دعا المرجع الشيعي الأعلى في العراق السيستاني، السلطات إلى معاقبة القادة العسكريين&المسؤولين عن سقوط مناطق عراقية بيد تنظيم الدولة الاسلامية "داعش"، وطالب الضباط والجنود والمتطوعين بقتال شجاع ضد التنظيم، وعدم ترك مواقعهم مهما كانت الظروف دفاعًا عن العراق والعراقيين جميعًا.


لندن: أكد السيد أحمد الصافي معتمد المرجع الشيعي الأعلى آية الله السيد علي السيستاني، خلال خطبة الجمعة في مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) ضرورة عدم التهاون مع الذي يثبت تقصيره من المسؤولين العسكريين... وأشار إلى حصول إخفاقات أمنية وعسكرية خلال الأيام الأخيرة، ما تسبب بمصرع وجرح مجموعة من الجنود . وشدد على عدم التهاون مع خطر الإرهاب والإرهابيين... ودعا إلى "رص الصفوف وتكاتف القوى الخيرة، لغرض صد ودفع هذا الخطر، وتوفير كل الإمكانات المتاحة وتذليل العقبات من اجل تحقيق النصر".
&
واضاف الصافي ان "المعركة تتطلب رباطة جأش وثبات قدم من قبل افراد الجيش والقوات الأمنية والحشد الشعبي، والتحلي بروح الشجاعة والصبر على مقاتلة المجرمين وعدم ترك المواقع مهما كانت الظروف بل القتال بقوة وبسالة اذ ان المهمة مقدسة ونبيلة وهي الدفاع عن العراق والعراقيين جميعا بلا فرق فقليل من الصبر ومن الجهد والمرابطة يتبعها نصر".
ودعا الصافي الضباط من جميع التشكيلات والرتب، إلى ان يكونوا ميدانيين ومع إخوتهم الجنود والمراتب ويعيشون معاناتهم ويحملون همومهم ويدافعون معهم ويعززون معنوياتهم .. واشار إلى ان "القائد كلما كان ميدانيا كان اقدر على اتخاذ القرارات المناسبة".
&
وطالب الحكومة بتوفير احتياجات المتطوعين من خلال القنوات الرسمية والقانونية وقال إن "على الجهات الحكومية ان تتحمل مسؤولياتها تجاه المتطوعين الذين هبوا للدفاع عن البلد منذ اشهر وما زالوا، وتوفر لهم ما يحتاجونه من خلال القنوات القانونية الرسمية وعدم بخس حق كل من قاتل ويقاتل في سبيل الدفاع عن البلد".
&
واشتكى ممثل المرجعية من عدم انتظام منح حقوق أعداد كبيرة من المتطوعين إلى الآن من قبل الجهات المعنية وبشكل يحفظ حقوقهم فضلا عن تأخر المساعدات العسكرية والمادية... وحذر من "ان هذا التأخر غير مبرر، لأن هؤلاء المتطوعين أعطوا كل ما عندهم وتركوا عوائلهم وهبوا للدفاع عن حياض العراق جنبا إلى جنب مع اخوتهم في القوات المسلحة لذا كان واجبا على الدولة ان تنهض برعاية امورهم". وعن الجهد الاستخباري المطلوب لمواجهة الإرهاب شدد معتمد السيستاني على اهمية التفاعل مع المعلومة الدقيقة لأن اهمالها قد يؤدي إلى مآس خطيرة .&
&
وفي وقت سابق اليوم، أكد رئيس الوزراء حيدر العبادي عزمه على محاسبة القادة والمسؤولين عن سقوط الموصل ومحافظة صلاح الدين وباقي المناطق بيد تنظيم الدولة الاسلامية "داعش". وأضاف العبادي في تصريحات للصحافيين في مقر اقامته في مدينة نيويورك "ورثنا مؤسسة عسكرية فيها اشداء لكن ما حصل في الموصل ومناطق اخرى يجب ان يحاسب عليها اشخاص والبعض يسيء للمؤسسة العسكرية ولن نحمي هؤلاء ومن يقوم بمثل هذه الحملات بعضهم من البعثيين".
ويوم الثلاثاء الماضي احال العبادي قائدين عسكريين إلى التقاعد بعد يوم من اعتقال امري افواج والوية بسبب تقصيرهم في وقوع 300 جندي اسرى بيد "داعش" شمال الفلوجة ثم قام بأعدامهم فقد نشر التنظيم صوره لهم .
فقد أحال القائد العام للقوات المسلحة رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي معاون رئيس اركان الجيش لشؤون العمليات الفريق اول ركن عبود كنبر وقائد القوات البرية السابق الذي احيل السبت إلى دائرة المحاربين القدماء الفريق اول الركن علي غيدان على التقاعد بسبب تقصيرهما في سقوط مدينة الموصل في العاشر من حزيران (يونيو) الماضي .. حيث جاء القرار بعد 24 ساعة من فقدان 300 جندي في منطقة الصقلاوية والسجر شمال مدينة الفلوجة في محافظة الانبار الغربية وأمر العبادي باعتقال الضباط المسؤولين عن الحادثتين.
&
وجاءت هذه الاجراءات اثر الغضب الشعبي والنيابي الذي تم التعبير عنه لمقتل حوالى 300 عسكري عراقي يحاصرهم مقاتلو "داعش" منذ ايام وعدم اتخاذ الاجراءات اللازمة لفك الحصار عنهم . &
&