فيما اتهم أوباما المالكي والأسد بالمسؤولية عن ظهور داعش بسبب سياساتهما الطائفية، ردّ نائب الرئيس العراقي متهمًا الرئيس الأميركي بالتراخي الذي أدى إلى ظهور داعش وتمددها إلى دول المنطقة محملاً الإدارة الأميركية مسؤولية عدم تزويد العراق بالاسلحة التي طلبها لضرب داعش.


لندن: اعتبر نائب رئيس الجمهورية العراقي نوري المالكي تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما التي أعلنها الخميس الماضي واتهمه خلالها بسياسات طائفية خلقت بيئة حاضنة لتنظيم "داعش"، وتمدده في المنطقة، تأكيداً لحالة التخبط التي تعيشها الإدارة الأميركية في التعاطي مع الأوضاع العامة في المنطقة والعالم وخصوصًا ما يتعلق منها بسوريا والعراق وتشير إلى تجاهل متعمد لعدد من الحقائق الواضحة في مسعى لتضليل الرأي العام الأميركي والعالمي.

وأضاف المالكي في تصريحات صحافية وزعها مكتبه الاعلامي، وحصلت "إيلاف" على نسخة منها، أن الولايات المتحدة وحلفاءها من دول المنطقة ارتكبوا خطأ فادحًا حين حاولوا استغلال تنظيم داعش وجبهة النصرة كأدوات لاسقاط نظام الحكم في سوريا، وهي سياسة ساهمت بدرجة كبيرة في تنامي قدرة تنظيم داعش وتمدده إلى العراق وباقي دول المنطقة.

واشار إلى أن تنظيم داعش هو امتداد طبيعي لتنظيم القاعدة الذي حاربه العراقيون بدعم من أصدقائهم في الإدارة الأميركية السابقة، حيث تمكنت القوات الامنية من توجيه ضربات قاصمة للتنظيم قبل انسحاب القوات الأميركية من العراق نهاية عام 2011 ، لكن اندلاع الاضطرابات في سوريا وتصميم واشنطن وحلفائها على اسقاط النظام السوري عسكريًا قد ساهم بدرجة كبيرة في ولادة تنظيم داعش وجبهة النصرة وغيرها، ليتمدد داعش من سوريا إلى العراق ثم إلى الاردن ومصر وليبيا واليمن.

وتساءل قائلاً: "فهل يمكن القول اليوم إن الحكومة المصرية الحالية تتحمل مسؤولية الانشطة الارهابية التي يقوم بها داعش في شبه جزيرة سيناء ؟".

وأضاف المالكي أن أوباما يعرف جيداً أن العراق كان قد حذر الادارة الأميركية ومنذ الايام الاولى لاندلاع ما يسمى بثورات الربيع العربي من خطورة تنامي التنظيمات المتطرفة واشاعة الفوضى والاضطرابات في الدول العربية وبما يترك اثارًا سلبية مباشرة على الامن والاستقرار في المنطقة والعالم وأن ما يثير علامات الاستفهام الكبيرة هو تجاهل الادارة الأميركية لتحذيرات العراق المتكررة وخصوصًا اثناء الزيارة التي قام بها (المالكي) إلى الولايات المتحدة في اواخر عام 2011 حيث لم يتوقف العراق عن تحذيراته المتلاحقة حتى قيام داعش بالهجوم على محافظة الموصل وسط حالة من اللامبالاة في واشنطن وتصفيق غير مسبوق في عدد من عواصم المنطقة.

وأكد أن حكومته السابقة قد ابلغت الادارة الأميركية بشأن قيام تنظيم داعش باقامة معسكرات في عمق الاراضي بين العراق وسوريا، وطالبت الحكومة الأميركية بالوفاء بالتزاماتها تجاه العراق طبقاً لاتفاقية الاطار الاستراتيجي الموقعة بين البلدين عام 2008 لكن الادارة الأميركية التزمت جانب التسويف والمماطلة.

كما ناشد العراق مرارًا وتكرارًا الادارة الأميركية تسليمه الطائرات والأسلحة والمعدات العسكرية التي تعاقد على شرائها ودفع اثمانها،& لكن واشنطن التي لم تصغِ لتحذيرات بغداد لم تستجب ايضًا لمناشداتها بتسليح القوات الامنية بالمعدات اللازمة ليتمكن من ضرب وتدمير معسكرات الارهابيين قبل قيامهم بالاقتراب من المدن العراقية ومهاجمة الموصل.

وشدد المالكي على أن& تنظيم داعش الارهابي هو المستفيد الاول من التصريحات غير المسؤولة المبررة للرئيس باراك أوباما.. معتبرًا أن الاستمرار في اطلاقها سيؤدي إلى اضعاف عزيمة القوات الامنية في معركتها المصيرية مع الارهابيين في وقت تكتفي الادارة الأميركية بالقيام بضربات جوية استعراضية.

وقال في الختام "يعرف الجميع في داخل العراق وخارجه أن الحكومة العراقية السابقة قد التزمت بالدستور العراقي في مواجهة المجاميع الارهابية في جميع المدن العراقية ودافعت عن جميع مكونات الشعب العراقي دون استثناء كما تصدت للخارجين عن القانون من السنة والشيعة على حد سواء، وان اتهام الحكومة السابقة بالطائفية ينطلق من خلفية سياسية وهي تهمة طالما رددها اصحاب الاجندة الطائفية التي لم تعد خافية على احد".

أوباما يتهم المالكي بسياسات طائفية

يذكر أن الرئيس الأميركي قال يوم الخميس الماضي إن السياسات الطائفية لرئيس الحكومة العراقية السابق نوري المالكي والرئيس السوري بشار الاسد اسهمت بتأجيج العنف في بلديهما وظهور داعش. ودعا قادة وحكومات العالم إلى التحرك بقوة لصد أيديولوجية التطرف والعنف التي تتبناها جماعات إسلامية، مشددًا على أن الحرب التي يدعي هؤلاء أن الغرب يشنها على الدين الإسلامي ما هي إلا "كذبة قبيحة".

وقال في كلمته أمام الجلسة الختامية لقمة مكافحة التطرف والعنف التي استضافتها واشنطن، إن الإرهابيين يستغلون العقول غير مكتملة النضج لفرض خطاب الكراهية، مؤكدًا على ضرورة دحض الفكرة المنحرفة، القائلة إن هناك حربًا بين الغرب والإسلام.

وأضاف أن الصراع الطائفي في العراق وسوريا الذي اججه المالكي والاسد قد عبد الطريق لتنظيم الدولة الإسلامية داعش وشكل عامل جذب للإرهاب. وحث المجتمع الدولي على التعامل مع القضايا الاجتماعية التي قد تكون سبباً في انتشار التطرف والعنف ومنها الفقر والبطالة والأمية والفساد وغيرها من المظاهر التي اسهمت في عدم استقرار المجتمعات.

ويوم أمس أعلن عضو لجنة التحقيق في سقوط الموصل النائب احمد الجبوري أن اللجنة تعتزم استضافة وزير الدفاع الحالي خالد العبيدي قريبًا للادلاء بافادته، فيما اشار إلى أنّ القائد العام السابق للقوات المسلحة نوري المالكي سيكون آخر من سيتم استدعاؤه للتحقيق.

وقال الجبوري في تصريح صحافي إن"لجنة التحقيق في سقوط الموصل بصدد استدعاء وزير الدفاع السابق سعدون الدليمي والوكيل الاقدم السابق لوزارة الداخلية عدنان الاسدي خلال الفترة القريبة المقبلة لاستكمال ملف التحقيق ". وأضاف أن" لجنة التحقيق ستقوم ايضًا باستضافة وزير الدفاع الحالي خالد العبيدي الذي كان مستشارًا امنيًا لمحافظ نينوى انذاك".

واشار إلى أنّ "اللجنة لم تبت حتى الآن في تحديد موعد لاستدعاء المالكي" مضيفًا أن "نائب رئيس الجمهورية الحالي نوري المالكي ربما سيكون آخر من سيتم استدعاؤه للادلاء بإفادته امام لجنة التحقيق قبل انهاء ملف القضية واستكمال جميع الاجراءات لتقديم التقرير النهائي إلى رئاسة مجلس النواب".

وكانت لجنة التحقيق في سقوط الموصل استمعت مؤخرًا إلى افادات معاون رئيس اركان الجيش السابق الفريق اول الركن عبود كنبر وقائد القوات البرية السابق الفريق اول الركن علي غيدان.. كما استدعت لاحقاً نائب قائد عمليات نينوى اللواء الركن عبد الرحمن حنظل ابو رغيف ومدير استخبارات نينوى اللواء احمد الزركاني والعميد الركن فاضل جواد قائد الفرقة الثانية والعميد الركن عقيل حسن رئيس اركان قيادة عمليات نينوى لتدوين افاداتهم قبل ان تعلن عن عزمها تمديد عملها لشهر واحد لاستكمال نتائج التحقيق.