أكد مسؤولون اميركيون يوم الثلاثاء أن إيران اجرت تجارب على صاروخ بالستي آخر قادر على حمل رؤوس نووية، وهو ما يمثل انتهاكًا لاثنين من قرارات مجلس الأمن الدولي التابع للامم المتحدة.&


انها المرة الثانية التي تجري فيها إيران تجارب على صواريخ بالستية منذ توقيعها الاتفاق النووي مع دول 5+1 في تموز/يوليو الماضي، واسم الصاروخ هو غدير-110.&
&
تخالف هذه التجارب إيضًا قرار مجلس الامن المرقم 2231 الذي يعبر عن دعمه الاتفاق النووي مع إيران ويحل محل قرارين سابقين تمثل هذه التجارب انتهاكًا لهما.&
&
وينص القرار 2231 على ألا تقوم ايران بأي نشاط على صعيد الصواريخ البالستية المصممة لحمل رؤوس نووية لمدة ثماني سنوات، ويشمل ذلك عمليات اطلاق تتعلق بتكنولوجيا صواريخ بالستية.&
&
وكانت ايران قد أصرت على أنها لن توافق على أي قيود تفرض على برنامج صواريخها البالستية، وقال رئيس البلاد حسن روحاني إن ايران لن تطلب الاذن ولن تمتثل لأي قرار يتعلق بتطوير اسلحة.&
&
قلق اميركي
&
وقالت مندوبة الولايات المتحدة في الامم المتحدة سامانتا باور في ت1/اكتوبر الماضي، إن تجارب ايران على الصواريخ البالستية تمثل انتهاكًا لقرارات مجلس الامن الدولي، وعبرت عن قلق بلادها العميق ازاء ذلك. ودعت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا لجنة العقوبات الخاصة بإيران في مجلس الامن الدولي الى اتخاذ موقف ردًا على هذه التجارب، ولكن لم يحدث أي شيء حتى الآن.
&
تصعيد العدائية
&
وعلى الرغم من توقعات بأن يؤدي الاتفاق النووي منذ التوصل اليه إلى الحد من نشاطات ايران، زادت الاخيرة من عدائيتها ومن نشاطاتها الهادفة الى خلخلة الاستقرار في المنطقة.&
&
فإضافة الى تجربتين لصواريخ بالستية، اعتقل النظام الإيراني شخصين اميركيين، وشنق مواطنًا اميركيًا، واصدر حكمًا على مواطن آخر بناءً على تهم باطلة، كما يشن هجمات قرصنة إلكترونية على مواقع وزارة الخارجية الاميركية وينظم مظاهرات مناوئة للاميركيين وينتهك قرارات حظر السفر الدولي ويصدر اسلحة لسوريا واليمن في انتهاك لحظر الاسلحة المفروض على ايران.&
&
إيران صعدت أيضًا من تدخلها في سوريا من خلال ارسال آلاف القوات الإيرانية لمساعدة نظام بشار الاسد، الذي يواصل استخدام الاسلحة الكيميائية ويقصف شعبه بشكل عشوائي.&
&
مشاريع قرارات أميركية
&
وكان اعضاء مجلس الشيوخ مارك كيرك وجو مانتشن وماركو روبيو قد قدموا مشروع قرار "لتأكيد دعم الكونغرس لمواصلة العقوبات التي تفرضها الدولة الاميركية والحكومات المحلية في الولايات المتحدة على ايران لرعايتها الارهاب، وانتهاك حقوق الانسان وتصرفات أخرى غير شرعية".&
&
وتم ايضا طرح مشروع قرار آخر رعاه النواب بيتر روسكام وبراد شيرمان ومايك بومبيو وتيد دويتش ولي زلدن ودان ليبنسكي.&
&
وقال روسكان في بيان: "يدعو الاتفاق الموقع مع ايران بشكل خاص الى رفع العقوبات المرتبطة بالبرنامج النووي مع الابقاء على العقوبات المتعلقة برعاية طهران الارهاب وبسجلها الفاضح في مجال حقوق الانسان. ولا تناقض العقوبات التي اتخذت على مستوى الدولة الاميركية بموجب قرار رعاه الحزبان وتحول الى قانون في عام 2010 ويستهدف نشاطات ايران غير القانونية التي لا علاقة بها بالنشاطات النووية، لا تناقض بأي شكل من الاشكال الاتفاق الذي تم التوصل اليه بين ايران ودول 5+1 هذا العام. مع ذلك، علينا اتخاذ اجراءات احترازية لضمان عدم استخدام الاموال الاميركية في تمويل الارهاب والبشاعات التي تمارس ضد الشعب الايراني". &
&
الوكالة الدولية
&
ورغم ما جاء في تقرير حديث للوكالة الدولية للطاقة الذرية عن أن ايران كذبت بشأن برنامجها النووي وانها كانت تعمل على تكنولوجيا قنبلة نووية حتى عام 2009، فإن الولايات المتحدة واعضاء آخرين في مجموعة الدول الكبرى يوصون بأن تعلن الوكالة بأن التحقيق في نشاطات ايران النووية قد انتهى.
&
وسيسمح إغلاق ملف ايران النووي الخاص بالفترة السابقة بتطبيق الاتفاق النووي، ويعني ذلك رفع العقوبات رغم خداع النظام السابق ومماطلته الحالية. وفي المقابل، سيجعل هذا الاغلاق أي تحقق من امتثال ايران للاتفاق اصعب بكثير، وذلك لعدد من الاسباب.
&
اسباب
&
من اجل التحقق من انتهاكات نووية مستقبلية من جانب ايران بعد تنفيذ الاتفاق سيكون على الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تتبع بنود خطة العمل المشتركة والشاملة التي تسمح لايران بمنع المحققين الدوليين من الدخول الى مواقع مشكوك بها لمدة 24 يومًا أو اكثر، وهو ما يمنح ايران الوقت الكافي لازالة الادلة ويجعل من المستحيل تقريبًا على الوكالة ان تعرف إن كانت هناك نشاطات غير مشروعة.&
&
هذا هو الانموذج نفسه الذي نفذه النظام في موقع بارشين العسكري، والذي قال مسؤولو&مخابرات اميركيون إنه تم تنظيفه قبل بدء اعمال التفتيش الدولية.
&
ووفقًا لتقرير نشره معهد العلوم والامن الدولي عن الموقع "أثرت نشاطات تنظيف مكثفة منذ عام 2012 وبشكل كبير على قدرة الوكالة على التوصل الى نتائج خاصة مع عدم إجراء تحقيقات اعمق عمّا كان يحدث هناك".&
&
موقف الوكالة سيضعف
&
اضف الى ذلك أن موقف الوكالة سيضعف كثيرًا اذا ما تم تنفيذ الاتفاق قبل ان تجيب ايران بشكل كامل على كل اسئلتها.&
&
يذكر ان صحيفة نيويورك تايمز تساءلت يوم الجمعة عمّا اذا كان بامكان ايران الامتناع عن الاجابة على اسئلة تتعلق بنشاطات سابقة، وهل ستكون اكثر عنادًا في تعاملها مع المفتشين عندما يحاولون السعي لتعزيز الاتفاق النووي.&
&
ونقلت الصحيفة ايضًا عن مسؤول في الوكالة أن الاتفاق النووي خلق سابقة بائسة للمستقبل، وأن الوكالة لن تكون لها أية وسيلة لإجبار الدول على وقف نشاطات نووية.&
&
إذن، واضافة الى تحدي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وحسب ما ذكرت تقارير نشرت الاثنين قامت ايران مرة اخرى بإطلاق صاروخ بالستي في انتهاك للعديد من قرارات الامم المتحدة.&
&