بعد التقدم الذي حققته الاحد الماضي في الانتخابات المحلية في فرنسا، تسعى الجبهة الوطنية وزعيمتها مارين لوبن الى تعزيز هذا الفوز والاستفادة بشكل خاص من قرار الحزب الاشتراكي بسحب مرشحيه في المناطق التي حققت فيها الجبهة نصرًا انتخابيًا.
&
بعد الصدمة التي اصابت جميع الاوساط السياسية في فرنسا مع الاعلان عن تقدم اليمين المتطرف الممثل بالجبهة الوطنية بزعامة مارين لوبن، تريد الجبهة ان تعزز من مكانتها، وأن ترسخ أقدامها في الارض بشكل اعمق تهيؤًا للجولة الثانية من الانتخابات الاحد المقبل.&
&
ولاحظت صحيفة ليز ايكو أن الجبهة وزعيمتها تركزان على نقطتين اساسيتين هما الاوضاع الاقتصادية في البلاد ثم مسألة الهوية الفرنسية، علمًا ان هاتين النقطتين اضافة الى عوامل اخرى كانت وراء تراجع الاحزاب السياسية التاريخية وتقدم حزب يعتبر حديث العهد، ولم يسبق له ان تسلم دفة الحكم على الاطلاق.
&
وطنية اقتصادية
&
تركز مارين لوبن حاليًا في الايام التي تفصل بين الجولتين على ما تسميه بـ"الوطنية الاقتصادية"، وعلى "الخدمات العامة"، ثم على ما تدعوه بـ"المناطق المنسية" وعلى اغلاق الحدود أمام "مد اللاجئين".&
&
وتراهن الجبهة على الاستفادة مما أفرزته الجولة الاولى، والذي عكس رفض الناخبين الاحزاب الحكومية التقليدية ورغبتهم في التغيير، لاسيما اولئك الذين يشعرون بخيبة امل بعد شعار "القطيعة" مع الماضي الذي رفعه نيكولا ساركوزي، ثم "التغيير الآن" الذي رفعه فرانسوا هولاند.
&
"نحن أحرار"&
&
منذ مساء الاحد الماضي، فسرت مارين لوبن فوزها بكونه يمثل "رغبة واضحة في ايجاد بديل" وطرحت حزبها على انه الوحيد "القادر على تحقيق تغيير حقيقي"، والوحيد الذي "يمثل التصويت له امرًا مجديًا".&
&
وأكدت لوبن في عدد من المرات بالقول: "يجب ان يدرك الجميع ان التغيير لن يتحقق إلا بتغيير الاشخاص (....) ولذا ادعو جميع الناخبين الى ان يديروا ظهورهم للطبقة السياسية التي تخدعهم".
&
مع ذلك، فإن انسحاب قوائم يسارية من المناطق التي يمكن للجبهة الوطنية ان تحقق فوزًا فيها قد يعقد الامر بالنسبة لها، ولكن هذا الانسحاب سمح للجبهة بأن تعرض نفسها على انها هي الوحيدة التي تمثل "الجديد" مقارنة بالطبقة السياسية التي وصفتها ماريون ماريشال لوبن بالقول إنها "العالم القديم" الذي "ينهار" حاليًا.
&
"لا يجرؤون على التصويت"
&
اتهمت مارين لوبين الطبقة السياسية بالتخلي عن الاهتمام بمشاكل الفرنسيين، وهاجمت السياسيين الذين قالت إنهم يحاولون "التمسك بالسلطة بأي ثمن كان".
&
واتهم فلوريان فيليبو من الجبهة الوطنية الاشتراكي مانويل فالس بالاهتمام بتفاهات الامور بدلاً من الاهتمام بالحرب ضد "المد الاسلامي"، واشارت مارين لوبين الى اليسار قائلة إنه "يتخلى" عن ناخبيه، ولكنها أضافت بالقول إن هؤلاء الناخبين "احرار وناضجون وراشدون" لعلمها بأن هناك نوعًا من السخط داخل صفوف اليسار.
&
ولاحظت صحيفة ليز ايكو ان هناك بعض العوائق&لا تزال تقف امام حزب لوبن في الجولة الثانية، ومنها عدم قدرتها على التحالف مع الاحزاب الاخرى رغم انها تحاول ان تحول هذا العائق الى وسيلة للنجاح مع دعوتها الناخبين الى اختيار "الجديد"، حسب قولها في مقابلة صحفية.
&
أما في ما يتعلق بالشكوك في قدرتها على ادارة شؤون البلاد، فترد لوبن دائمًا بالاعلان مجددًا عن ارقام الاحد الماضي مع التأكيد ان مؤيديها يمثلون لا اقل من 50 بالمائة في المناطق التي حققت فيها تقدماً.
&
وأكثر ما يثير غضب مناوئيها هو انها تستخدم شعارات شبه تجارية وتسويقية في خطاباتها، إذ قالت في احدى المرات موجهة الحديث الى الناخبين، "إن تجربوا الجبهة الوطنية يعني ان تتبنوهاا!" أما الغضب فينبع من حقيقة ان هذا الشعار يسطح محاولة العديد من الفرنسيين تجربة شيء آخر غير الاحزاب التقليدية، اليمينية منها واليسارية.