قصفت طائرات حربية مصرية الاثنين مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا بعد ساعات على إعلان الفرع الليبي للتنظيم الجهادي قطع رأس 21 مصريًا. وتفاوتت ردود الفعل على إقدام داعش على ذبح الرهائن الأقباط، وإذ يختلف البعض حول الطريقة الانسب للرد على هذه الجريمة، إلا أن الجميع يتفق على ضرورة القضاء على التطرف.


&طرابلس: في وقت أعلنت فيه إيطاليا أنها مستعدة لإرسال آلاف الرجال وأن تتولى سريعًا قيادة ائتلاف يضم دولاً أوروبية ومن المنطقة للتصدي لتقدم الإرهابيين في ليبيا، أكدت مصادر بالحكومة الليبية لصحيفة «الشرق الأوسط» أن مبدأ التدخل العسكري في ليبيا مرفوض، لكنها أوضحت أن هناك تنسيقًا يجري بين الحكومة الشرعية الليبية والحكومة المصرية في إطار مواقف مكافحة الإرهاب.
&
وقال مسؤول بارز بالحكومة الانتقالية الليبية للصحيفة إن «مبدأ التدخل الخارجي في ليبيا مرفوض تماماً». وحول ما إذا كانت القاهرة قد طلبت من حكومته التدخل عسكريًا، على خلفية اختطاف مواطنين مصريين هناك، قال إن «الحكومتين لديهما تنسيق كامل في المواقف في محاربة الإرهاب. لكن مبدأ التدخل الخارجي مرفوض».
&
ومن جانبه، قال&قائد عملية الكرامة الليبية، اللواء خليفة حفتر، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "العاشرة مساءً" الذي يقدمه الإعلامي "وائل الإبراشي"، على فضائية "دريم 2": "هذه جريمة بشعة تكشف حجم الخطر الذي يواجهه الشعب العربي، الجريمة لا تعد إلا تنبيهًا جديدًا ومفزعًا يهدد كل الشعوب العربية، ويجب مواجهته والقضاء عليه لمكافحة الظاهرة التي تهدد الإسلام".
&
وأكد الناطق باسم رئاسة أركان الجيش الليبي، العقيد أحمد المسماري، ان الجيش الليبي يقوم حالياً بقصف متواصل لأهداف تنظيم «داعش» قرب مدينة سرت (غرب)، رداً على ذبح ٢١ مصريًا مسيحيًا في ليبيا.
&
ونقلت وكالة "الاناضول" عن العقيد أحمد المسماري قوله: «ندين جريمة (داعش)، ونعزي مصر قيادة وشعباً على ما فعله ذلك التنظيم الإرهابي، ونقول للعالم إن ما فعله بالمسيحيين المصريين يأتي في سلسلة من العمليات الإرهابية التي يقوم بها في ليبيا والمنطقة العربية، وبالنسبة لنا قمنا بالرد منذ أكثر من ساعتين من خلال قصف متواصل لأهداف التنظيم من على بعد ١٦٠ كيلومتراً من مدينة سرت». &وأضاف المسؤول العسكري الذي بدا حاسمًا خلال حديثه: «لن يتوقف القصف حتى نكبدهم خسائر فادحة لتهديدهم أمن ليبيا ومصر».&
&
وبدوره، دعا رئيس الوزراء الليبي السابق علي زيدان السلطات الليبية والمصرية إلى التعاون الوثيق من أجل القضاء على الإرهاب. وأكد، أهمية أن يترجم التعاون إلى اتفاقيات وقرارات حاسمة من أجل تحديد كيفية مواجهة إرهاب داعش.
&
أما حركة "وعي" للتثقيف السياسي فنددت بذبح الرهائن الاقباط. وقال محمد ناجي المنسق العام للحركة إن المشاهد التي بثها تنظيم داعش الإرهابي أثناء إعدام 21 مصرياً في ليبيا، تؤكد أنهم لا يعرفون شيئًا عن الإسلام، وأن الإسلام منهم براء.
&
وطلب منسق عام الحركة من الرئيس السيسي بأن تكون الدولة المصرية لها رد قاسٍ على هذه الميليشيات الإرهابية، مطالبًا بالتدخل العسكري في ليبيا من أجل حماية مصر وأمنها القومي، واستخدام اتفاقية الدفاع العربي المشترك لحماية مصر وأمنها. واضاف على ضرورة أن تكون هناك اتفاقية جديدة بين مصر وليبيا لحماية المصريين داخل ليبيا، موضحًا أن ليبيا أصبحت تمثل خطرًا كبيرًا على كل جيرانها.
&
مصر قصفت مواقع لداعش
اعلن الجيش المصري أن طائرات حربية مصرية قصفت الاثنين مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية في ليبيا بعد ساعات على اعلان الفرع الليبي للتنظيم الجهادي في فيديو قطع رأس 21 مصريًا قبطيًا خطفوا مؤخرًا في هذا البلد.
وجاء في بيان للقيادة العامة للقوات المسلحة أن "القوات المسلحة قامت الاثنين بتوجيه ضربة جوية مركزة ضد معسكرات ومناطق تمركز وتدريب ومخازن اسلحة وذخائر تنظيم داعش (إحدى تسميات تنظيم الدولة الاسلامية) الارهابي بالاراضي الليبية، وقد حققت الضربة اهدافها بدقة".
واوضح البيان أن الضربة الجوية جاءت "تنفيذًا للقرارات الصادرة عن مجلس الدفاع الوطني وارتباطًا بحق مصر في الدفاع عن امن واستقرار شعبها والقصاص والرد على الاعمال الاجرامية للعناصر والتنظيمات الارهابية داخل وخارج البلاد". وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي دعا مساء الاحد الى اجتماع طارئ لمجلس الدفاع الوطني متوعدًا "القتلة" بالاقتصاص منهم "بالاسلوب والتوقيت المناسبين".
&
واشنطن: وحشية بلا حدود
من جهتها، دانت الولايات المتحدة الجريمة "الدنيئة والجبانة" التي ارتكبها الفرع الليبي لتنظيم الدولة الاسلامية بحق 21 قبطيًا مصريًا اعدمهم التنظيم الجهادي ذبحًا، وبث الاحد شريط فيديو يصور وقائع عملية الاعدام. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جوش ارنست في بيان إن "الولايات المتحدة تدين الجريمة الدنيئة والجبانة التي ارتكبها بحق 21 مواطنًا مصريًا في ليبيا ارهابيون تابعون لتنظيم الدولة الاسلامية".

وأضاف أن "وحشية تنظيم الدولة الاسلامية لا حدود لها، هي غير مرتبطة بمعتقد أو طائفة أو اثنية"، مؤكدًا أن هذه الدماء التي سفكت "لن تؤدي الا الى مزيد من تحفيز المجتمع الدولي للتوحد ضد تنظيم الدولة الاسلامية". واكد المتحدث أن "هذا العمل الشنيع يؤكد مرة اخرى على الحاجة الملحّة إلى ايجاد حل سياسي للنزاع في ليبيا".

الأردن: الإرهاب أعمى
كما دان الاردن بشدة الاثنين "العمل الارهابي الجبان" الذي ارتكبه الفرع الليبي لتنظيم الدولة الاسلامية بحق 21 قبطيًا مصريًا. ودانت الحكومة الاردنية في بيان "العمل الارهابي الجبان" داعية الى "تضافر الجهود لاجتثاث الفكر المتطرف والارهاب الاعمى". ونقل البيان عن محمد المومني، وزير الدولة لشؤون الاعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة قوله إن "هذا العمل الاجرامي يؤشر إلى أن الارهاب اعمى، ويثير الحقد والبغضاء بين اتباع الديانات السماوية، ويتنافى مع تعاليم ديننا الحنيف واخلاقنا العربية الاسلامية".

واكد أن "هذا العمل الارهابي يتطلب تضافر جهود المجتمع الدولي والاطراف الاقليمية، ولا سيما العرب والمسلمين، لاجتثاث هذا الفكر المتطرف والارهاب الاعمى الذي يشوه الصورة الحقيقية للاسلام". واشار الى "وقوف الاردن الى جانب جمهورية مصر الشقيقة والتواصل الدائم معها في مواجهة الارهاب والتطرف أيًا كان مصدره".

عناوين الصحف المصرية
وعبرت الصحف المصرية الصادرة صباح الاثنين عن حالة الصدمة والحزن السائدة في البلاد. وعنونت صحيفة الاهرام المملوكة للدولة صفحتها الاولى باللون الاسود "داعش ترتكب عملا بربريا باسم الإسلام". فيما قالت صحيفة الاخبار في عنوانها الرئيس "الثأر قادم".

ووضعت صحيفة المصري اليوم صورة للاقباط المصريين في زيهم البرتقالي، وقد جثوا على ركبهم امام جلاديهم في صدر صفحتها الاولى، وكتبت "حق الرد" مع شريطة سوداء للحداد.

من جانبها اكدت الكنيسة القبطية الارثوذكسية "ثقتها" في ان السلطات المصرية ستقتص من قتلة اتباعها. وقالت الكنيسة في بيان انها "تستودع (..) في هذه اللحظات العصيبة شهداءها الأبرار، واثقين أن وطنهم العظيم لن يهدأ له بال حتى ينال الجناة الأشرار جزاءهم العادل إزاء جريمتهم النكراء".

بدوره اعتبر الازهر ان ما اقدم عليه التنظيم المتطرف هو "عمل بربري همجي لا يمت إلى دين من الأديان ولا عرف من الأعراف الإنسانية"، داعيا "المصريين جميعا إلى التيقظ والحذر والوقوف صفا واحدا في وجه الإرهاب الأسود الذي يعيث في الأرض فسادا".
&