بدأت السلطات التونسية إجلاء مئات المصريين النازحين من ليبيا بسبب تدهور الوضع الأمني هناك، وتهديدات "الجهاديين" باستهدافهم، ويتم الإجلاء حاليًا عبر مطارات في جنوب تونس.


تونس: أقلعت مساء الجمعة طائرة مصرية من مطار (جربة جرجيس الدولي) من محافظة مِدنين باتجاه القاهرة، تقل نحو مائتين من الرعايا المصريين العالقين في ليبيا.

وبدأ توافد المصريين العالقين في ليبيا نحو الأراضي التونسية صباح الجمعة، حيث وصل في الساعات الأولى نحو 183 مصريًا إلى معبر راس جدير، ولا تزال إجراءات عبورهم إلى الجانب التونسي متواصلة.

وقال السفير المصري في تونس أيمن مشرفة، في تصريحات صحافية الجمعة، إنه "تم نقل 187 مواطناً مصرياً عبر مطار جربة (جنوب شرق تونس) على متن طائرة مصرية في اتجاه القاهرة"، مرجحاً إمكان مواصلة عملية الاجلاء عبر البحر إضافة إلى الطائرات المخصصة لذلك.

وأكد السفير المصري عدم بقاء أي مصري على الأراضي التونسية وأن الامر يقتصر على مرورهم من التراب الليبي إلى مطار جربة القريب من الحدود التونسية - الليبية جنوب البلاد، وقد تم التنسيق بين السلطات التونسية والسلطات المصرية من أجل الاسراع في اجلاء المصريين.

وكانت وزارة النقل التونسية قد أعلنت عن شروع طائرات مصرية بداية من ليلة الخميس - الجمعة في تسيير رحلات جوية من مطار جربة في اتجاه مصر لاجلاء المصريين الوافدين من ليبيا.

وأكّد المتحدث باسم وزارة الدفاع التونسية بلحسن الوسلاتي أنّ التنسيق جار بين الوحدات العسكرية والأمنية التونسية لتأمين إجلاء المصريين.

وأكد مدير محطة مصر للطيران في تونس محمد نصر في وقت سابق لوكالة "الأناضول" التركية، عبور المصريين ووصولهم إلى المطار، وأضاف نصر أن "هناك محادثات مستمرة بين الخارجية المصرية ونظيرتها التونسية لضمان التنسيق الجيد لسير هذه العملية".

وقد علق منذ صباح الجمعة أكثر من 180 مصرياً هاربين من الصراع الدائر في ليبيا في معبر "رأس الجدير" الحدودي بسبب قطع محتجين تونسيين الطريق المؤدية إلى المطار.

ويغلق المتظاهرون منذ أيام هذه الطريق لمطالبة الحكومة التونسية بتنمية مدينتهم التي تعيش أساساً على التجارة وتهريب السلع بين ليبيا وتونس.

وقامت السلطات الامنية والعسكرية في مدينة "بنقردان" بالتفاوض مع المحتجين بهدف فسح المجال أمام المصريين الوافدين من الأراضي الليبية للعبور في اتجاه مطار جربة.

وأعلنت تونس أنها لن تسمح للأجانب القادمين من ليبيا بدخول أراضيها إلا إذا تكفلت حكومات بلدانهم بترحيلهم على الفور، وتخشى السلطات تدفق مئات الآلاف من الأجانب الهاربين من الصراع في ليبيا، نحو أراضيها مثلما حصل عقب الإطاحة بنظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي في 2011.

وينتظر مصريون عددهم غير محدد على الجانب الليبي من معبر رأس الجدير لدخول الأراضي التونسية، بعدما أعلنت مصر عن&إقامة جسر جوي لإجلائهم عبر المطارات التونسية، وذلك إثر إعلان تنظيم داعش ذبح 21 قبطيا في ليبيا.

وتشير تقديرات مصرية غير رسمية إلى وجود ما بين 200 و250 ألف مصري حاليا في ليبيا، ونصحت وزارة الخارجية المصرية الثلاثاء مواطنيها بالتوجه "إلى الحدود مع تونس حيث سيتم تسهيل مرورهم ونقلهم إلى أرض الوطن، وذلك في حال تعذر وصولهم إلى الحدود المصرية الليبية عبر معبر السلوم".
&