دعا المشاركون في اجتماع صندوق ووقفية القدس إلى ضرورة توحيد الجهود والصناديق المانحة لدعم صمود سكان مدينة القدس، وتمكينهم من الوقوف في وجه المخططات الإسرائيلية، التي تهدف إلى تهويدها، وإفراغها من سكانها الأصليين.
نصر المجالي: في اجتماع الصندوق في العاصمة الأردنية عمّان يوم الجمعة أثنى المشاركون على الجهود التي يبذلها الأردن بتوجيه مباشر من الملك عبدالله الثاني في التصدي لكل المؤامرات الإسرائيلية والدفاع عن القدس في كل المنابر الدولية، ودعم وتعزيز ومساندة أهل القدس وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية.
وأشاد الأمير تركي الفيصل بدور الأردن في الدفاع عن القدس وكل ما يتعلق بها والدفاع عن القضية الفلسطينية والأماكن الإسلامية والمسيحية المقدسة. ونقلت وكالة الأنباء الأردنية عن الأمير تركي تأكيده ضرورة توحيد الجهود الإسلامية والمسيحية للدفاع عن المقدسات في فلسطين، مبيّنًا أنها مسؤولية مشتركة لتقديم المساعدة إلى أهل القدس الذين ظلموا وواجهوا مخططات التهويد التي تتزايد وتتوسع كل يوم.
رفع القهر
وعبّر الشيخ محمد بن أحمد بن جاسم آل ثاني عن سعادته بدعم وتعزيز صمود الأهل في القدس، وتقديم كل أشكال المساعدة إليهم، من أجل رفع الظلم والقهر الذي يتعرّضون له من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
أضاف أن علينا أن نتجاوز الأقوال إلى الأفعال على أرض الواقع للمشاركة في الجهد العربي والإسلامي في تعزيز وصمود الأهل في القدس خاصة، والأهل في فلسطين عامة.
وأكد رئيس مجلس إدارة صندوق ووقفية القدس منيب المصري ضرورة تنمية ودعم صمود القدس وتوحيد الطاقات والمال والجهود للنهوض بكل القطاعات في القدس والعمل على حماية المدينة المقدسة، والنهوض بمقدراتها، لتكون درة التاج الفلسطيني وعاصمة أبدية للدولة الفلسطينية.
وأشار إلى أن القدس تتعرّض إلى هجمة شرسة ظالمة خلال استمرار العدوان الإسرائيلي عليها وتوسعه الاستيطاني ومصادرة الأراضي وعزل المدينة المقدسة عن الأراضي الفلسطينية وتغيير واقعها الديموغرافي والعمل على تهويدها والتوسع الاستيطاني ومضايقة المقدسيين والتنكيل بهم والعمل على تدمير بنيتهم الاجتماعية والاقتصادية.
قمة عربية
وقال رئيس مجلس الأعيان السابق الدكتور عبد الرؤوف الروابدة، الذي حضر جانبًا من الاجتماع، إن القدس التي كانت على الدوام في ضمير كل عربي، تسكن ضميرنا وعقلنا في الأردن.
وأضاف أنه أصبح من الضرورة الملحّة عقد اجتماع عربي على مستوى القادة العرب لبحث قضية القدس من أجل دعمها والدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها. وشدد رئيس وزراء الأردن السابق طاهر المصري خلال الاجتماع على ضرورة تحويل القول إلى فعل على أرض الواقع، وتمكين أهل القدس من الصمود، مشيدًا بأهداف صندوق ووقفية القدس، التي من شأنها تحويل البرامج إلى مشاريع على أرض الواقع، وأكد أهمية دعم صمود الأهل في القدس لأنهم السلاح والوسيلة في تحرير الأرض والإنسان.
تثبيت الإنسان الفلسطيني
من جهته، أشاد وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور هايل عبد الحفيظ الداوود بجهود وقفية القدس، التي ستنفذ برامج عملية، مبينًا أن هذه الجهود التي تتضافر لتثبيت الإنسان الفلسطيني في القدس في غاية الأهمية لتقدم إليه المشاريع الاستثمارية لتثبيته، مشيرًا إلى أن الإنسان المقدسي من أفقر الشرائح الفلسطينية، وهذا جزء من المخطط الإسرائيلي لتصبح القدس طاردة لأهلها مبديًا دعم الأردن لكل جهد يؤدي إلى الحفاظ على الأرض الطيبة ويساعد الإنسان المقدسي.
ولفت المدير التنفيذي للصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى المبارك الدكتور وصفي الكيلاني إلى أن القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية لدى الملك عبدالله الثاني خط أحمر، وأن المسجد الأقصى لا يقبل مفهوم الشراكة والتقسيم.
المسجد والكنيسة
وأشار إلى الجهود التنسيقية التكاملية بين المسجد والكنيسة، مبينًا أنه إذا تم الاعتداء على المسجد الأقصى/الحرم القدسي الشريف، يقف في وجه الاعتداء المسلمون والمسيحيون صفًا واحدًا، وإذا تعرّضت الكنيسة لأذى، تجد أن كل رجال الدين الإسلامي في المسجد يقفون إلى جانب إخوانهم المسيحيين، وأن ذلك يفوّت الفرصة على الاحتلال في سياسته في تفتيت الأدوار والتشكيك بالمفاهيم.
وقال رئيس الجامعة الأردنية عضو مجلس إدارة صندوق وقفية القدس الدكتور اخليف الطراونة إن إدارة الصندوق لديها برامج عملية رائدة لدعم المقدسات وصمود المقدسيين وإن البوصلة أعيدت باتجاه الإنسان والأرض والمؤسسات في القدس.
وأضاف أن الوقفية جاءت لتوحيد جميع جهود الصناديق الفلسطينية والعربية لتكون باتجاه القدس، متجاوزة كل الخلافات العربية والفلسطينية، لأن قضية الظلم على الإنسان المقدسي هي قضية إنسانية، لذا جاءت الوقفية للحفاظ على المؤسسات في القدس ضمن مشروع تنموي شامل.
تبرعات
وطالب صحافيون أردنيون الجهات المختصة في السعودية بتخصيص مبلغ من المال كتبرع من كل حاج أو معتمر على شكل ضريبة لدعم المقدسات في القدس، لتكون مشاركة عالمية، وكذلك أن يقوم المسيحيون بمثل ذلك، استجابة لما قاله المطران حنا عطالله "إن المسجد الأقصى وكنيسة القيامة توأمان".
وأكدوا أن الأردن يعتبر الجدار والسد المنيع ضد جميع المخططات الإسرائيلية، التي تستهدف القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وأن هذا الدور بحاجة إلى دعم ومساندة من قبل كل العرب والمسلمين، مبيّنين أن زيارة القدس ليس تطبيعًا، كما يعتقد البعض، بل هي بمثابة الدعم والمساندة لأهل القدس، وإن رفع أصوات مآذنها وقرع أجراس كنائسها له معان ودلالات جليلة.
وبيّن عضو مجلس إدارة الصندوق مستشار ديوان الرئاسة الفلسطينية لشؤون القدس أحمد الرويضي أن الصندوق يهدف إلى تشجيع الفلسطينيين والعرب أولًا في الاستثمار في المدينة المقدسة وريع الاستثمار يوقف لمصلحة الصندوق، حتى يكون هناك اكتفاء داخلي من المشاريع تجاه دعم أهلنا في القدس، خاصة في ظل الظروف الصعبة، وخصوصًا حصارها الاقتصادي وغيرها.
وقال إن الاجتماع ناقش مسألة التمكين القانوني للصندوق، ليكون واضحًا ومستمرًا في الفكرة والهدف، وتحديد العمل الإداري السليم وضمان آلية شفافة ونزيهة للتعامل مع احتياجات المقدسيين.
وقال رئيس جامعة القدس أمين سر صندوق ووقفية القدس الدكتور عماد أبو كشك إن مجلس إدارة الصندوق عزز بوجود شخصيات عربية متميزة مثل الأمير تركي والشيخ محمد بن أحمد بن جاسم آل ثاني، مشيرًا إلى أن مشاركتهما خطوة رائدة في العمل على المستوى العربي وتوحيد الجهود من أجل روية واحده تجاه القدس وإعادة البوصلة باتجاه القدس على المستوى التنموي والمالي وإعادة وضع القدس على خارطة اهتمام العالم العربي والإسلامي.
اتفاقية دعم
يشار إلى أن الصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة قد وقع اتفاقية في الأسبوع الماضي مع صندوق ووقفية القدس، أكدت ضرورة أن يكون أي دعم مالي باسم المسجد الأقصى/ الحرم القدسي الشريف وأوقاف وغايات خدمتها من داخل الأردن، وأن يتم من خلال الصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة، وأن أي دعم مالي يتم جمعه من قبل صندوق ووقفية القدس باسم المسجد الأقصى بشكل خاص وصريح أو لأهداف خدمتها أو باسم أوقاف القدس يتم إيداعه في حساب الصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى المبارك.
كما نصت الاتفاقية على أن أي دعم مالي يجمع باسم القدس بشكل عام من غير استثناء صريح للمسجد الأقصى يوزّع نصفه من خلال السلطات المعنية في دولة فلسطين أو التنسيق معها، وربعه يذهب إلى الصندوق الهاشمي لإنفاقه على المسجد الأقصى، وربع آخر يذهب إلى وكالة بيت مال القدس الشريف في المملكة المغربية.
&
التعليقات