&أكد بعض المعارضين السوريين بأن مؤتمر الرياض قد يُشكل بداية الخلاص للشعب السوري، لا سيّما في ظل الثقة الكبيرة بالدور الذي تقوم به المملكة العربية السعودية، مشيرين إلى رفضهم الكامل لأي تعاون مع النظام تحت أي من المُسميات المطروحة.&

&
بهية مارديني: اجتمعت المعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري في الرياض الأربعاء والخميس بغية التوافق حول مبادئ الحل السياسي وتشكيل وفد للمشاركة في مفاوضات مع النظام في يناير المقبل.
&
واعتبرت الفصائل العسكرية المعارضة أنه لابد من اسقاط بشار الأسد وكافة أركان نظامه وتقديمهم للمحاكمة العادلة، وتفكيك أجهزة النظام الاستخباراتية والعسكرية، بالإضافة إلى بناء أجهزة أمنية وعسكرية على أسس وطنية، وأخيرًا إخراج القوة الأجنبية والطائفية والإرهابية من سوريا، وهي تلك الممثلة بالحرس الثوري الايراني، وميليشيا حزب الله، وميليشيا أبي الفضل العباس، وداعش.
&
ثقة بالسعودية
&
عبد الجبار العكيدي، القيادي العسكري البارز قال لـ"إيلاف" إن غالبية فصائل الجيش الحر مشاركة في مؤتمر الرياض ولكن بتمثيل قليل، وأضاف: "أن ممثلي الفصائل دُعوا بشكل مستقل وليس تحت مظلة الائتلاف &الوطني السوري المعارض، ولكن ممكن أن يكونوا كتلة حرجة صلبة مع كل الوطنيين من الائتلاف والمستقلين وبعض المشاركين".
&
واعتبر أن الدافع لحضور مؤتمر الرياض هو "وطني ومن منطلق الثقة بالاشقاء السعوديين وتفويت الفرصة على المتسلقين الذين يدعون تمثيل الثورة والمعارضة وهم اقرب للنظام"، مؤكدًا بأن "المؤتمر مفصل مهم في الثورة السورية"، وعبّر عن أمله "ان يحقق نتائج تخفف من معاناة الشعب السوري مع التمسك بثوابت الثورة والمبادئ الخمسة التي طرحها المجلس الاسلامي السوري ووقعت عليها غالبية الفعاليات الثورية السياسية والعسكرية والدينية والاجتماعية".
&
وعن موضوع التعاون مع النظام السوري في قتال داعش، رأى أن ذلك "مستحيل أن يحصل، ومن سيقوم بذلك هو خائن للثورة ولدماء الشهداء، نحن لا يمكن ان نكون مع نظام مجرم قاتل في خندق واحد مهما كانت الظروف والاسباب، والنظام وداعش هما في خندق واحد وبينهما توافقات كبيرة وتبادل للمنافع وتبادل تجاري واقتصادي وحتى تعاون عسكري".
&
وأوضح أنه "لا يوجد أي ضغط عربي - اقليمي على الفصائل للمشاركة في مفاوضات مع النظام، لانهم يعرفون موقفنا من النظام وتمسكنا بمقررات جنيف وقرارات مجلس الامن ذات الصلة، والتي تقضي برحيل المجرم بشار الاسد واركان النظام وتقديمهم الى المحاكم العادلة، وتشكيل هيئة حكم انتقالي، ليس للاسد واركان حكمه دور في أي مرحلة من مراحلها".
&
وحول نبض الناس في المناطق المحررة &من مؤتمر الرياض، قال "إن المواطنين في المناطق المحررة يأملون خيراً من مؤتمر الرياض، وان يكون خطوة مهمة للخلاص من النظام المجرم وتوقف القصف والتدمير وانسحاب كل الميليشيات والدول التي استجلبها الى بلدنا لتستبيح حرماتنا وتدنس ارضنا"، مُعبرًا عن أمله في "ان يكون هذا المؤتمر فاصلاً في مسيرة الثورة، ونقطة تحوّل مهمة تفضي الى اسقاط هذا النظام المجرم وتوقف القتل".&
&
الا أن آراء ومواقف الكتل السياسية تباينت حول الحل السياسي، ابتداء من الائتلاف السوري وصولاً إلى هيئة التنسيق الوطنية ومؤتمر القاهرة وتيار التغيير الوطني وتيار بناء الدولة من دور الأسد ومستقبله في المرحلة الانتقالية المقبلة وأجهزة الأمن والجيش بين التفكيك وإعادة الإصلاح والتمثيل في جنيف 3 وهوية الطرف الذي سيلعب الدور التفاوضي في وفد المعارضة كجسم &سياسي بديل، بينما اتفقوا على أغلب محاور الحل السياسي والشكل التفاوضي والمدة الزمنية وهيئة الحكم الانتقالية ودور الأمم المتحدة.
&
مؤتمر الرياض
&
من جانبه، قال القيادي السوري الكردي صلاح بدر الدين في تصريح لـ"إيلاف"، إن الفصائل العسكرية المشاركة "لم تعلن عن حضورها ببيانات خاصة بكل فصيل، وكان ما علمناه من وسائل الاعلام ومن تصريحات بعض المعارضين في اشارات الى حضور ممثلين عن التوجه الاسلامي".
&
وتوقع أن &بعض تشكيلات الجيش الحر، أو ما ظلت منها متماسكة حتى الآن، ليس هناك من يمثلها في المؤتمر، وكذلك الضباط المرموقون من أوائل الذين انحازوا الى صفوف الشعب وعززوا الانتفاضة الثورية وحولوها بالتلاحم مع الحراك المدني الثوري الى ثورة في معظم المناطق السورية، ليس هناك في المؤتمر من يمثلهم.
&
ونفى أن تشارك الفصائل "تحت مظلة الائتلاف لأنها ليست تحت قيادة الائتلاف ولا تعترف به كممثل لها، وهي شاركت كأطراف مستقلة"، وتمنى أن نلمس أنها متفقة بين بعضها البعض وأن تقدم رؤية مشتركة للمؤتمر، مؤكدًا بأن "لها دوافع وطنية والحرص على استمرارية وجودها وعدم توقف الدعم لها"، ولكنه استدرك "لانريد الجزم غيابيًا حتى ينتهي المؤتمر والاطلاع على مواقفها بخصوص القضايا المطروحة".
&
وأوضح "أن مبادرة عقد مؤتمر الرياض جاءت تنفيذًا لقرارات فيينا 2 بشأن البدء بالحوار بين النظام والمعارضة والتوصل الى اتفاق لاعلان حكومة مشتركة على قاعدة بقاء النظام بمؤسساته ورموزه وليس اسقاطه كما تهدف اليه الثورة السورية"، مرجحًا ألا "تكون نتائج مؤتمر الرياض أعلى من سقف فيينا وسينتهي في ذلك الاطار بناء على ارادة دولية موحدة وتفاهم أميركا وروسيا".
&
التفاهم والحوار
&
وقال "لقد شاهدنا وتابعنا مئات المؤتمرات والاجتماعات خلال الأعوام الخمسة التي انعقدت، ولكنها لم تحقق أهداف الثورة ولم تنجح حتى في حماية المدنيين ووقف النزوح والهجرة كما فشلت في تعزيز مواقع الثورة وتوفير مستلزمات استمراريتها وانتصارها وقد كان ذلك كافيًا لأن تعترف قيادات المعارضة، وخصوصًا الائتلاف وقبله المجلس بالفشل والعجز أولا عن تمثيل الثورة وثانيًا عن تقديم الخدمات لها"، وأضاف: "أرى هناك في الواقع السوري المعارض الراهن، عدداً من الكيانات والتوجهات".
&
وصنّف بدر الدين القوى بأنها "قوى الثورة وفي القلب، منها الجيش الحر وبعض المجموعات الاسلامية التي ترفع شعار اسقاط النظام وهي حليفة حتى تحقيق ذلك، وهناك كيانات المعارضة وخاصة الائتلاف، هناك الكتلة الشعبية الثائرة من تنسيقيات الثورة والحراك الشبابي ومنظمات المجتمع المدني وشخصيات وطنية وفكرية مناضلة، وهي بمجموعها من بادرت الى الانتفاضة السلمية وتنظيم الاحتجاجات والمواجهات مع السلطة ودفعت الثمن غاليًا من الأرواح وتعرضت للمحاربة من النظام ومن الأحزاب التقليدية والمؤدلجة"، معتبرًا أن "المطلوب دوليًا هو قبول التفاهم والتحاور وكذلك قبول بقاء مؤسسات النظام وسلطته الأمنية والعسكرية".
&
وقال صلاح الدين أن دعوة "التعاون مع النظام ضد داعش هي دعوة روسية بالأساس وذريعة لشرعنة الأسد ونظامه، وقد يكون فخًا، خاصة اذا علمنا أن جبهة النصرة وداعش، اللذين نعتبرهما من صنيعة دمشق وطهران، يتحاوران الآن مع النظام ووكيله حزب الله اللبناني، ويتفقان معه علنًا في عرسال وحي الوعر بحمص، أليس ذلك اشارة جديدة على وجود لعبة ما سورية – ايرانية – روسية".
&
وثيقة موّحدة
&
كما رأى "ان اجتماع فيينا 2، الذي عبّر عن موقف جميع أعضاء هيئة الأمم المتحدة وأوروبا وأميركا وروسيا وايران وتركيا والجامعة العربية، وما صدر منه من قرارات سرية وعلنية كان بمثابة قرار إلغاء الثورة السورية ونحرها"، ولم يستبعد أن تكون العمليات الارهابية التي سبقت الاجتماع أو حصلت من بعده ما هي "إلا مخطط داعش لتعزيز شروط فيينا 2، خصوصًا حول انهاء الثورة".
&
وانتهى الى القول "قد يكون مؤتمر الرياض مفصليًا"، ولكنه أشار الى أن ما يحصل من تراجع ليس سببه الأشقاء والأصدقاء من العرب والأجانب، ولا تتحمل المملكة العربية السعودية المسؤولية في ذلك، بل أن العلة في المعارضات، وجزء من المسؤولية تتحمله قوى الثورة، لأنها لم تبادر الى عقد المؤتمر الوطني السوري الشامل لصياغة البرنامج المرحلي الانقاذي وانتخاب مجلس سياسي – عسكري لقيادة المرحلة ومواجهة التحديات واحتمالات الحرب والسلام".
&
هذا وتبنى قادة فصائل الثوار بعد اجتماع لهم وثيقة من خمسة مبادئ، هي: "إسقاط الأسد وكافة أركان نظامه، وتقديمهم للمحاكمة العادلة، وتفكيك أجهزة القمع الاستخباراتية والعسكرية، وبناء أجهزة أمنية وعسكرية على أسس وطنية نزيهة، مع المحافظة على مؤسسات الدولة الأخرى، بالإضافة إلى خروج القوة الأجنبية والطائفية والإرهابية من سوريا ممثلة بالحرس الثوري الايراني، وحزب الله، وميليشيا أبي الفضل العباس، وتنظيم داعش، الحفاظ على وحدة سوريا، ارضاً وشعباً، واستقلالها وسيادتها وهوية شعبها، ورفض المحاصصة السياسية والطائفية".
&