تمنّى سمير العيطة المعارض السوري في تصريحات لـ"إيلاف" لمن سيحضر مؤتمر الرياض "النجاح في مسعاهم". وقال "هم في النهاية سوريّون، ومهمّتهم ليست سهلة بالتأكيد، فهم إمّا أن يأخذوا بذهنيّة ما تمّت صياغته في اجتماع فيينّا، التي تتناقض مع ما طرحته غالبيّتهم لمدّة طويلة، أو ان&يرفضوها فنعود إلى الدوّامة العقيمة".


بهية مارديني: رأى العيطة أن "عليهم أيضًا أن يضعوا وقف الحرب والتوجّه نحو مكافحة التطرّف والإرهاب كأولويّة". لكنه اعتبر أن قائمة المدعوين إلى مؤتمر الرياض "أتت من ترشيحات وتدخلات دولٍ إقليميّة ودوليّة، وخلقت مشاكل، وخضعت لفيتوهات".

بقايا أحزاب
وأشار إلى أنه كان يمكن تجنب ذلك، و"أن يأخذ في الاعتبار آليّات ناجحة، مثل تلك التي عرفها مؤتمر المعارضة التوافقي الوحيد في القاهرة عام 2012". وقال "ليس واضحًا في السياق الحالي كيف سيتمّ إنتاج نصّ في فترة مؤتمر ستكون بالضرورة قصيرة؟". "ثمّ استطرد قائلًا "إنّ نتائج هذا المؤتمر، حسب الآليّة التي تمّ تنظيمه بها، ليست ملزمةً لكثيرين من المعارضة السوريّة". وأضاف "أنا شخصيًّا لم تتمّ دعوتي من قبل السعوديّة".

المحامي محمود مرعي رئيس هيئة العمل الوطني، الذي يعيش داخل دمشق، قال لـ"إيلاف" إن المدعوين إلى الرياض" لايمثلون كل أطياف المعارضة". واعتبر أن هيئة التنسيق المشاركة في مؤتمر الرياض "هي فصيل من فصائل المعارضة الداخلية، خاصة بعد انسحاب معظم القيادات، ولم يبقَ منها إلا بقايا أحزاب". وعبّر عن أسفه لأن مؤتمر الرياض للمعارضة "استثنى بعض الأطياف من المعارضة السورية".

رؤية مشوشة
من جانبه، قال ماجد حبو الناطق لتجمع عهد الكرامة والحقوق لـ"إيلاف"، إنه بالنسبة إلى مؤتمر الرياض "لا يزال الارتباك سيد الموقف، والصورة العامة غير واضحة المعالم من جهة الأطراف المدعوة، سياسية أم عسكرية، والأجندات المطروحة عليه. ثمه أطراف مدعوة بصفتها الاعتبارية السياسية واُخرى بصفتها الشخصية، إضافة إلى المرجعيات "الشرعية التي يفرضها البعض".

واعتبر أن "المشاركة من عدمها تتحدد وفقًا للمشروع السياسي والأجندات المفترضة، وهو مازال غير واضح المعالم، وخصوصًا لدى الدولة الراعية، كما لدى الأطراف السورية المشاركة".

وفي ما يتعلق بتوسيع قوائم& المشاركين في المؤتمر، أجاب "الأمر المطلوب نوعي، وليس كميًا"، مع تأكيده على "دعم أية مبادرة سورية تدفع باتجاه الحل السياسي للأزمة السورية بشقيها: 1- التغيير الديمقراطي الشامل . 2 - محاربة الاٍرهاب".

وحول علاقة التجمع مع الأحزاب المختلفة، قال: "هي علاقة تتحدد بالموقف من الحل السياسي والانتقال الديمقراطي ومحاربة الاٍرهاب، بل وأكثر من ذلك، بسياسية المحاور الحاضرة اليوم بقوة في الأرض السورية، والفصل الخاص ما بين الداخل والخارج هو أمر وهمي وغير واقعي باستثناء بعض الأطراف الخارجية، بل وحتى الداخلية".

"التنسيق" منحازة
ورأى أن هيئة التنسيق المشاركة في اجتماع الرياض، والتي انسحب منها حبّو "لا تقف على مسافة من الجميع!!، بل هي فاقدة للموقف المتجذر في ما كانت تدعو إليه في أدبياتها وبياناتها المؤسسة، وهو ما يفسر التذبذب وعدم الوضوح في مروحة مواقفها وتحالفاتها المتناقضة "من ورقة تفاهم مع جبهة التحرير والتغيير إلى ورقة تفاهم مع الائتلاف".

أما ردًا على سؤال يتعلق بإمكانية إشارة بيان مؤتمر الرياض إلى إسقاط النظام، فقال: "هذا مدعاة للتساؤل بشكل أكبر". وحسب قوله، فإن "الخارجية السعودية لم تحسم أمرها إلى حين الساعة من الحل السياسي كحل للأزمة، بل تتعامل معه بطريقة براغماتية نفعية، والبديل الأساسي والجاهز والمعمول به حتى الساعة هو الحل العسكري، الذي يجب القطع معه، وبشكل نهائي، لا يقبل اللبس".

وحول اجتماع رميلان داخل سوريا أو اجتماع "جبهة سورية الديمقراطية"، الذي يشارك فيه، وهو عضو في لجنته التحضيرية، والذي يتزامن مع اجتماع الرياض، فقال إنه "مشروع وطني ديمقراطي يتم العمل عليه منذ أكثر من شهرين بشكل مباشر، والبداية كانت مع مؤتمر القاهرة الأخير، الذي ولد مشلولًا تنظيميًا لغياب الرغبة لدى "هيئة التنسيق والائتلاف الذين شاركوا فيه"، وهو يأتي استجابة لتعويض النقص الحاصل في الساحة السياسية السورية من الصوت الوطني الديمقراطي المستقل وغير الخاضع لأجندات إقليمية أو دولية، وبالتالي فهو ليس في مواجهة أحد أو بالتضاد مع أية مبادرات أو مؤتمرات متزامنة".

سوري بامتياز
أضاف أن "مؤتمر رميلان ليس شراكة مع طرف محدد بعينه (الأكراد)، بل مؤتمر سوري بامتياز، يضم كل القوى والأحزاب والتجمعات والشخصيات الوطنية الديمقراطية، التي تجد في: أولًا إسقاط الديكتاتورية والتغيير الديمقراطي الشامل ضرورة ومهمة أساسية. وثانيًا محاربة الإرهاب وفق أجندة وطنية سورية. وأوضح أن التوقيت الحاصل اليوم بتزامن مؤتمر الرياض مع اجتماع رميلان "هو نتيجة للتغيّرات الحاصلة في توقيت مؤتمر الرياض، وليس العكس".

هذا وتعتزم قوات سوريا الديمقراطية عقد مؤتمرها الأول داخل سوريا منذ بداية الثورة السورية في مدينة الرميلان في ريف الحسكة، والتي يسيطر عليها حزب (الاتحاد الديمقراطي PYD)، وقال موقع كردي إن الاجتماع برعاية روسية إيرانية، وبموافقة أميركية.

وحصلت "إيلاف" على أوراق اجتماع الرميلان كاملة، ونشرتها في خبر سابق&،&فيما أكد موقع (كردستريت) أن الاجتماع ستحضره شخصيات سورية من الداخل والخارج، بعضهم بصفة شخصية، والآخر بصفة اعتبارية كممثلين عن الأحزاب والمنظمات في الداخل السوري، إضافة إلى ممثلين عن الأحزاب الشيوعية والقومية، وجبهة التغيير وهيئة التنسيق الوطنية وأحزاب الإدارة الذاتية وقمح وعدالة وممثلين عن الفصائل العسكرية المنضوية تحت اسم قوات سوريا الديمقراطية، ومنها: وحدات حماية الشعب وحدات حماية المرأة وقوات الصناديد وجبهة ثوار الرقة وجيش الثوار وبركان الفرات.

غير ممثل
ووسط الحديث عن عدم وصول الدعوة لمؤتمر الرياض إلى صالح مسلم الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي، هاجمه مسلم قائلًا إن "اجتماع الرياض لن يخدم مكونات الشعب السوري، ولن يخرج بأية نتائج جذرية لحل النزاع الدائر في سوريا، وإن مصيره مصير اجتماعات جنيف والاجتماعات الأخرى، نظرًا إلى عدم مشاركة كل مكونات وقوى المعارضة الحقيقية في سوريا"، كما هاجمته منسقية "الإدارة الذاتية" في المناطق الكردية في بيان، معتبرة أنه "لن يستطيع أحد مهما كان أن يفرض عليهم أي قرار أو توجّه لم يشاركوا فيه".

إلى ذلك قال منذر خدام القيادي في هيئة التنسيق الوطنية إنه عند تشكيل وفد الهيئة إلى مؤتمر الرياض كان السيد صالح مسلم نائب رئيس وفد الهيئة إلى الرياض، ثم قيل إن صالح سوف ُيدعى كشخصية مستقلة، فلا داعي لترشيحه ضمن وفد الهيئة. واعتبر أن "الهيئة قد تعرّضت لخداع ما". وعبّر عن أسفه لأن "لا يكون صالح ضمن وفد الهيئة، وألا يكون الأكراد ممثلين بما يتناسب مع ثقلهم، وخصوصًا قوات حماية الشعب، وجيش سورية الديمقراطي". وقال أخيرًا "أعتقد أن الهيئة تتحمل بعض المسؤولية".

&