كشف معتمد للمرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني أن "داعش" كاد أن يسقط بغداد وكربلاء والنجف بعد سقوط الموصل في حزيران الماضي لولا دعوة المرجع للعراقيين للتطوع لمواجهته، ودعا القوات الأمنية إلى العمل على منعه من العودة إلى المناطق التي تم تحريرها منه. وأشار إلى أنّ البلاد تواجه أزمة مالية وتحدياً اقتصادياً خطيرين يستوجبان محاربة الفساد وتضحية المسؤولين بامتيازاتهم وترشيد النفقات.


لندن: قال الشيخ عبد المهدي الكربلائي، معتمد المرجع الشيعي الاعلى في العراق السيد علي السيستاني، في خطبة الجمعة في كربلاء، تابعتها "إيلاف" عبر قنوات محلية اليوم، إن القوات الأمنية ومعها قوات البيشمركة ومتطوعو الحشد الشعبي تواصل تقدمها ودحرها للارهاب وتحقيق انتصارات في أكثر من منطقة استطاعت أن تستعيدها من سيطرة تنظيم "داعش"، لكن المأمول منها الآن أن لا تسمح بحدوث ثغرات عسكرية مثلما حدث مؤخرًا، حيث استطاع التنظيم العودة إلى تلك المناطق.

وشدد على ضرورة محافظة القوات العراقية على النصر الذي تحققه والتقدم نحو بقية المناطق لتحريرها.

وأضاف أنه بعد احتلال تنظيم "داعش" للموصل في حزيران (يونيو) الماضي وتقدمه نحو محافظات اخرى، فإن العاصمة بغداد كادت أن تسقط بيده وبعدها النجف وكربلاء لو استمر حال الانهيارات العسكرية لكن المرجعية الشيعية تصدت للامر ووجهت نداء إلى المواطنين للتطوع لمواجهة الارهاب، فتصدوا واستجابوا لذلك ومعهم القادة والمسؤولون فواجهوا الارهاب وانتزعوا منه الكثير من المناطق التي سيطر عليها.. وقال إن هذا يستوجب ادامة الزخم العسكري والحاق هزيمة نهائية بالتنظيم والقضاء عليه.

الأزمة المالية

وعن الأزمة المالية الحالية التي يواجهها العراق، والعجز في ميزانية العام المقبل بسبب العمليات العسكرية وهبوط اسعار النفط، أشار الكربلائي إلى أنّ تخفيض الميزانية الاستثمارية فيها سيؤثر سلبًا على تنفيذ المشاريع وتقديم الخدمات التي انتظرها المواطنون لسنوات، إضافة إلى زيادة معدلات البطالة بسبب ايقاف التعيينات وابقاء الخريجين من دون عمل.

وأشار إلى أنّه لا يصح أن تقتصر إجراءات الحكومة لمواجهة هذه الأزمة على اجراءات انية، وانما لا بد من وضع دراسات اقتصادية من قبل اصحاب الخبرة والاستفادة من تجارب دول أخرى في هذا المجال.

وشدد على أن مواجهة هذه الأزمة يتحملها الجميع بدءًا من الوزراء والنواب وكبار المسؤولين وانتهاء بالمواطنين، حيث يجب أن يساهم الجميع في العمل على الخروج منها واعتماد منافذ جديدة للموارد وتطوير الصناعة والزراعة والسياحة ودعم القطاع الخاص.

وأكد معتمد المرجعية الشيعية العليا على ضرورة تعاون المسؤولين على محاربة الفساد والتخلي عن امتيازاتهم الضخمة.. واوضح أن ذلك سيوفر للبلاد اموالاً طائلة لتجاوز هذه المرحلة من دون توقف عجلة التنمية. وناشد المواطنين ترشيد النفقات وتقليص الاستهلاك في الكهرباء والماء.

وقال إن العراق يواجه حاليًا أزمة وتحدياً خطيرين يجب مبادرة الجميع، مسؤولين ومواطنين، للعمل بجد للتخلص منهما، وقال إن ارادتهم وتصميمهم ستخرج البلاد من هذه الأزمة وتحقق لها الأمن والاستقرار والرفاه.

وكان مجلس النواب العراق اجل امس المصادقة على ميزانية البلاد لعام 2015 إلى السابع من الشهر المقبل، بعد أن أضاف إليها فقرات تنص على تخصيص جزء من ميزانية وزارة الدفاع إلى قوات البيشمركة الكردية وتثبيت حصة اقليم كردستان البالغة 17% منها، ومنح المحافظات المنتجة للنفط دولارين عن كل برميل يباع من نفطها.

وتعاني الميزانية من عجز مقداره 20 مليار دولار، ووضعت الارهاب والنازحين والطاقة في اولويات انفاقها. وتتطلع الحكومة لتميل هذا العجز من خلال زيادة انتاج وتصدير النفط وأذون خزانة وسندات حكومية والاقتراض من البنوك المحلية وزيادة الضرائب على شركات الطاقة وشركات الهاتف النقال وعدد من الشركات الاخرى، إضافة إلى ضغط النفقات العامة للدولة.