& نصر المجالي: لقيت مبادرة المملكة العربية السعودية لتشكيل تحالف عسكري إسلامي لمحاربة الإرهاب اهتمام روسيا. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إننا نتناول محتوياتها والمكانة التي يجب أن تحتلها هذه المبادرة في مكافحة الإرهاب بالتحليل".

&
وأشار لافروف إلى "إمكانية أن تكون المبادرة السعودية نقطة انطلاق لعقد مؤتمر ترعاه الأمم المتحدة حول دور الديانات العالمية كافة في مكافحة الإرهاب".
&
وأضاف: "سنكون مستعدين لإجراء المحادثات بهذا الشأن مع أصدقائنا من مجلس التعاون لدول الخليج، ومع جميع أصدقائنا الذين يرون لهم مصلحة في دحر هذه الظاهرة الشريرة".
&
وشدد وزير الخارجية الروسي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البحريني خالد بن أحمد آل خليفة في موسكو يوم الأربعاء على أهمية البعد الأيديولوجي في عمل التحالف الجديد، وذلك من أجل الحيلولة دون تضليل الشباب عن طريق التلاعب بمبادئ الإسلام.
&
أمر مهم
&
وتابع لافروف قائلا: "إنني اعتبر ذلك أمرا مهما للغاية نظرا لدور السعودية ودور الملك سلمان شخصيا بصفته خادم الحرمين الشريفين".
&
وأعرب عن أمله في أن تساهم هذه المبادرة في توحيد جميع الدول الإسلامية دون استثناء في صف واحد ضد أي ظواهر للإرهاب وضد أي محاولات للتلاعب بالدين، مشيرا إلى الدور المحتمل لمنظمة التعاون الإسلامي في ذلك.
&
واعتبر الوزير أن مبادرة الرياض الخاصة بتوحيد جهود الدول الإسلامية في محاربة الإرهاب قد تشكل نقطة انطلاق لعقد مؤتمر أممي مكرس لدور الديانات العالمية في التصدي لهذا الشر.
&
وتابع قائلا: "إننا مستعدون لبحث هذا الموضوع مع شركائنا في مجلس التعاون الخليجي ومع جميع الأصدقاء المهتمين بالانتصار على هذا الشر".
&
من جانبه، قال وزير الخارجية البحريني إن التحالف الإسلامي الجديد سيركز على المواجهة الشاملة للإرهابيين الذين يستهدفون العالم برمته كما أنهم يستهدفون المسلمين بإساءتهم إلى الإسلام.
&
خطوة مهمة&
&
ووصف الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة إعلان قيام التحالف الإسلامي بأنه خطوة مهمة في سياق محاربة الإرهاب، مؤكدا أن السعودية تقوم دائما بدورها لحماية المنطقة.
&
وذكر أن البحرين التزمت مع حلفائها لتثبيت الأمن والاستقرار في الخليج وخليج عدن ومحاربة "داعش" في العراق وفي سوريا، مؤكدا أن المنامة ملتزمة بتقديم أي جهد بما في ذلك جهد عسكري لمحاربة الإرهاب ودعم شرعية اليمن.
&
وأكد الوزير ضرورة التوصل إلى حل سياسي يعيد الاستقرار إلى اليمن وإنجاح حوار جنيف.
&
كما أكد لافروف ضرورة إصدار قرار دولي دعما للاتفاقات التي تم التوصل إليها في فيينا بشأن سوريا، مشددا على أن تمرير تلك الاتفاقات في مجلس الأمن لن يعني إعادة كتابتها.
&
وقال: "أريد أن أشدد مرة أخرى على أن الحديث لا يدور عن إعادة كتابة ما تم التوصل إليه في فيينا، بل عن إضفاء صفة تشريع دولي عليه".
&
وفي ما يخص وضع قوائم للتنظيمات الإرهابية في سوريا وفصائل المعارضة الوطنية، أكد لافروف أن الكلمة النهائية في هذا الموضوع يجب أن تكون للأمم المتحدة، واعتبر أنه من المنطقي تسجيل التفاهمات التي تم التوصل إليها بهذا الشأن في نص القرار الدولي المرجو.
&
اللقاء مع كيري
&
وتابع في معرض تعليقه على اللقاء الذي جمعه الثلاثاء في موسكو مع نظيره الأميركي جون كيري: "إنني واثق من أن هناك تفهما صائبا لما نخطط أن نقوم به في نيويورك".
&
وشدد على أن الاجتماع القادم حول سوريا الذي سيعقد في نيويورك يجب أن يركز على تطبيق ما تم التوافق بشأنه خلال المحادثات في فيينا.
&
وأعاد الوزير إلى الأذهان أن "مجموعة دعم سوريا" تضم جميع الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن، وشكك في احتمال أن يحاول أي من الأطراف عرقلة صدور القرار الدولي المرجو.
&
وكانت ماريا زاخاروفا الناطقة باسم وزارة الخارجية قد كشفت أن لافروف يتوجه إلى نيويورك مساء الخميس، للمشاركة في الاجتماع الجديد لمجموعة دعم سوريا وفي الاجتماعات الأممية المكرسة في سوريا. ولم تستبعد الدبلوماسية صدور قرار دولي في أعقاب تلك الاجتماعات.
&
انفتاح على الحوار&
&
وأكد الوزير أن روسيا ستكون دائما منفتحة على الحوار مع أي دولة أو مجموعة دول في سياق حشد جهود إضافية لمكافحة الإرهاب، وذلك في أطر المهمات في هذا المجال التي تتولاها روسيا حاليا تلبية لطلب الحكومة السورية.
&
كما أكد لافروف تطابق مواقف روسيا والبحرين من مسائل مكافحة الإرهاب وتسوية أزمتي سوريا واليمن.
&
وأوضح قائلا: "هذا التطابق يتعلق بمهمة تشكيل جبهة موحدة واسعة لمحاربة الإرهاب، وبالجهود التي تبذل لتسوية أزمتي سوريا واليمن على أساس إطلاق حوار وطني برعاية أممية. كما يتعلق ذلك باهتمامنا المشترك بتطبيع الأوضاع في دول أخرى، بما في ذلك العراق وأفغانستان، وموقفنا الثابت الخاص بضرورة إخراج جهود تسوية القضية الفلسطينية-الإسرائيلية من الطريق المسدود التي وصلت إليه".
&
الرؤية الروسية
&
كما دعا وزير الخارجية الروسي إلى بحث الرؤية الروسية المعدلة لأمن منطقة الخليج، معيدا إلى الأذهان أن موسكو قدمت النسخة الأولى من هذه الرؤية في مطلع تسعينات القرن الماضي، لكن يجب تعديل مثل هذه الرؤية نظرا للتطورات الجديدة في المنطقة.
&
وشدد الوزير على أن جميع الدول في هذه المنطقة المهمة يجب أن تعيش بسلام ووئام، مع إقامة تعاون متبادل المنفعة.
&
ودعا إلى إشراك، في عملية وضع مثل هذه الرؤية الشاملة، جميع دول المنطقة والدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن، لإجراء حوار على مستوى الخبراء والأكاديميين.
&
واعتبر لافروف أن الأوضاع تعد ملائمة لتطبيع العلاقات بين إيران وجيرانها العرب، وذلك على خلفية زيادة الخطر الإرهابي باعتباره عدوا يهدد الجميع. وأشار الوزير الروسي أيضا في هذا السياق إلى الانفراج النوعي الذي تم تحقيقه لتسوية الوضع حول القضية النووية الإيرانية.
&
أمن الخليج
&
بدوره قال وزير الخارجية البحريني إن نظيره الروسي قدم له خلال اللقاء أفكارا جديدة بشأن رؤية أمن منطقة الخليج، مرحبا بالدور الروسي في هذا المجال.
&
وأكد أن علاقات ثنائية مهمة جدا تربط بلاده بإيران، إلا أن المنامة "تأمل في أن تخطو إيران خطوات إيجابية تجاهنا بوقف التدخلات"، مؤكدا أن حكومة بلاده سترد على كل خطوة بخطوتين.
&
كما تحدث الوزيران عن العلاقات الثنائية بين روسيا والبحرين، إذ كشف لافروف أن اتفاقية ثنائية مهمة في مجال التعاون العسكري التقني بين البلدين دخلت آخر مراحل التصديق عليها.
&
وتابع أنه اتفق مع نظيره البحريني على دعم مساعي الشركات الروسية الراغبة في التعاون مع البحرين.
&
وذكر أن شركة "غازبروم" الروسية تبحث مع شركات بحرينية إمكانية إطلاق التعاون حول مشاريع معينة.
&
وأضاف أيضا أن موسكو والمنامة تبحثان إمكانية تسهيل نظام تأشيرات الدخول بالنسبة لرجال الأعمال في البلدين.
&
وكان الوزيران وقعا على الاتفاقية بين الحكومتين الروسية والبحرينية حول إعفاء حاملي جوازات السفر الدبلوماسية والمهمات الخاصة لدى القيام برحلات متبادلة في البلدين.
&