&نصر المجالي: أقر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الخميس وهو آخر يوم في العام 2015 الاستراتيجية الجديدة للأمن القومي الروسي، وأشار نص الوثيقة إلى أن تعزيز قدرات روسيا يتم وسط "تهديدات مترابطة جديدة على أمنها القومي".
&
وقال بوتين خلال اجتماع مع مجلس الأمن الروسي إنه من الضروري تحليل جميع التحديات والأخطار المحتملة، لتشمل السياسية والاقتصادية والإعلامية وغيرها، خلال فترة قصيرة، وتعديل استراتيجية الأمن القومي الروسي، بناء على نتائج هذا التحليل.
&
وهنأ بوتين الروس بالسنة الجديدة، وخاصة الجيش الروسي، الذي يكافح الإرهاب الدولي في الخارج. وقال إنه كما جرت العادة لدى الروس، فهم يحتفلون مع أسرهم وأصدقائهم المقربين.
&
ضمان الأمن
&
وأضاف: "بالطبع، لن يتمكن الجميع من الاحتفال بالسنة الجديدة مع أسرهم، فلا بد من العمل في المستسفيات والمعامل وأداء الخدمة الحكومية والعسكرية لحماية الحدود وضمان أمننا في البر والبحر والجو. نحن ممتنون لمن يؤدون واجبهم ليلا ونهارا، طوال أيام الأسبوع وأيام العطل".
&
وقال بوتين، مخاطبا الروس: "اليوم أود خاصة أن أهنئ جنودنا، الذين يقاتلون ضد الإرهاب الدولي ويدافعون عن مصالح روسيا الوطنية في الخارج، ويبدون إرادتهم وعزمهم وقوتهم، وهي الخصائص التي نحتاجها في أي مكان وزمان وفي أي عمل. إن نجاح بلدنا يعتمد على العمل الفعال وإنجازات كل منا".
&
دعوة تموز
&
وإلى ذلك، فإن بوتين كان دعا في تموز (يوليو) الماضي إلى تعديل استراتيجية الأمن القومي الروسي لتتناسب مع التحديات والأخطار التي تواجه البلاد.
&
وأشارت ووسائل الإعلام الروسية إلى أن الاستراتيجية الروسية للأمن القومي حتى عام 2020 التي أقرت في 2009، نصت على ضرورة التحول إلى سيناريو التنمية القائم على الابتكارات وتحديث الجيش والاستخبارات ورفع مستوى التعليم وإطالة متوسط عمر المواطنين.
&
تنامي دور روسيا&
&
وجاء في نص الاستراتيجية، حسب موقع (روسيا اليوم) أن روسيا أظهرت قدرتها على صون سيادتها واستقلالها ووحدة دولتها وأراضيها وحماية حقوق مواطنيها خارج البلاد"، إضافة إلى تنامي دور روسيا في حل أهم القضايا العالمية وضمان الاستقرار الاستراتيجي وسيادة القانون الدولي في العلاقات بين الدول".
&
وتابعت الوثيقة: إن "ممارسة روسيا سياستها المستقلة داخليا وخارجيا تلقى مقاومة من قبل الولايات المتحدة والدول الحليفة لها الساعية إلى تكريس هيمنتها على شؤون العالم".
&
وأشارت الوثيقة في هذا الصدد إلى أن "سياسة ردع روسيا تشمل ممارسة الضغط عليها اقتصاديا وسياسيا وإعلاميا".
&
تهديدات الناتو
&
وذكر نص الاستراتيجية أن "تعزيز قدرات حلف الناتو وتكليفه بوظائف كونية تنفذ بما يخالف القوانين الدولية، كما تكثف نشاطات الحلف العسكرية ويوسع وتقترب بنيته التحتية العسكرية من الحدود الروسية"، وتحدث تهديدا للأمن القومي الروسي.
&
وجاء في نص الوثيقة أن بقاء منطق الكتل العسكرية في حل قضايا دولية يؤثر سلبا على التعامل مع التحديات والتهديدات الجديدة، أما تنامي تدفق المهاجرين من إفريقيا والشرق الأوسط إلى أوروبا فقد أثبت عجز نظام الأمن الأورو أطلسي المبني على هياكل الناتو والاتحاد الأوروبي.
&
أوكرانيا
&
وذكر نص الوثيقة أن الدعم الأميركي والأوروبي للإنقلاب على الدستور في أوكرانيا أحدث انشقاقا عميقا داخل المجتمع الأوكراني ونشوب نزاع مسلح في البلاد،.&
&
وأضاف أن "تغذية الأيديولوجيا القومية المتطرفة (في أوكرانيا) إظهار صورة روسيا على أنها العدو في عقول المواطنين الأوكرانيين، والتوجه الصارخ إلى حل المشكلات التي تعاني منها البلاد بالقوة، بالإضافة إلى الأزمة الاجتماعية والاقتصادية العميقة التي تشهدها أوكرانيا، كل ذلك يجعلها "بؤرة طويلة الأمد لزعزعة الاستقرار في أوروبا وبالقرب من حدود روسيا مباشرة".
&
ظهور داعش&
&
وأشارت وثيقة الاستراتيجية إلى زيادة عمليات إسقاط الأنظمة السياسية الشرعية وإثارة اضطرابات ونزاعات داخلية، مع تحول الأراضي التي تستعر فيها هذه النزاعات إلى قواعد لانتشار الإرهاب والنعرات القومية والطائفية وغيرها من مظاهر التطرف.
&
وأضافت أن "ظهور المنظمة الإرهابية التي أطلقت على نفسها اسم الدولة الإسلامية (داعش) وتعزيز نفوذها كانت نتيجة لسياسة المعايير المزدوجة التي تتبناها بعض الدول في مكافحة الإرهاب".
&
وجاء في نص الاستراتيجية أن روسيا في تعاملها مع التهديدات على أمنها القومي تركز على تعزيز وحدتها الوطنية وضمان استقرارها الاجتماعي والوفاق بين قومياتها والتسامح الديني، وإزالة الخلل في اقتصادها وتحديثه، ورفع القدرات الدفاعية للبلاد.
&
سياسة عقلانية
&
وأضاف أن روسيا تعتمد في الدفاع عن مصالحها القومية على سياسة "مفتوحة وعقلانية وبراغماتية تستثني مواجهة مكلفة (بما في ذلك سباق التسلح)".
&
وذكر النص أن روسيا مهتمة بتطوير تعاون تجاري واقتصادي متبادل النفع مع دول أجنبية، وتعتبر مشاركة مسؤولة من النظام التجاري متعدد الأطراف.
&
وفي الختام، فإنه في مجال الأمن الدولي، فإن الاستراتيجية اشارت إلى أن روسيا متمسكة "باستخدام وسائل سياسية وقانونية وآليات ديبلوماسية هادفة إلى حفظ السلام قبل غيرها"، أما استخدام القوة "فليس ممكنا إلا في حال اتضح أن جميع الوسائل السلمية لم تأت بنتائج".
&
التعليقات