وسط مخاوف من مجزرة يرتكبها "داعش" في ناحية البغدادي بمحافظة الأنبار الغربية، أعادت وزارة الدفاع انتشار قواتها حول المنطقة، فيما بدأت بإرسال تعزيزات عسكرية ومعونات إنسانية لإنقاذ حوالي 6 آلاف مواطن يحاصرهم التنظيم.

لندن: أكد رئيس مجلس النواب سليم الجبوري أنه يتابع وبقلق تطورات الأوضاع في ناحية البغدادي المحاصرة (90 كم غرب الرمادي)، موضحًا أنه يجري منذ أيام إتصالات عديدة مع المسؤولين والقيادات الميدانية حول الأوضاع الأمنية والإنسانية هناك.

ودعا الجبوري السلطات المختصة إلى "تعزيز القوات العسكرية المتواجدة هناك وتقديم الدعم اللازم لأبناء العشائر لأجل منع مجزرة جديدة لن تتوانى زمر الإرهاب عن إرتكابها"، كما قال في تصريح صحافي تسلمت "إيلاف" نسخة منه اليوم. وشدد على ضرورة الاسراع بإرسال مساعدات عاجلة لتدارك الوضع الإنساني في ناحية البغدادي بمحافظة الأنبار (110 كم غرب بغداد).

ومن جهته، حذر رئيس مجلس ناحية البغدادي التابعة لقضاء هيت شيخ عشيرة العبيد مال الله العبيدي من خطورة بدء "داعش" خلال الساعات الاخيرة بتحشيد عناصره استعداداً لاقتحام المجمع السكني غرب الناحية.

ودعا رئيس الوزراء حيدر العبادي بحماية أكثر من 1200 أسرة تسكن المجمع. وقال إن هناك أكثر من 1200 أسرة يبلغ عدد افرادها حوالي 6000 نسمة في المجمع السكني، موضحًا أن تنظيم داعش بدأ بتحشيد عناصره استعداداً لاقتحام المجمع.

وطالب رئيس الوزراء حيدر العبادي بالتدخل الفوري لحماية الأهالي في المجمع.. محذراً من وقوع مجزرة فيه نتيجة محاصرته من قبل داعش. وأكد قيام عناصر داعش بقتل 150 شخصاً من أبناء عشائر الناحية غالبيتهم من عشيرة العبيد منذ دخوله الناحية.

وردًا على هذه المخاوف، فقد اكد العبادي أن "الحكومة لن تتخلى عن البغدادي".. وقال المتحدث باسمه سعد الحديثي في تصريح صحافي إن "الحكومة ارسلت تعزيزات عسكرية جوًا إلى البغدادي عن طريق الجو عبر قاعدة عين الاسد العسكرية التي تبعد 5 كيلومترات عن الناحية وهناك تعزيزات اخرى بالإضافة إلى المؤن الغذائية والانسانية للمدنيين المحاصرين هناك".

وتشهد ناحية البغدادي، التي تفصلها مسافة خمسة كيلومترات فقط عن قاعدة عين الأسد العسكرية، معارك منذ أيام تعد هي الأعنف التي تخوضها القوات الامنية وابناء العشائر ضد مقاتلي داعش الذين يحاولون السيطرة عليها لما تتمتع به من موقع استراتيجي وخط وصل لامدادات القاعدة من بغداد.

تعزيزات عسكرية ومساعدات إنسانية

ومن جانبها، فقد أعلنت وزارة الدفاع عن البدء بخطة امنية سريعة لاعادة انتشار القطعات العسكرية في ناحية البغدادي.

وقالت الوزارة في بيان تسلمت "إيلاف" نسخة منه إن قائد القوات البرية الفريق الركن رياض جلال توفيق تفقد مع قائد القوة الجوية الفريق الركن أنور حمه أمين وقائد عمليات الجزيرة والبادية اللواء الركن ضياء كاظم دنبوس القطعات العسكرية في قاعدة عين الأسد وناحية البغدادي.

وأضافت أنه "تمت المباشرة باعداد خطة أمنية لإعادة سريعة لانتشار القطعات العسكرية بعد أن تم كسر شوكة الإرهاب في ناحية البغدادي معززة بقطعات عسكرية وجهد هندسي لتطهير الناحية بالكامل من العبوات الناسفة التي زرعها تنظيم داعش".

أما رئيس لجنة الامن والدفاع البرلمانية النائب حاكم الزاملي فقد أكد أن قافلة من المساعدات الغذائية والطبية ستنقل جوًا من بغداد إلى اهالي ناحية البغدادي خلال اليومين المقبلين. وقال في تصريحات صحافية عقب زيارته إلى الأنبار أمس إن "تحرير مناطق محافظة الأنبار من تنظيم داعش الارهابي لا يتم الا عبر تسليح ابناء العشائر".

وأشار إلى أنّه "سيقوم بزيارة إلى ناحية البغدادي في غضون اليومين المقبلين". وأشار الزاملي إلى انه&تم التنسيق مع قائد القوة الجوية لارسال مساعدات غذائية ومعونات طبية وبطانيات وملابس ومياه معدنية، بعد ان يتم شحنها جوًا من مطار المثنى إلى الاهالي في ناحية البغدادي خلال يومين.

وأوضح أن العشائر قدمت لائحة مطالب تتعلق بحاجتها إلى العتاد والذخيرة والسلاح وتطوع ابنائها الذين يقاتلون الارهاب بالاسلحة الخفيفة، وقد انضموا إلى لواء الشهيد احمد صداك ومازالوا ينتظرون صدور الامر الديواني من وزارة الداخلية. وحذر من أن عدم تسليح ابناء العشائر سيتسبب بانكسار امني خطير يطال المناطق الاخرى خارج الأنبار.

وكان مصدر في قيادة عمليات الأنبار قد أشار السبت الماضي إلى أنّ قوات برية أميركية وبإسناد مروحيات الاباتشي تشارك بمعارك تطهير قاعدة عين الأسد وناحية البغدادي. ويسيطر تنظيم داعش حاليًا على مناطق واسعة في محافظة الأنبار منذ عام تقريباً حيث تحاول القوات الأمنية والعشائرية مواجهته لطرده من المحافظة.

فيديو لإعادة انتشار القوات العراقية حول ناحية البغدادي: