تباينت وجهات نظر عراقيين حول تسمية شارع بمدينة النجف باسم (الخميني)، ففي الوقت الذي وجد البعض ان الامر لا يستحق الضجة التي احدثها لكون الخميني ابن المدينة وعاش فيها، يعتقد آخرون ان الامر استهانة بدماء الذين سقطوا في الحرب العراقية الايرانية واعتبروه فتنة طائفية.


عبد الجبار العتابي من بغداد: اعلن عدد من العراقيين عن احتجاجهم على تسمية الشارع الذي يؤدي الى مطار النجف الدولي باسم شارع الامام الخميني المرشد الاعلى للجمهورية الايرانية الاسلامية الراحل بعد حكم شاه ايران مع تعليق صورة كبيرة للخميني.

وأعرب ناشطون عراقيون عن استيائهم الشديد من تسمية شارع في مدينة النجف باسم الخميني وأطلقوا هاشتاغ على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) تحت عنوان (شارع_مطار_النجف_عراقي_وليس_إيراني).

صورة الخميني التي وضعت على طرف شارع مهمل حملت ملاحظة تشير الى ان تسمية الشارع جاءت (بناء على موافقة المجلس المحلي لقضاء النجف المرقم هـ 2-5-9195 بتاريخ 5 / 8 / 2014).

احتجاج ناشطين
&
وطالب الناشطون بتسمية الشارع باسم (شهداء العراق) الذين راحوا ضحية الحرب العراقية الإيرانية (1980 – 1988) أو شهداء العراق إبان الحرب مع الأميركيين أو حاليا مع «داعش» أو باسم أحد الرموز العراقية كمراجع دين أو علماء أو كتاب وغيرهم، كونه يمثل واجهة لكل من يزور العراق عن طريق المطار.

وأكد بعض الناشطين على أن الاعتراض ليس على شخص الخميني بقدر ما هو اعتراض على الاستهانة بدماء شهداء العراق إبان الحرب وأن إيران لم تسم شارعا لها باسم رمز عراقي أو باسم الشهيدين الصدرين.

واشار البعض الاخر الى ان الشارع بما انه يؤدي لمطار النجف فانه يمثل واجهة لكل وافد الى العراق وليس وافدين الى النجف وحدها، متسائلين "هل نستطيع تسمية شوارع المطار الاخرى باسماء رموز عربية؟"

وكان اسحاق جهانغيري النائب الاول لرئيس الجمهورية الاسلامية في ايران الذي زار العراق قد افتتح الشارع الذي يحمل اسم الخميني في النجف بحضور رسمي ممثل بعدد من اعضاء الحكومة المحلية في المحافظة وحشد من المواطنين، والشارع هو الرابط بين قصر الثقافة ومطار النجف الدولي في المحافظة.

لا احراج في التسمية

يؤكد راضي سلمان وهو موظف من بغداد أنه لا يرى في التسمية اي احراج.

وقال: "اعتقد اولا ان من حق المدن تسمية اسماء شوارعها بمن تشاء ولا اعتقد في ان في ذلك احراجا او ضررا".

واضاف: "تسمية شارع في مدينة النجف باسم الخميني هو امر خاص باهالي النجف وحكومتهم المركزية، وربما هم يعتزون به لانه كان يعيش في النجف وله مكانة عندهم غير المكانة التي عند غيرهم، مثلما هناك جامعا في مدينة الرمادي باسم (معاوية بن ابي سفيان) ولم يعترض عليه احدا، أنا شخصيا احترم اعتراض البعض باعتبار الخميني كان طرفا في حرب كارثية، ولكن من المفيد عدم اعطاء الموضوع اكثر من حجمه فلا يمكننا ان نعترض عليه وربما اهل النجف لديهم حجتهم فيه".

يراد منها فتنة

يؤكد سليم عبد الله مشرف (موظف من بغداد)، على ان الضجة يراد منها اثارة فتنة، وقال: "اريد ان اقول للمؤيدين لاسم الشارع: هل تقبلون لو ان اهل الاعظمية يسمون شارع باسم "ابن تيمية"؟ اكيد لا تقبلون فلماذا تقبلون باسم الخميني، وهذا الرجل يكرهه كثير من العراقيين بالاضافة الى ان تطلعات العراق ليكون دولة مدنية غير تابعة لدولة اخرى لا تسمح بمثل هذه الاشياء التي تؤكد بشكل وبآخر& تبعية العراق لايران".

أضاف: "واقول للمعترضين: ان من حق النجف ان تسمي اسم شارع او جامعة باسم الخميني وليس لاحد سلطة على ادارة محلية، خاصة ان الخميني عاش في النجف زمنا طويلا، والاهم لماذا الاعتراض ؟ فهو رجل دين اسقط الطاغية شاه ايران بثورة سلمية، ولكنني اشم رائحة طائفية مقيتة".

انشغال مستغرب

يستعرب الاستاذ الجامعي حسين القاصد الضجة على تسمية شارع في الوقت الذي هناك اهم منها كالحرب ضد داعش.

وقال: "على هامش هذه الضجة التي احدثتها تسمية شارع باسم الخميني، يمكنني ان اضرب بعض الامثلة، مثلا : مدينة الثورة، هي الرافدين وهي ايضا مدينة صدام واخيرا مدينة الصدر، ومازال اغلب أهلها يسمونها الثورة، وهناك حي صدام صار اسمه حي السلام لكنه مازال ينادى بحي صدام، هناك شارع باسم الشاعر محمد مهدي الجواهري في النجف لكن الناس لاينادونه بشارع الجواهري، وكذلك جامع 14 رمضان يحمل ( يوم مقتل الزعيم عبد الكريم قاسم ) ولحد الان يحتفظ باسمه، كذلك جامع ام المعارك صار جامع ام القرى، ولا ارى فرقاً بين القرى والمعارك لأنها من ابناء الجوامع".

أضاف:" لا اعرف المغزى من هذه الضجة، فلماذا نسينا الراتب الاربعيني ومجزرة منطقة البغدادي واغتيال الجنابي واعتداء حمايات المسؤولين على الاعلاميين،& وانشغلنا بشارع اطلقوا عليه اسم الخميني؟"

مفارقة !

وللكاتب& حمد حميد رأي مختلف فقد قال إنه يرفض أن يتكلم احد عن الامام الخميني، بذات النفس البعثي القميء.

يقول: "شخصياً أذوبُ في الخميني العارف الكبير، وليس القائد والسياسي والمنظر لنظام ولاية الفقيه، الذي لي عليه مئة علامة من الاستفهام، لاسيما في حربنا الهوجاء التي راح ضحيتها ألآلاف من الشباب".

واضاف: "إقامة الامام الراحل في النجف، لاتعني أن له بصمـة على إرث المدينـة النرجسـي، فالنجـف مدينـة نرجسيـة بإمتياز، لاتعتـرفُ بعالـم إلا من حوزتهـا العـريقـة. وأيضاً لم يفـرض أي عالـم ذاته عليها، كما فعـل الامام الخميني، حينما طبع كتابـه المعروف (تحـريـر الوسيلـة)، والموقـع بـ(زعيم الحوزات العلمية الامام الخميني)، إذا بالاخيـر يأمـر بسحـب النسخ الموقعة بهذا التوقيع، إحتـرامـاً لوجـود زعيم الطائفـة الاكبـر، الإمام (ابو القاسم الخوئي) رحمه الله".

وتابع: "المفارقـة ان غالبية الشيعـة في العراق، ترى في شخـص (الامام الخميني) العمامـة السلبيـة، التي تمثل أحد طرفي الحـرب والنزاع، الى جانب المقبـور صـدام حسيـن، وأغلبهم فقهيـاً يرجعون الى نهـج النجـف التقليدي المتمثل بخـط (الخوئـي - السيستاني). ماعـدا حـركات الاسلام السياسي الشيعي، التي أشاعت الجانب الايجابي لصورة أبيها الروحـي، الذي باتت اليوم صوره ومؤلفاته تغـزو الشـارع والمشهد في العـراق، أنا ضـد تسميـة أية شارع باسم الامام الخميني، لآن الاخير أضحـى رمـزاً وطنيـاً لايـران، واستعارتنا لـرمـز الجـارة الشـرقيـة، دليـلُ عقـم في الرموز الوطنية للعراق".&&

تعليقات&فايسبوكية
&
الى ذلك، سجلت "إيلاف" كثيرا من التعليقات على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، اخترنا منها ما يأتي:

مها العيون كمال: لدينا العديد من الشوارع المهمه"، ماذا سيطلقون عليها، شارع فلسطين //شارع نجاتي؟، شارع الربيعي //شارع اصفهاني ؟، شارع الرشيد//شارع رفسنجاني؟، شارع المتنبي / شارع طهران؟، مع الاسف،" بقي منّا اطلال بلد كان في يوماً ما بلد الاحرار.

لطيف الدلفي: "نتشرف بإمام الامة الذي قال ان امريكا هي الشيطان الاكبر.

عزالدين الماس: اذا الشعب يحب الامام (روح الله مصطفى الخميني ) لماذا هذه العداوة والكره، ألانه اسس حكومة شيعية كرهتموه ،ام لانه قام باستبدال السفارة الاسرائيلية بسفارة فلسطينية.

صادق الخطاط :& ليس لنا كره مع احد .. الخميني للايرانيين وليس للعراقيين .. اسألكم هل هناك مكان او شارع او مدرسة في ايران باسم شخصية عراقية؟ ثم ما علاقة التشيع او التسنن بذلك ، التبعية و العبودية لايران ما زالت مستمرة ، فصور الايرانيين من الخميني و غيره تملاء شوارع العراق ولم نر اي عالم عراقي في شوارع ايران.