قال وزير الخارجية الإيراني إن بغداد وطهران يواجهان تحديات مشتركة ولذلك فإن امن العراق مهم لاستقرار بلاده، فيما أشار نظيره العراقي إلى توقيع اتفاقات ثنائية بإلغاء الرسوم على جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة في البلدين... بينما لم يعترض على دخول قوات تركية إلى سوريا.



لندن: قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي ابراهيم الجعفري في بغداد، التي وصلها اليوم في زيارة رسمية قصيرة إن إيران والعراق يواجهان تحديات مشتركة، ولذلك فبلاده كانت أول من دعم العراق ضد الإرهاب. وشدد على أن استقرار وتقدم العراق في جميع المجالات هو استقرار وتقدم لإيران. واشار إلى ان العراق يحقق تقدماً على جميع الأصعدة وحكومته حققت نجاحات باهرة على صعيد مكافحة الإرهاب، المتمثل بتنظيم "داعش" ومن يناصره. وأكد أن بلاده كانت ولا تزال باقية إلى جانب العراق. وقال إن هذا الأمر يدفعنا إلى التحرك والتشاور مع جميع دول المنطقة لتجاوز تلك التحديات مؤكدًا ان بلاده ستقف مع العراق أرضا وشعبا على الدوام لافتا إلى أن ذلك تجلى بتقديم المساعدة للعراق لمواجهة الإرهاب .
&
ومن جانبه، أعلن الجعفري توقيعه مع ظريف على مذكرات تفاهم مع إيران خاصة برفع الرسوم عن الجوازات الدبلوماسية والخاصة. وقال ان العراق يتطلع إلى تعزيز التعاون مع إيران بما يخدم البلدين في مختلف المجالات . وأشار إلى ان العراق اعتمد مبدأ الانفتاح مع دول العالم واصبح ينظر إلى كل دولة بحسب موقفها من الإرهاب. وأكد ان العراق التزم سياسة الابتعاد عن محاور الصراع في العالم بحيث تكون له علاقات مع جميع الدول بغض النظر عن طبيعة علاقاتها مع بعضها.&
واضاف الجعفري أنه لم يثبت لدى العراق تورط أي دولة بتقديم المساعدات والأسلحة لتنظيم" داعش" في اشارة إلى اتهامات وجهها نواب ومسؤولون شيعة للولايات المتحدة، بإلقاء طائراتها أسلحة ومعدات لمقاتلي التنظيم في بعض المناطق التي يسيطر عليها في العراق. وشدد على أن العراق لن يسمح لأي دولة بأن تمس سيادته بشكل مباشر أو غير مباشر.
&
وعن دخول قوات تركية إلى داخل الأراضي السورية أمس لإجلاء رفات مؤسس الدولة العثمانية من مرقده هناك اوضح الجعفري ان العراق يحترم سيادة الدول ولايتدخل في شؤونها الداخلية "ولكن عندما يحصل اشتباك او احتكاك ما بين دول الجوار فإننا نبذل جهودا من اجل اعادة الاجواء إلى وضعها الطبيعي". واضاف ان تركيا كانت من بين الدول التي استهدفها الإرهاب عندما احتجز تنظيم "داعش" عددا من دبلوماسييها في مدينة الموصل العام الماضي.
&
مباحثات لظريف مع العبادي ومعصوم
وفي وقت لاحق اليوم، سيبحث ظريف مع الرئيس العراقي فؤاد معصوم ورئيس الحكومة حيدر العبادي العلاقات السياسية بين البلدين ويناقش التطورات الأمنية في العراق والمنطقة والتنسيق بين دولها لمواجهة الإرهاب ويعرض تطورات المفاوضات حول الملف النووي لبلاده.
&
وسيجري ظريف الذي يبدأ زيارة رسمية قصيرة للعراق الثلاثاء مباحثات مع رئیس الوزراء حیدر العبادي ووزیر خارجیته ابراهیم الجعفري الذي سيعقد مع الضيف مؤتمرا صحافيا يتحدثان فيه عن علاقات بلديهما والاوضاع في المنطقة. وستتناول مباحثات ظريف مع المسؤولين العراقيين احدث التطورات على صعيد المنطقة وسبل تنمية العلاقات بين إيران والعراق ويستعرض في لقاءاته اخر تطورات المباحثات الإيرانية الاميركية حول ملف طهران النووي. ومن المنتظر ان يبحث ظريف مع المسؤولين العراقيين ايضا الغاء تأشيرات الدخول السياسية للدبلوماسيين والخدمة للمتعاقدين والموظفين الحكوميين غير الدبلوماسيين بين البلدين في إجراء سيكون مقدمة لإلغاء التأشيرات على دخول عموم مواطني البلدين اليهما.

زيارات إيرانية متتالية إلى العراق
وتأتي زيارة ظريف هذه للعراق بعد ايام من زيارة مماثلة قام بها نائب الرئيس الإيراني أسحاق جهانغيري لبغداد منتصف الشهر الحالي، حيث تم التوقيع عقب اجتماع اللجنة العليا المشتركة للتعاون السياسي والاقتصادي بين البلدين على اتفاقيات تعاون في مجالات النقل والسياحة والتجارىة والصناعة والزراعة والثروة الحيوانية. وخلال اجتماعه مع جهانغيري فقد أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ضرورة توسيع وتطوير التعاون بين البلدين الجارين في مجالات التجارة والنفط والغاز والكهرباء والزراعة والاسكان والنقل إلى جانب التعاون المالي والمصرفي. ومن جهته، شدد جهانغیري على ان علاقات طهران وبغداد استراتیجیة وتهدف لخدمة مصالح شعبيهما .. وقال ان سياسة بلاده الاستراتيجية هي دعم وحدة الشعب العراقي واستتباب الامن والاستقرار وتحقيق التقدم لهذا البلد . &&
&
وكان امين لجنة التنمية الاقتصادية الإيرانية العراقية رستم قاسمي قد اوضح مؤخرا أن قيمة الصادرات الإيرانية الى العراق في العام الإيراني الماضي المنتهي في 20 اذار (مارس) الماضي بلغت 13 مليار دولار ومن الممکن ان تصل إلى 25 مليار دولار مستقبلا.
&واشار الى احتمال إلغاء تأشيرات الدخول بين البلدين موضحا ان اکثر من مليون و700 الف عراقي قد زاروا إيران في العام الإيراني الماضي فيما توجه مليون و300 ألف إيراني إلى العراق لزيارة العتبات المقدسة المنتشرة في العديد من مدنه ومن المتوقع ان يصل الرقم الى اکثر من 3 ملايين في حال إلغاء التأشيرات بين البلدين.&
&
ويقوم المسؤول الإيراني بزيارته هذه إلى العراق في اجواء توتر طائفي وسياسي خطير حيث تتصاعد اتهامات لميليشيات شيعية تدعمها إيران بارتكاب جرائم قتل ضد ابناء المكون السني . وتقر إيران بإرسالها خبراء عسكريين من الحرس الثوري بدعوى مساعدة العراق على محاربة تنظيم "داعش" الذي فرض سيطرته على الموصل ومساحات واسعة من المناطق الغربية منذ حزيران (يونيو) الماضي لكنها استغلت ذلك لمزيد من التدخل في الشؤون العراقية ودعم الميليشيات المؤيدة لها ما اطلق يدها في تنفيذ عمليات قتل واختطاف للمواطنين وانتهاك حرماتهم .