فيما طالبت منظمة اليونسكو مجلس الأمن بعقد اجتماع طارئ لمناقشة قضية تدمير تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" لمتحف الموصل التاريخي، فقد دعت بغداد الشرطة الدولية "الانتربول" الى التدخل.. بينما أعلنت شرطة محافظة كركوك اعتقال السائق الخاص لعزة الدوري أحد قياديي جيشه رجال النقشبندية.
فقد سارعت منظمة اليونسكو بالطلب من مجلس الأمن بعقد اجتماع طارئ لمناقشة قضية تدمير الآثار في العراق على يد "داعش" .. في حين اعتبرت السلطات العراقية تدمير التنظيم لمتحف مدينة الموصل الشمالية التاريخي خسارة للانسانية.&
تدمير أعرق الحضارات في العالم
&
وقالت مديرة "يونيسكو" ايرينا بوكوفا في بيان الليلة الماضية إن "هذا الاعتداء هو اكثر بكثير من مأساة ثقافية .. هذا أيضًا شأن أمني يغذي الطائفية والتطرف العنيف والنزاع في العراق". واضافت: "لهذا تواصلت مع رئيس مجلس الأمن الدولي لاطلب منه عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن حول حماية الإرث الثقافي العراقي كمكون اساسي من أمن البلاد". &
&
أما وزير السياحة والآثار العراقي عادل شرشاب فقد اشار إلى أن تدمير التنظيم لمتحف الموصل يعتبر من جرائم العصر الكبرى. وأضاف أن متحف الموصل الاثري يضم تاريخ أعرق الحضارات على وجه الأرض .. موضحًا أنه يتكون من ثلاث قاعات كبرى، فضلاً عن عدد من القاعات التي تخزن بها قطع الأثار صغيرة الحجم.&
&
وشدد في تصريح صحافي اطلعت على نصه "إيلاف"على "أن ما حدث يعد خسارة كبيرة للانسانية وليس للعراق فقط "..واكد أن "وزارة السياحة سترفع تنسيقها مع الانتربول الدولي ومنظمة اليونسكو لمنع تهريب او تداول الاثار العراقية التي تتاجر بها عصابات داعش الارهابية عن طريق الموصل".
&
واشارت بوكوفا الى ان بعض التماثيل التي دمرت تعود الى مدينة الحضر التاريخية المدرجة على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي والواقعة على مسافة 100 كلم جنوب غرب الموصل. واعتبرت ان عملية التدمير تخالف قرار مجلس الامن الرقم 2199 الصادر قبل نحو اسبوعين، والذي يهدف الى تجفيف الموارد المالية للتنظيم الذي يسيطر على مساحات واسعة في سوريا والعراق، ومنها تهريب الآثار. &
&
النجيفي : داعش كتب نهايته
&
ومن جهته، اعتبر نائب رئيس الجمهورية اسامة النجيفي أن داعش بتدميره لمتحف الموصل قد كتب نهايته .. وقال: "امام كل جريمة من جرائم داعش كنّا نقول بانها جريمة تطعن القيم والمبادئ، وما حدث اليوم في الموصل الحدباء امر يفوق كل قدرة على وصف البشاعة والتردي والسقوط، آثار تختزن وتختصر مسيرة الانسان عبر العصور".
&
وأضاف النجيفي في بيان صحافي حصلت "إيلاف" على نصه ان ما تم تدميره هو "آثار تمثل اعظم كنوز العراق وعنوان حضارته ورقيه وسبقه وتقدمه، آثار تصبح هدفاً لمعاول داعش تضرب وتدمر وتحطم&بدم بارد لا يمت للدم البشري بأية صلة قريبة او بعيدة .. أهي خدمة للشيطان ام الجحيم ام وادي الانحطاط الأسفل ؟".
&
وقال: "لا نعتقد أن صديقًا او عدوًا ينتمي الى الجنس البشري يمكن ان يوافق على عمل لا تجرؤ الوحوش نفسها على الإتيان بجزء منه .. الموصل الحدباء بكل حضارتها وتاريخها وشواهدها وأضرحة أنبيائها وأوليائها وانسانها أصبحت مستباحة وأسيرة في قفص داعش ولا مناص إذن من فعل يرتقي الى مستوى ما يعانيه الانسان ومستوى التدمير والتحطيم ولا مناص من تحشيد كل جهد وقوة وطاقة لضرب المجرمين وطردهم من مدينة الأنبياء والقديسين". وشدد النجيفي بالقول "داعش كتبت موتها واعلنت نهايتها ولم يتبقَ غير الإعلان النهائي عبر معركة التحرير".&
&
تدمير المتحف: تصفية لحسابات تاريخية
&
أما &الحزب الإسلامي العراقي فقد اشار الى أن سلوك عصابات داعش الارهابية بات يعبر بشكل واضح عن حقيقة كونه أداة بيد مشروع خبيث يوجهه اعداء العراق .. مؤكدًا غضبه لتدمير مجموعة من الآثار والمعالم الحضارية في محافظة نينوى.
&
وقال الحزب في بيان صحافي إن تدمير آثار نينوى يمثل تنفيذاً لعملية ممنهجة تحاول محو حضارة العراق وطمسها، &موضحاً أن التاريخ&ما زال حاضراً على ما يبدو في نفوس خصوم هذا البلد الذي علم الإنسانية جمعاء وأنار لها دروبها وحياتها، وأن استهداف حضارته ليس بعيداً عن تصفية حسابات تاريخية باقية تثير الحقد ومشاعر الكراهية لبلاد الرافدين .
&
واضاف أن مخطط داعش يستهدف الجميع اليوم فلم يسلم منهم الإنسان الذي عذب وقتل وأحرق، وانتهى الأمر بهم الى تدمير الآثار التي ظلت شاخصة لقرون .. مشدداً على ان تسارع هذه الأحداث يوجب التعجيل بانجاز تحرير محافظات البلاد من التنظيم واعادة الحياة لها ، وتأمين أهلها الذين يعانون اليوم من هذا الفكر المنحرف وأصحابه.
&
وأمس وصف رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري قيام تنظيم "داعش" بتدمير المتحف التاريخي في مدينة الموصل الشمالية التي يسيطر عليها، بأنه عمل ظلامي لعصابات ارهابية لا تأبه للحضارة والتاريخ.
&
وأوضح "أن هذه المجاميع الظلامية تثبت في كل يوم انها عدو للعراق بماضيه وحاضره ومستقبله" .. &مضيفاً ان تاريخ هذه المدينة الناصع والذي يمثل تاريخ الحضارة البشرية لا يمكن لمثل هذه الثلة الضالة ان تمحوه أو ان تمحو تاريخ اهل هذه المدينة الذين باتوا بانتظار نداء الوطن ليطهروا مدينتهم من كل غريب دخلها" .. كما قال في تصريح صحافي تسلمته "إيلاف".
&
وبث تنظيم الدولة الاسلامية امس تسجيلاً مصوراً يظهر فيه قيام عناصره بتحطيم قطع ومجسمات أثرية يعود بعضها للقرن الثامن قبل الميلاد في متحف نينوى بمدينة الموصل ،&والذي يعد من أهم المتاحف في العالم. وظهر متحدث للتنظيم يقف أمام مجسم أثري كبير فيما يفترض أنه متحف نينوى الأثري، وأشار بيده إلى المجسم قائلاً "إن هذه أصنام وأوثان لأقوام في القرون السابقة كانت تُعبد من دون الله".
&
وأضاف بأن "ما يسمى بالآشوريين والأكّاديين (وهما حضارتان قديمتان في منطقة بلاد ما بين النهرين ما بين الألف الأول والثاني قبل الميلاد) وغيرهم كانوا يتخذون آلهة للمطر وآلهة للزرع وأخرى للحرب يشركون بها بالله ويتقربون إليها بشتى أنواع القرابين".
&
ثم ظهر عناصر من التنظيم يقومون بدفع ورمي مجسمات أثرية عديدة وتحطيم أخرى بالمطارق وبالمناشير وأجهزة الحفر الكهربائية لتصبح قطعاً صغيرة. وظهرت في التسجيل لوحات تعريفية شارحة بالقطع والمجسمات الأثرية التي تم تحطيمها تظهر أن بعضها يعود للقرن الثامن قبل الميلاد.&ويعتبر علماء ومتخصصون بالآثار متحف نينوى في مدينة الموصل العراقية من أهم متاحف العالم، حيث يحوي آلاف القطع الأثرية.
&
اعتقال السائق الخاص لعزة الدوري والقيادي في تنظيمه العسكري
&
أعلنت قيادة شرطة كركوك اعتقال السائق الشخصي لنائب رئيس النظام العراقي السابق المطلوب للقضاء العراقي عزة الدوري، موضحة أن المعتقل يعد قيادياً بارزاً في جيش رجال الطريقة النقشبندية الذي يتزعمه الدوري وينفذ عمليات مسلحة بين الحين والآخر ضد القوات الحكومية.
&
وقال مدير شرطة الاقضية والنواحي بكركوك، العميد سرحد قادر إن قوه أمنية مشتركة اعتقلت امس قيادياً بارزاً في جيش رجال الطريقة النشقبندية، وهو السائق الشخصي لنائب رئيس مجلس قيادة الثورة في النظام السابق عزة الدوري داخل مركز مدينة كركوك.
&
وأشار قادر إلى أن "السائق من مدينة تكريت عاصمة محافظة صلاح الدين (170 كم شمال غرب بغداد) وكان يعمل في جهاز الأمن الخاص إبان حكم الرئيس السابق صدام حسين ثم التحق بعد ذلك بجيش رجال النقشبندية، كما نقلت عنه وكالة المدى بريس.
&
ويعد الدوري المسؤول البعثي السابق من أكبر القياديين العراقيين السابقين الذين نجوا من القبض عليهم بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003 ونجح في التواري عن الأنظار قبل سقوط بغداد في نيسان (أبريل) من ذلك العام، وظهرت بصماته في قيادة عمليات تمرد كثيرة وتتهمه الحكومتان العراقية والأميركية بالإشراف على شبكات وخلايا مسلحة وتسخير علاقاته وشبكاته الخاصة لخدمة هذه التنظيمات.
&
ولطالما اعلنت القوات العراقية خلال السنوات الاخيرة اعتقالها للدوري، لكن ذلك لم يتأكد وظل طليقاً لحد الآن ويقوم بنشاطات سياسية وعسكرية برغم الامراض المزمنة التي يعاني منها. ورصد الاميركيون عشرة ملايين دولار في عام 2003 لمن يساعد في القبض على الدوري.&
&
وقد ولد الدوري عام 1942 في ناحية الدور ( 150 كيلو مترا شمال بغداد ) على الجانب الشرقي لنهر دجلة بين سامراء وتكريت لعائلة فقيرة واكمل دراسته المتوسطة في الدور ثم انتقل الى بغداد ودخل ثانوية الاعظمية بداية الستينات، الا انه لم يكمل دراسته فيها بسبب اضراب الطلبة ضد حكم الزعيم عبد الكريم قاسم مطلع عام 1963 ، حيث كان ناشطاً في صفوف الاتحاد الوطني لطلبة العراق التنظيم الطلابي لحزب البعث الذي انتمى الى صفوفه عام& 1959.
&
وبعد انقلاب 17 تموز (يوليو) عام 1968 الذي اعاد حزب البعث الى السلطة كان الدوري يشغل درجة عضو فرع الا انه انتخب عضواً في القيادة القطرية للحزب في اول مؤتمر قطري يعقد في أيلول (سبتمبر) عام 1968 ثم تولى مسؤولية المكتب الفلاحي والمجلس الاعلى للاصلاح الزراعي، وشغل منصب وزير الزراعة والاصلاح الزراعي ثم وزيرا للداخلية.
&
وعقب تولي صدام حسين مسؤولية الحزب الأولى ورئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس قيادة الثورة صيف عام 1979 عيّن الدوري نائبًا له في قيادة مجلس الثورة والحزب حيث كان صدام يثق به بشكل مطلق فكلفه برئاسة لجان التحقيق في العديد من القضايا ضد قياديين في الحزب، وخاصة بعد (مؤامرة) عام 1979 التي راح ضحيتها عشرون من قيادات الحزب والوزراء الذين نفذ فيهم صدام حسين حكم الاعدام لرفضهم توليه الرئاسة من دون انتخاب حزبي أو شعبي.
&
وكانت الشرطة الدولية اصدرت عام 2012 أمرًا بالقاء القبض على عزة الدوري بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية .. وقالت (الانتربول) في بيان إن مذكرة الاعتقال الخاصة بالدوري صادرة عن الحكومة العراقية وطلبت من كل شخص يملك معلومات عنه &إبلاغ الشرطة الوطنية أو المحلية.&
التعليقات