يبقى أمل الكثير من اللبنانيين فك لغز اختفاء رجل الدين اللبناني موسى الصدر في العام 1978، وذلك بعد إصدار مذكرة توقيف وجاهية بحق ابن القذافي في لبنان لكتمه معلومات مهمة.


ريما زهار من بيروت: على مدى خمس ساعات، استجوب المحقق العدلي القاضي زاهر حمادة، أمس، هنيبعل القذّافي في قضية خطف الإمام موسى الصدر ورفيقيه، وبخلاصة الاستجواب، تحول أصغر أبناء الزعيم الليبي الراحل معمّر القذّافي من شاهد إلى مدّعى عليه، بعدما أدلى بمعطيات في شأن القضية، وأحاله المحقق العدلي على النيابة العامة التمييزية لإبداء رأيها، وفي ضوئها أصدر مذكرة توقيف وجاهية في حقه بجرم كتمان معلومات استنادًا إلى المادة 408 من قانون العقوبات. فهل يخدم توقيف ابن القذافي قضية الإمام موسى الصدر؟، وما هو موقف الرأي العام اللبناني من اعتقال ابن القذافي؟.

كشف السر
يعتبر النائب السابق إسماعيل سكرية في حديثه لـ"إيلاف" أن اللبنانيين جميعهم يأملون أن تنكشف أسرار هذا اللغز، بعد اختطاف الإمام موسى الصدر في العام 1978، بصرف النظر عن نتيجته كيف ستكون، كي لا يبقى الموضوع لغزًا مجهولاً، ومعرفة إذا ما كان الإمام حيًا أم لا، وما الذي حصل حينها، وهو موضوع يجب أن يكشف مع أسراره.

يضيف سكرية: "كل ما نعرفه أن الإمام الصدر اختفى في عهد القذافي، ولا نعرف إن كان هو من أخفاه أو قتله، ولا أحد يمكنه أن يجزم الأمر". عن السبب وراء اعتقال القذافي للإمام موسى الصدر، يعود سكرية بالذاكرة إلى العام 1978، ويقول "حينها يقال إنه حصل حوار بين الإمام الصدر والقذافي ذات طابع ديني اجتهادي وفكري، وليس حوارًا سياسيًا، والتفاصيل غير معروفة، لكن نوعية الحوار عرفت في ما بعد. وغير معروف الخلاف الذي حصل بين الإثنين خلال هذا الحوار.

الصدر حي
أما إذا وجد الإمام الصدر اليوم، فهل سيكون بصحة جيدة، نظرًا إلى سنّه، وإلى ما قد يكون قد تعرّض له؟، يجيب سكرية "ليس بالضرورة شخصية بمقام الإمام موسى الصدر أن يكون عذّب في سجون ليبيا".

شخصية عظيمة
ويعود سكرية بالذاكرة إلى المرات السابقة التي التقى فيها الإمام موسى الصدر قبل تغييبه، فيصفه بأنه كان شخصية مهمة وعظيمة ومفكراً كبيراً، وله حضوره الشخصي القوي، وكان يدعو إلى التوافق بين اللبنانيين، وجاذبيته كانت قوية، وثقافته جامعة، ولديه قدرة كبيرة على الحوار، ويختزن الكثير في شخصيته، وقد أُبعد عن لبنان ربما للدور التوافقي الكبير الذي كان سيلعبه، وكهامة كبيرة قد تلعب دورًا معينًا توافقيًا، وفي مقاومة إسرائيل، لأنه من أرسى هذه المقاومة، هذه العناوين الكبيرة التي كانت شخصيته تعبّر عنها، أدت إلى إرساء تقاطعات تخابراتية وعالمية مع القذافي اقتضت إلى إخفائه. أما التفاصيل فتبقى مجهولة، وقد يكشف عنها في فترة لاحقة مع توقيف ابن القذافي اليوم.

ماذا يقول الرأي العام اللبناني عن توقيف ابن القذافي؟. يعتبر نجيب خولي أن توقيف ابن القذافي قد يؤدي في نهاية المطاف إلى معرفة مصير الإمام موسى الصدر، ولن تبقى هذه القضية طيّ الكتمان، لأنه حتى لو كان صغيرًا عندما اعتقل الصدر، فإن ابن القذافي على يقين بما حصل، ومن المؤكد أنه مطلع في ما بعد على مجريات اعتقال الصدر.

ويبارك سليم حمزة خطوة توقيف ابن القذافي، ويعتبرها خطوة مباركة من أجل التوصل إلى معرفة مصير الإمام الصدر، رغم أن هذا الأخير قد كبر في السن اليوم، واحتمال أمل وجوده حيًا قد يكون ضئيلاً جدًا.

&