسبة، حيث كان ذلك الإصدار نقطة التحول في حياته، وهاجر من أوكرانيا إلى أرض الخلافة".
&
النائب الأردني يستهجن
استهجن النائب في البرلمان الأردني، شريط فيديو بثته إحدى الحسابات المناصرة لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" على مواقع التواصل الاجتماعي. وتساءل النائب الضلاعين، في تصريحات لـCNN ، "عن نشر الفيديو في هذا التوقيت"، معتبرًا أنه "نوع من مناكفته شخصيًا، لتبنيه محاربة الفكر المتطرف، بعدما وقع ابنه ضحيته".
وقال الضلاعين: "هذا الفيديو هو مناكفة لي كنائب، بسبب المحاولات التي قمت بها أخيرًا، وهم يحاولون الثأر مني ومن مواقفي السياسي تحت بند محاربة التطرف والإرهاب".
تشكيك بحالة الإنتحاري
لكن الضلاعين، شكك استنادًا إلى الفيديو الذي يظهر فيه ابنه ملتحيًا، ومن خلفه مجنزرة عسكرية، بحالته الصحية والنفسية، قائلًا إنه بدا في حالة ارتباك واضحة. أضاف: "كل ما قاله بعيد كل البعد عن شخصية محمد، ما شاهدته هو شخص مرتبك أو حتى مخمور أو تحت تأثير مخدر، أعتقد أنه لا يتصرف بإرادته، فقد بدا غير متزن".
ولفت الضلاعين، الذي أكد أن المتحدث في الفيديو هو ابنه، إلى أن الحديث الذي لم يظهر في نهاية الشريط وبدا فيه نجله متبسمًا، مشككًا بحقيقة تنفيذه لعملية التفجير، حيث لم يظهر ابنه فيها، وقال: "ربما يكون أيضًا لا يزال على قيد الحياة".
وبرر داعش في الشريط المصور، "انخراط الضلاعين الابن في صفوف تنظيم الدولة ردًا على انخراط الأردن في التحالف العسكري الدولي لمحاربة داعش، حيث عرض الشريط صورًا عن مقتل الطيار الكساسبة. وفي هذا السياق، عبّر النائب عن استغرابه من ربط الحادثتين، قائلًا إن محمد ابنه كان قد استنكر حادثة قتل الكساسبة، حيث تواجد في البلاد حينها.
&
الأب يحارب داعش
وأكد الضلاعين أنه "أسهم في إعادة شابة أردنية تنتمي إلى محافظة الكرك من تركيا الشهر الماضي، كانت قد انخرطت مع تنظيم "داعش" في حادثة هي الأولى من نوعها."
وفي هذا السياق، كشف الضلاعين عن تبنيه حملة تنويرية لتحذير الأردنيين الشبان من الانجرار إلى التنظيم، حيث لفت إلى أن "فتاة أردنية تمت إعادتها أيضًا قبل أيام قليلة من المطار في إسطنبول، بعد تدخل نائب رئيس وزراء سابق من عائلتها وإعادتها إلى البلاد من دون الإعلان عن ذلك رسميًا وبجهود دبلوماسية رفيعة أردنية".
لم تعلق الحكومة الأردنية على حادثة الضلاعين، التي وقعت في مطلع أكتوبر/ تشرين الأول السابق، فيما أكد مصدر حكومي أن "بلاده لا تعلق على هذا النوع من الأعمال الإرهابية". وقال المصدر بشكل مقتضب للموقع: "لا نعلق على هؤلاء، هم إرهابيون قتلة، لا نعلق على إجرامهم".
وكان الضلاعين الابن قد أرسل إلى عائلته في 17 حزيران/ يونيو من العام الحالي خبر توجّهه عبر تركيا للالتحاق بأحد التنظيمات "الجهادية" من أوكرانيا، التي كان يدرس فيها الطب.
&
التعليقات