تناقضت تصريحات المسؤولين الإيرانيين حول تقارير قالت إن المرشد الأعلى علي خامنئي بعث برسالة إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما في الآونة الأخيرة.

نصر المجالي: بينما نفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الايرانية مرضية أفخم بشدة ما قالت إنه مزاعم صحافية بشأن الرسالة، فإن مستشار المرشد الإيراني في الحرس الثوري العميد يد الله جواني، أكد أن خامنئي بعث برسالة إلى أوباما ردًا على رسالة سابقة.

وقالت أفخم إن مزاعم صحيفة (وول ستريت جورنال) الأميركية عن مثل تلك الرسالة هي "بمثابة لعبة إعلامية غير مهنية". وأضافت، أن رسائل أرسلت سابقًا من الرئيس الأميركي، وتم الرد على بعضها، لكن أفخم أكدت أنه "ليست هنالك أي رسالة جديدة"، وإن صحت التقارير عن تلك الرسالة، فإنها تعد هذه الرسالة الرابعة التي يبعثها أوباما منذ توليه منصبه في عام 2009 إلى الزعيم الأقوى في إيران.

المتحدث الأميركي
وكان المتحدث باسم البيت الأبيض جوش أرنست رفض التعليق على معلومات صحيفة (وول ستريت جورنال) عن رسالة أوباما إلى خامنئي، معقبًا: "لست مخوّلًا بمناقشة المراسلات الخاصة بين الرئيس وأي زعيم في العالم". وأضاف: "يمكنني أن أبلغكم بأن السياسة التي عبّر عنها الرئيس وإدارته بشأن إيران باقية من دون تغيير".

وتابع أرنست، أن الولايات المتحدة بحثت الحملة ضد "الدولة الإسلامية" مع طهران على هامش مفاوضات تتعلق بالبرنامج النووي، من دون أن يذكر تفاصيل. وكانت (وول ستريت جورنال) ذكرت يوم الجمعة، أن المرشد الأعلى الإيراني خامنئي ردّ على مبادرات من الرئيس الأميركي باراك أوباما وسط المحادثات النووية بإرسال رسالة سرية إليه.

وقالت الصحيفة نقلًا عن دبلوماسي إيراني إن خامنئي بعث برسالة إلى أوباما في الأسابيع الأخيرة ردًا على رسالة بعث بها أوباما في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. ونقلت الصحيفة عن الدبلوماسي قوله إن رسالة أوباما اقترحت إمكانية تعاون الولايات المتحدة وإيران في قتال تنظيم داعش، إذا تم التوصل إلى اتفاق نووي، وإن الرسالة كانت "تتسم بالاحترام".

تأكيد الرسالة
إلى ذلك، ورغم نفي المتحدثة الإيرانية، فإن مستشار المرشد الإيراني في الحرس الثوري العميد يد الله جواني، أكد أن خامنئي رد على رسالة الرئيس الأميركي باراك أوباما التي بعث بها في أكتوبر الماضي، واصفًا رسالة المرشد بأنها "عقلانية ومنطقية ومحترمة".

وقال جواني خلال مقابلة له مع قناة (العالم) الإيرانية الرسمية الناطقة بالعربية أمس السبت، إنه "كما طرح في الماضي عبر وسائل الإعلام، وأيضًا كما أشار المرشد الأعلى بنفسه، فقد كانت هناك مراسلات للرئيس الأميركي مع المسؤولين في إيران، وخاصة المرشد الأعلى، وقد تم الرد على تلك الرسائل باحترام ومنطقية وعقلانية".

وبحسب ما نقل موقع (العربية نت)، فإن مستشار المرشد قال إن "إيران رفضت التفاوض حول داعش، وأصرت على حصر المفاوضات مع أميركا بالجانب النووي، رغم إصرار الأميركيين على طرح قضية الحرب على داعش وبرنامج إيران الصاروخي خلال جولة المفاوضات الأخيرة".

وقال جواني: "رغم أن الأميركيين يسعون إلى طرح موضوعات أخرى، مثل البرنامج الصاروخي الإيراني، والحرب على داعش، لكن إيران لم تقبل بذلك، حيث يلوّحون بسبب مشاكلهم الكثيرة في المنطقة بأنه إذا ما تعاونت إيران في بعض الملفات، فإنهم سيبدون تعاونًا أكثر في الملف النووي، وهذا ليس إلا كذبة".

&