يدرس الاتحاد الأوربي خططا مثيرة للجدل بشأن تشكيل قوة لحراسة الحدود والسواحل في إطار جهود الاتحاد لاحتواء التدفق غير المسبوق للمهاجرين.
وتقترح المفوضية الأوروبية تشكيل قوة بصلاحيات أكبر من تلك التي تتمتع بها حاليا وكالة "فرونتكس" الحدودية التابعة للاتحاد الأوروبي.
لكن بعض الحكومات ترى أن هذه الصلاحيات تنتهك السيادة الوطنية.
وتقترح المفوضية أيضا إعادة توطين اللاجئين السوريين مباشرة من المخيمات الموجودة في تركيا في محاولة لمنع الرحلات البحرية الخطيرة للاجئين.
وتقول بولندا إنها ستعارض أي تحرك لإرسال قوات حرس حدود تابعة للاتحاد الأوروبي من دون الحصول على موافقة البلد المضيف.
وقال وزير الخارجية البولندي فيتولد فاشيكوفسكي إن مثل هذه الصلاحيات "تعني أنه سيكون هيكلا غير ديمقراطي، لا تسيطر عليه الدول الأعضاء".
لكنه قال إن تعزيز فرونتكس "أمر ضروري بكل ما تحمل الكلمة من معنى".
وتستعد وكالة فرونتكس، التي تتخذ من بولندا مقرا لها، لإرسال قوات حرس حدود إلى اليونان، التي وصل إليها ما يقرب من 800 ألف مهاجر عن طريق البحر هذا العام، معظمهم لاجؤون من سوريا والعراق وأفغانستان.
وتقول فرونتكس إن دورها هو المساعدة في فرض الرقابة على الحدود، لكن الضباط الذين تم نشرهم يعملون "تحت قيادة وسيطرة السلطات" في البلد المضيف.
وأصدرت فرونتكس بيانا قالت فيه إن نشر قوات في الجزر اليونانية القريبة من تركيا من شأنه أن يزيد عدد الدوريات البرية والبحرية، وهو ما يعني التعرف على المهاجرين بصورة أفضل وتسجيلهم بشكل صحيح.
وقال البيان إن حرس الحدود لم يعترضوا سوى واحدا فقط من بين كل خمسة أشخاص وصلوا إلى الشواطئ خلال هذا العام.
&
وأثارت مشاكل مراقبة الحدود اليونانية قلقا كبيرا في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي.
وعقب الهجمات الدامية التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني على يد مسلحين جهاديين تبين أن اثنين على الأقل من القتلة قد سافرا إلى الاتحاد الأوروبي عبر اليونان، بين حشود من المهاجرين.
وسوف تتصدر مراقبة الحدود والإرهاب جدول أعمال زعماء الاتحاد الأوروبي في بروكسل يوم الخميس المقبل.
وخلال الأسبوع الماضي، قال مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الهجرة ديميتريس افراموبولوس إن اقتراح تشكيل قوة حرس حدود تابعة للاتحاد الأوروبي "سيكون مشروعا طموحا. إنها مسألة ملحة".
وقال افراموبولوس إن القوة الجديدة لحرس الحدود ستضم نحو 1000 عنصر، وسيكون لديها تفويض للتدخل إذا أخفقت سلطات بلد ما في حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي.
وقوضت أزمة المهاجرين سلطة منطقة "شنغن"، التي ألغت القيود على السفر بين الدول الأعضاء البالغ عددها 26، لأن العديد من دول الاتحاد الأوروبي – ومنها ألمانيا والنمسا والمجر – أعادت فرض السيطرة على الحدود.
وينظر إلى تعزيز الأمن على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي على أنه وسيلة لضمان بقاء منطقة الشنغن.
&
التعليقات