بدأت مصر مساعي ديبلوماسية وسياسية من أجل الضغط على عواصم أوروبية تبث اقمارها الصناعية ترددات لقنوات موالية لجماعة الاخوان المسلمين، وتقول القاهرة إن تلك القنوات تورطت مؤخرًا في الحض على قتل عناصر الشرطة والجيش.


القاهرة: تجري وزارة الخارجية المصرية إتصالات مكثفة مع الجانب الفرنسي لوقف القنوات الفضائية التابعة لجماعة الاخوان المسلمين التي تصنفها السلطات المصرية على أنها "جماعة ارهابية".

بيان الخارجية

قالت وزارة الخارجية المصرية في بيان الأحد، إن مساعيها تهدف لغلق "القنوات التي تحض على العنف والإرهاب والكراهية"، وتبث إرسالها على القمر الصناعي الفرنسي.

وذكرت الخارجية المصرية أن هذه الاتصالات "تأتي في إطار الجهود والتحركات الخارجية التي تقوم بها الوزارة لمواجهة آفة الإرهاب البغيضة والقضاء على التنظيمات الإرهابية وأدواتها الإعلامية التي تحرض على القتل والإرهاب وفي ضوء ما لوحظ مؤخرًا من بث عدد من القنوات الفضائية التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية لمواد تحريضية تحض بشكل صريح على القتل وممارسة الإرهاب وتعميق الكراهية وهدم مؤسسات الدولة الشرعية، وذلك من خلال أقمار صناعية أوروبية ومن بينها القمر الفرنسي يوتل سات"، على حد تعبير لبيان.

مواد إرهابية

وصرح المتحدث باسم الخارجية المصرية أن الوزارة أجرت في الآونة الأخيرة بتكليف من وزير الخارجية المصري سامح شكري، اتصالات مكثفة مع الجانب الفرنسي "في ضوء ما يجمع بين البلدين من علاقات متميزة ومن أهداف مشتركة تتعلق بمحاربة الإرهاب، وذلك بهدف التحرك مع الجهات الفرنسية المختصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة والحازمة تجاه بث هذه القنوات الفضائية التابعة للجماعة الإرهابية من مواد تحض على العنف والإرهاب والكراهية على القمر الصناعي الفرنسي وأخذًا في الاعتبار السوابق التي قام بها القمر المشار إليه بإغلاق قنوات مماثلة بسبب التحريض على الكراهية".

وأضاف المتحدث أن وزير الخارجية المصري وجه بالفعل سفير مصر لدى باريس والقطاع المعني بالوزارة للتحرك في هذا الشأن.

فضائيات ضد "الإنقلاب"

والسبت، بثت قنوات فضائية تابعة لجماعة الإخوان، من تركيا، تهديدًا مباشراً بالقتل لقوات الجيش المصري وضباطه، كما توعدت بإفشال مؤتمر دولي مقرر في مارس المقبل في مصر، يستهدف جذب الاستثمارات الأجنبية.

وترفض جماعة الإخوان المسلمين اتهامات السلطات ووصفها بـ"الإرهابية"، مؤكدة أنها تلتزم بالسلمية في مظاهرات أنصارها شبه اليومية ضد ما تعتبره "انقلابًا عسكريًا" أطاح بحكم الرئيس محمد مرسي، بعد عام واحد قضاه في الرئاسة.

وأغلقت السلطات المصرية عقب عزل محمد مرسي عددًا من القنوات بدعوى أنها "تحرض على الكراهية".

وأمهلت قناة "رابعة" التي تقول إنها المتحدثة باسم جماعة الإخوان عبر ترددها الذي يبث من تركيا، الجاليات الأجنبية الموجودة في مصر بالرحيل عن البلاد قبل يوم 11 فبراير (شباط) الحالي.

وقالت مصادر أمنية مصرية لصحيفة "الشرق الأوسط"، إن "السلطات رصدت في وقت سابق تحريضًا ودعوة صريحة من القنوات التابعة للإخوان والتي تبث من تركيا منها قنوات (الشرق، ومكملين، والجزيرة)، لأنصارها بالنزول إلى الميادين في الذكري الرابعة لثورة يناير (25 يناير) بالسلاح، وحرضت أيضًا على استخدام العنف والتخريب واستهداف رجال الشرطة والجيش بالعبوات البدائية".

وتبث فضائيات «رابعة» و«مكملين» و«الشرق» من خارج مصر، ويقول مراقبون إن رجال أعمال من الجماعة خصصوا ملايين الدولارات لتشغيل هذه القنوات التي تركز على ما تعتبره مناهضة للإنقلاب الذي قام به عبد الفتاح السيسي ضد محمد مرسي.

مسار سياسي

وأكد بدر عبد العاطي، المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أن الوزارة تركز الآن على المسار السياسي لوقف القنوات المحرضة على العنف ضد مصر، والتي تبث عبر القمر الفرنسي "يوتلسات"، مشيرًا إلى أنه تمت موافاة الدول الأوروبية بالمواد التحريضية التي تذيعها "القنوات الإخوانية".

وقال عبد العاطي، فى مداخلة هاتفية مع الإعلامية لميس الحديدي، مقدمة برنامج "هنا العاصمة" عبر فضائية "cbc"، أنه "تم تجميع المواد الإعلامية والفيلمية، التي تحمل تحريضًا مباشرًا على القتل والعنف داخل مصر، وتم إمداد كل سفارات مصر بالخارج بهذه المواد"، مشيرًا إلى أن هناك تحركات "على المستوى السياسي، سواء عن طريق وزارة الخارجية فى مصر، أو عن طريق سفرائنا في الخارج، لوقف بث تلك القنوات الفضائية".